معاصر الزيتون تقف صامتة — الضفة الغربية تشهد أسوأ موسم زيتون منذ سنوات أخبار الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

وثّق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، خلال الفترة بين 1 أكتوبر و10 نوفمبر، 167 اعتداءً مرتبطًا بحصاد الزيتون أسفرت عن إصابات أو أضرار بالممتلكات، ويشير السكان المحليون إلى أن هذا الرقم مرجح أن يكون أقل من الواقع الحقيقي.

كما يبيّن المكتب أن عدد التجمعات المتضررة بلغ 87 مجتمعًا — رقماً تضاعف منذ عام 2023، في معظمه نتيجة توسع بؤر المستوطنين وبنيتها التحتية إلى مناطق جديدة من الضفة الغربية المحتلة.

مُصطفى بداحة (48 عامًا) يملك بيتًا صغيرًا وسط بساتين الزيتون على الطرف الآخر من دير عمار، جنوبي آل عثمان. في شهر يوليو أُقيمت بؤرة استيطانية جديدة جنوب أرضه، وصوّر مُصطفى مستوطنين وهم يكسرون سياجه ويُتلفون ممتلكاته ويسرقون أدواته الزراعية.

انطلقت من هذه البؤرة أيضاً هجمات على تجمع غذاوي بدوي يُدعى عين أيوب، ويبلغ عدد سكانه نحو 130 نسمة جنوب القرية، حتى طُردوا قسراً بقرارات عسكرية أُعلنت لاحقًا، وحُوّل المكان إلى «منطقة عسكرية مغلقة».

يقول علي أبو الكعك بداحة، عمدة دير عمار (65 عامًا)، إن المستوطنين يهاجمون القرويين الذين يحاولون الوصول إلى أراضيهم الزراعية شرقيًا وجنوبيًا منذ سنوات. لكن هذا العام تغيّر الوضع: القرويون مُنعوا تمامًا من الوصول إلى أراضيهم، وأصبح المستوطنن، بدعم من جنود إسرائيليين، يشنّون الاعتداءات أيضًا على الجهة الغربية من القرية حيث تقع أراضي مُصطفى.

بعد إخافة سكان دير عمار وإبعادهم، يحرص مستوطنو تلك البؤرة على إطلاق أبقارهم لتتغذى في بساتين القرية الغربية، كما يسرقون من المزارع — حبات الزيتون والأغطية البلاستيكية والشرائح المستخدمة في موسم الحصاد، بحسب العمدة.

«هذا العام، أينما تذهب لحصاد الزيتون تجد المستوطنين، ويهاجمونك»، هكذا لخص عزّت الوضع.

وهناك نمط في طريقة عرقلة الحصاد، كما يوضح كاي جاك المنسق الميداني لمنظمة «حاخامات من أجل حقوق الإنسان» التي ترافق المزارعين الفلسطينيين كحضورٍ وقائي: غالبًا ما يكتشف المستوطنون وجود المزارعين أولاً، ثم يُرى المستوطنون وهم يتواصلون عبر هواتفهم، وبعد دقائق قليلة تظهر قوات الجيش — ما يُلمح إلى تنسيق واضح بين الطرفين، بحسب جاك.

يقرأ  روتجر باولسه يحوّل الهندسة إلى منحوتاتٍ حيةٍ تتنفسالتصميم الذي تثق به — تصاميم يومية منذ ٢٠٠٧

في 16 أكتوبر رافق جاك نحو خمسين ناشطًا من مجموعات تضامن مع بعض أهل دير عمار إلى الجانب الغربي لجمع الزيتون قرب أرض مُصطفى. بعد خمس دقائق من البدء وصلت جنديتان إسرائيليتان أخبرتا المجموعة أن المنطقة «منطقة عسكرية مغلقة» ويجب عليهم المغادرة. لم تكن هناك أوامر رسمية مكتوبة، فاستمر الحصاد.

بعد نحو ربع ساعة وصل عناصر إسرائيليون آخرون، بعضهم بلباس عسكري كامل، وبعضهم مقنعون، وآخرون بزي شبه عسكري، من دون فصل واضح بين المستوطنين والجنود. ثم وُزّعت أمر إغلاق المنطقة، وشرع بعض المستوطنين المسلّحين بمطاردة القرويين ورمي الحجارة عليهم بينما تأخّر الجنود في وقفهم.

في البساتين تعرّضت عائلات للاعتداء بالعصي والبنادق، من بينهم يوسف دار الموسى الذي أصيب وتحدث للجزيرة بعد أيام من حادثة الاعتداء من داخل حرم عائلته.

أضف تعليق