معابر حاسمة ونقاط سيطرة: خطوط المواجهة في جنوب السودان أخبار حرب السودان

منذرة ميدانية جديدة قد تقلب موازين القوى في كردفان، بحسب محللين تحدثوا إلى الجزيرة.

خلفية النزاع
يستمر القتال بين القواتو المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ عامين ونصف، مخلفاً نزوحاً واسع النطاق وما تصفه الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

أهمية مدينة برا
احتلال برا في سبتمبر، وهي نقطة لوجستية رئيسية كانت تستخدمها قوات الدعم السريع لتخزين الإمدادات وتجميع التعزيزات، يعد مؤشراً على أن ميزان القوى قد يميل الآن لصالح الجيش. تقع برا على نحو 350 كلم جنوب‑غربي الخرطوم على طريق التصدير الذي يربط الخرطوم بالأبيض، وتصدر أيضاً منتجات زراعية وحيوانية إلى أنحاء السودان المختلفة. من الأبيض تتفرع طرق استراتيجية إلى الجنوب تجاه جنوب السودان، وللشرق وإلى دارفور غرباً، بينما تنطلق محاور الطرق من الخرطوم نحو بورتسودان على البحر الأحمر والشمال نحو مصر والشرق نحو إريتريا وإثيوبيا.

كيف أُخذت برا؟
انطلقت العملية العسكرية على برا من الجنوب في 11 سبتمبر، في حين ركّزت قوات الدعم السريع دفاعاتها شرق المدينة، بحسب محللين. شن الجيش ضربات متواصلة بطائرات بدون طيار على مواقع الخصم، ثم دفع بقوة معروفة بالحركة والسرعة من الأبيض أطلق عليها “حركة مسار دارفور للنضال المسلح”. اشتبكت هذه القوة بنجاح مع وحدة حامية برا وهزمتها، ثم دخلت المدينة مدعومة بنيران ثقيلة. اعتمدت العملية على السرعة وإشغال العدو على محاور متعددة لمنع وصول تعزيزات، وإذا ما صح كلام المحللين فقد حازت العملية أيضاً على تأييد غالبية المدنيين داخل برا ما سهّل انسحاب قوات الدعم السريع. كما قطعت العملية خطوط إمداد الخصم وعزلت مواقعه المتبقية في مناطق مثل الخوي والنهود، مما أنهى أيضاً الحصار المفروض على الأبيض.

دلالات سقوط برا على معادلة القوة في كردفان
كان لبقاء قوات الدعم السريع في برا أهمية استراتيجية تمكّنها من الضغط على القوات الحكومية وربط مناطق سيطرتها في كردفان ودارفور بجنوب السودان لتمرير السلاح والمقاتلين. ومع خسارة الطريق الاستراتيجي هذا، يقول محللون إن قدرة الحركة على المناورة والتموضع في الإقليم تتعرض لتآكل خطير. دخول الجيش إلى الأبيض اعتبره بعض المحللين بداية انهيار حقيقي لهيمنة الدعم السريع في المنطقة.

يقرأ  عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في غزة يقفز ثلاثة أضعاف منذ مارس

آفاق التقدّم وإعادة الانتشار
وحدة عسكرية سمت نفسها “الصياد” تحركت من ربك عاصمة ولاية النيل الأبيض في حملة وصلت إلى الأبيض، وتحرير برا يفتح الباب أمام إعادة تفعيل قاعدة الأبيض الجوية، الأكبر في كردفان، بعد غياب دام عامين، ما يعزز قدرات الجيش اللوجستية والقتالية ويساند جهود طرد قوات الدعم السريع من الإقليم. يرى محللون أن استعادة كامل كردفان ستمنح القوات الحكومية دفعة لاستعادة دارفور أيضا، وسط تقديرات تشير إلى أن الحرب أودت بعشرات الآلاف من الأرواح ولا تزال تنشر معاناة واسعة بين المدنيين.

أضف تعليق