مصر والصليب الأحمر يشتركان في البحث عن رفات الرهائن في غزة

أندريه رودن-بول وفرانك غاردنر — مراسلا الشؤون الأمنية في القدس

معدات مصرية تعبر إلى قطاع غزة

أكدت السلطات الإسرائيلية أنّ فرقاً من مصر ولجنة الصليب الأحمر الدولي سُمِحَت لها بالبحث عن جثث الرهائن القتلى الذين أُخذوا خلال هجمات السابع من أكتوبر. وقالت الحكومة الإسرائيلية إن هذه الفرق مُنحت إذناً للعمل أبعد من ما يُعرف بـ«الخط الاصفر» في المنطقة الخاضعة لسيطرة القوات الإسرائيلية داخل غزة، وستستخدم حفّارات وشاحنات في عمليات البحث.

نقلت حماس حتى الآن 15 من أصل 28 من جثث الرهائن الإسرائيليين في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق نار بوساطة أمريكية يُلزِمها بتسليم جميع الجثث، وأفادت المجموعة بأنها الآن بالتنسيق مع السلطات المصرية لتسريع العملية.

وحذّر دونالد ترامب حماس من ضرورة إعادة الجثث «بسرعة، وإلا ستتدخل الدول الأخرى المشاركة في هذا السلام العظيم». من جهتها قالت متحدثة إسرائيلية إن الفريق المصري سيساعد لجنة الصليب الأحمر في تحديد مواقع الجثث والانتقال بها، بعد التنسيق مع القوات الإسرائيلية في المنطقة.

مصطلح «الخط الأصفر» يشير إلى الحد الفاصل الذي انسحبت إسرائيل إلى ما وراءه كجزء من المرحلة الأولى من الاتفاق. وحتى الآن لم تمنح إسرائيل موافقتها لدخول فرق مماثلة سابقاً. وتعد مصر، إلى جانب قطر وتركيا، من الدول الموقِّعة الرئيسية على خطة السلام التي ادّعى ترامب التوسط بها، والتي وُقِّعت في شرم الشيخ في وقت سابق من الشهر الجاري.

ستُعتبر هذه الخطوة خبراً مرحباً لدى ذوي الضحايا الذين يترقّبون دفناً كريماً لأحبائهم. ولعبت لجنة الصليب الأحمر دوراً بارزاً في إعادة الرهائن؛ فحماس لا تُسلِّمُ معتقليها — سواء كانوا أحياءً أم أمواتاً — مباشرة إلى القوات الإسرائيلية بل تسلِّمهم إلى اللجنة التي تُرافقهم داخل غزة ثم تُسلِّمهم لاحقاً إلى الجيش الإسرائيلي.

يقرأ  مجوهرات «لا تُقدَّر بثمن» تُسرق في غارة على متحف اللوفر

ومع ذلك، فإن دخول فرق الحفر المصرية إلى داخل القطاع يُعد تطوراً جديداً. فبعد أكثر من عامين من القصف المكثّف، تُقدّر الأمم المتحدة أن نحو 84% من أراضي القطاع تحوّلَت إلى ركام. وتقول حماس إنها تبذل أقصى جهدها لاستعادة جثث الرهائن لكنها تواجه صعوبة بالعثور عليها تحت أنقاض المباني التي دمّرتها الضربات الإسرائيلية، لذا أُعلِنَ عن تنسيق مع السلطات المصرية للمساعدة في عمليات البحث.

من جانبها أكدت الحكومة الإسرائيلية أن حماس تعلم مواقع الجثث، وقالت المتحدثة: «لو بذلت حماس جهداً أكبر لكان بإمكانها استعادة رفات رهائننا». ونشَر ترامب على منصة «تروث سوشل» أنه سيتخذ إجراءات إذا لم تُعَدَّ الجثث سريعاً، مضيفاً أن بعض الجثث يصعب الوصول إليها بينما بعضها الآخر يمكن تسليمه فوراً ولم تُعدّ لسببٍ ما، وأنه سيراقب التطورات خلال الأربعين والثماني والأربعين ساعة القادمة.

وفي ساحة أوسع، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّ إسرائيل ستقرّر بنفسها أي قوى أجنبية ستُسمَح لها أن تشارك في قوة دولية مخطَّط لها في غزة للمساعدة في تأمين وقف إطلاق النار وفق خطة ترامب، مشدداً: «نحن متحكّمون بأمننا، وواضح أننا سنحدّد أي قوات غير مقبولة لنا، وهكذا نعمل وسنستمر في العمل». وقال أيضاً وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن «عديد الدول» عرضت المشاركة في القوة، لكن إسرائيل يجب أن تكون مرتاحة لوجود أي مشارك — وقد أُشير إلى تركيا وسط تقارير عن امتناع إسرائيل عن قبول مشاركتها.

وما يزال غموضٌ يكتنف كيفية نشر قوة دولية من دون تفاهم واضح مع حماس. بدأ الجنود الإسرائيليون حملة عسكرية في غزة رداً على هجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي قُتل خلاله نحو 1,200 شخص وأُخذ 251 رهينة، وفق تقارير عن المهاجمين الذين قادتهم عناصر تابعة لحماس. ومنذ ذلك الحين، أعلنت وزارة الصحة في غزة التي تُديرها حماس أن عدد القتلى جرّاء الهجمات الإسرائيلية بلغ على الأقل 68,519.

يقرأ  فيديو شي وبوتين عن «العيش حتى 150 عاماً» يُنشر بعد سحب إذن عرضه من التلفزيون الصيني

أضف تعليق