مفاوضات المناخ في الأمم المتحدة تدخل الوقت الإضافي — الانقسام حول الوقود الأحفوري مستمر

مفاوضات مؤتمر الأطراف الثلاثين تتواصل في البرازيل وسط انقسامات بشأن مسودة لا تتضمن إنهاء الوقود الأحفوري

نُشر في 21 نوفمبر 2025

تجاوزت محادثات الأمم المتحدة المناخية في البرازيل الموعد النهائي المقرر لها، إذ لا تزال الدول منقسمة بعمق حول مسودة اتفاق اقترحت خلال المؤتمر ولا تتضمن أي إشارة إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري — المسبب الرئيسي للاحتباس الحراري.

وبينما استمر المفاوضون في اجتماعات مغلقة مساء الجمعة في مدينة بيلين البرازيلية، سعوا إلى تضييق الهوة بين المواقف وصياغة اتفاق يتضمن إجراءات ملموسة لاحتواء أزمة المناخ.

أثارت المسودة التي جرى نشرها في وقت سابق قلق نشطاء المناخ وخبراء آخرين لغياب أي ذكر للنفط والغاز والفحم، وهو ما اعتبره كثيرون ثغرة كبيرة في أي استجابة فعّالة للإخطار المناخي.

وقال رئيس مؤتمر الأطراف الثلاثين أندريه كوريا دو لاغو في جلسة علنية مخاطباً المندوبين قبل إرسالهم لمزيد من المشاورات: “لا بد أن لا يكون هذا جدول أعمال يفرقنا. علينا أن نتوصل إلى اتفاق بيننا.”

لقد أبرز الخلاف حول مستقبل النفط والغاز والفحم الصعوبات الكبيرة في التوصل إلى إجماع في المؤتمر السنوي للأمم المتحدة، الذي يمثل اختباراً للعزيمة العالمية على تجنب أسوأ آثار الاحترار العالمي.

وأفادت تقارير بأن العديد من الدول، لا سيما تلك المنتجة للنفط أو المعتمدة اقتصادياً على الوقود الأحفوري، رفضت أن يُدرج أي ذكر لذلك في نص نهائي، في حين أعلن عشرات الدول الأخرى أنها لن تدعم أي اتفاق لا يحدد خارطة طريق للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.

وقالت مراسلة المؤسسات الإعلامية من ريو دي جانيرو إن هذا الخلاف يشكل “نقطة انقسام كبرى”، مضيفة أن شأن تمويل الانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري ظل من بين القضايا المحورية في المؤتمر، إذ تطالب البلدان النامية—التي تتأثر بشدة بتزايد الظواهر الجوية القاسية—بأن يتحمل البلدان الغنية جزءاً أكبر من العبء المالي لمعالجة الأزمة.

يقرأ  قاضٍ يعيد لجامعة هارفارد تمويل الأبحاث الفدرالي بمقدار ملياري دولار

وأضافت أن المناقشات قد تستمر طوال عطلة نهاية الأسبوع، في ظل استمرار المفاوضات.

وجاء هذا المأزق في وقت حذّر فيه برنامج الأمم المتحدة للبيئه من أن العالم “من المرجح جداً” أن يتجاوز حدّ الاحترار بـ1.5 درجة مئوية خلال العقد المقبل، وهو الهدف المتفق عليه بموجب اتفاقية باريس، مما يزيد الإلحاح على اتخاذ تدابير فعّالة.

كما أشارت منظمة العفو الدولية في تقرير حديث إلى أن توسع مشاريع الوقود الأحفوري يهدد حياة ما لا يقل عن ملياري شخص — أي نحو ربع سكان العالم.

وفي بيان يوم الجمعة، وصفت نافكوتي دابي، المسؤولة عن سياسات المناخ في منظمة أوكسفام الدولية، استبعاد خطة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري من أي اتفاق نهائي بأنه “أمر غير مقبول”.

وقالت دابي: “خارطة طريق متكاملة ضرورية، ويجب أن تكون عادلة ومنصفة، ومدعومة بدعم حقيقي للدول النامية.” وأضافت: “على الدول المتقدمة التي اغتنت على حساب اقتصادات قائمة على الوقود الأحفوري أن تتخلى أولاً وبأسرع ما يمكن، مع تمويل مسارات منخفضة الكربون للجنوب العالمي.”

أضف تعليق