مفرّجون من الأسر يكشفون عن تعذيبهم ويكافحون من أجل البقاء تحت الأرض في غزة

«بعد توقيع الصفقة ظننا أنهم يُخرَجون من الأنفاق للتحضير للإطلاق»، هكذا قال والد أحدَ الرهائن بعد الإفراج عنهم.

قال والد يوسف حاييم أوهانا، آفي أوهانا، في مقابلة مع إذاعة كان مورشت إن ابنه نجح في إخفاء خلفيته العسكرية عن خاطفيه من حماس الذين احتجزوه في غزة ما يقارب العامين. أضاف أن ابنه، الذي كان قائداً قتالياً سابقاً في لواء جيفعاتي، نجا من تعذيب «فوق ما قد تتصوره أيّ جيش». وصف آفي كيف حُشر سبعة رجال في حفرة واحدة، اضطروا للوقوف متكئين على الجدار لساعات طويلة بلا راحة.

استمد آفي قوته من الصلوات اليومية طوال مدة احتجاز ابنه: «كنت أصلي كل صباح، يوماً عند قبر الحاخام شمعون بار يوحاي، ويومًا آخر عند حائط المبكى. كانت معركة إيمان كذلك»، قال. وأكد أن قدرة ابنه على إخفاء خدمته العسكرية ربما أنقذت حياته. وذكر أن عديداً من الرهائن المحررين الآخرين أخفوا بدورهم خلفياتهم العسكرية؛ فقد تبين بعد الإفراج أن بار كوبرشتاين وروم براسلافسكي كانا يخدمان في قوات الدفاع الاسرائيلية حين اختطفا، كوبرشتاين كمجند قتال في الكتيبة 932 من لواء النحال، وبراسلافسكي في شعبة اللوجستيات بالقيادة المركزية. وعلى عكس الإشاعات المتداولة، لم يخدم أفيناتان أور في سريّة ماتكال النخبوية بل في سريّة ريمون التي حُلَّت عام 2018 واندمجت في لواء الكوماندوز.

وصف آفي الأيام الأخيرة قبل الإفراج بأنها كانت الأكثر رعباً؛ «بعد توقيع الصفقة ظننا أنهم يُخرَجون من الأنفاق للتحضير للإفراج، لكن يوسف أخبرني أنهم نُزِلوا عبر درج، أعمق فأعمق، إلى حفرة ضيقة لا تتسع لجلوس سبعة رجال. بالكاد كانوا يقفون، ونقص الأكسجين وحده كاد أن يقتلهم». في مرحلة ما أعطاهم الخاطفون راديو صغيراً كي يسمعوا الأذان، «رأوا أسلاك كهربائية تمر عبر الأنفاق وتمكنوا من وصلها بالراديو»، روى آفي. «ابني قال لي إنه وهو إلكانا بوهبوت التقيا بإذاعة الجيش (גלצ) وسمعا مقابلتي. هذا أعطاهم قوة».

يقرأ  موجة حر تضرب ألمانيا — الحرارة تقترب من ٣٧ درجة مئوية

لا زال أفراد العائلة يحاولون استيعاب ما جرى: «لسنين لم أستطع النوم من الحزن، والآن لا أنام من الفرح. كل قصة تكشف كم كان نجاة هؤلاء معجزة. يوسف-حاييم قال إنهم في أوقات اعتقدوا أنهم سيبقون هناك خمس أو عشر سنوات، إن نجاوا أصلاً».

في مركز شيبا الطبي التقى وزير الدفاع اسرائيل كاتس بالرهين المحرر بار كوبرشتاين، الذي أخبره: «استعدت حياتي». أشاد كاتس بشجاعة كوبرشتاين خلال هجمات السابع من أكتوبر، حين ساعد زوار مهرجان نوفا وأعطى إسعافات أولية قبل أن يُختطف. وأكد الوزير أن إعادة بقية الرهائن وجثث القتلى تظل أولوية وطنية قصوى إلى جانب تفكيك حماس ونزع السلاح عن غزة.

زار الرئيس إسحاق هرتسوغ والسيدة الأولى ميخال هرتسوغ التوأمين المَحرَّرين غالي وزيف برمان في شيبا، وغرد الرئيس لاحقاً أن الشقيقين «دخلَا قلوب أمة بأسرها» معبِّراً عن تأثره العميق بلقائهما مع العائلة.

قال موشي أور، شقيق أفيناتان أور، لِـ ينيت إن أفيناتان قضى معظم فترة احتجازه معزولاً تماماً. «كان وحيداً لمدة عامين، نادراً ما كان محاطاً بفلسطينيين، فكيف بإسرائيليين. لم يأكل كثيراً وعاش في ظروف قاسية للغاية، لكنه تجاوز ذلك كبطل. روحَه لم تنكسر أبداً». وذكر موشي أن ذهن أخيه لا يزال حادّاً وفضولياً؛ «يتعطش للحياة، يتابع أخبار العالم والسياسة الاسرائيلية، ويستعيد ما فاته. يحب البرغر والطعام الجيد. الجميع يدللونه الآن». وفي وقت سابق هذا الأسبوع سجّل أفيناتان رسالة مصوّرة لأصدقائه مازحاً أنه لم يعد يتعرّف على التكنولوجيا الجديدة بعد عامين من العزل: «أنا بخير، فقط متعب ومرهق. نعوّض قريباً. أحبكم جميعاً».

بعد يومين من تحرير حفيدهم مطان أنغريست، روى الجدّان موطي ورينا أنغريست لموقع i24 الأخبار عن لم شملهما العاطفي: «عانقناه والدموع لم تتوقف»، قال موطي. وأضاف أن مِطان كان ضعيفاً لكنه بدأ برامج إعادة التأهيل. «عشنا كابوساً لمدة عامين واستيقظنا أخيراً»، قالت رينا. وذكر موطي أن المغنيين عمر آدم وشلوماو أرتزي زارا مطان في المستشفى: «عانقونا، هذا هو وجه اسرائيل الجميل»، قال موطي، فيما أضافت رينا أن أغاني آدم، أرتزي، وإيال جولان ساعَدَت حفيدها على تحمل الأسر. وختم موطي بأن مطان اعتذر لجدّيه عن الألم الذي عانيا: «قال لنا: كان صعباً عليكم — جعلت الأمر أصعب عليكم لمدة عامين. هذا يختصر كل شيء؛ هو يتحمّل كل شيء على عاتقه. إنه عملاقٌ هو وفريقه، فريق بيريتز».

يقرأ  الجيش النيجيري: غارات جوية تقتل ٣٥ مسلحًا في ولاية بورنو

أضف تعليق