مقاطع احتجاجات إندونيسيا تُنسب زورًا إلى مظاهرات في نيبال

تتبُّع مصدر مقاطع مُعادَت نسبتها إلى احتجاجات نيبال

في مطلع سبتمبر أُطيح بحكومة نيبال عقب احتجاجات شبابية أسفرت عن إشعال عدة مبانٍ حكومية ووقوع خسائر فادحة؛ غير أن تجميعة فيديو متداولة تُظاهر أنها تُظهر أضرار الأحداث في نيبال، تبين أنها في الواقع لاحتجاجات جماهيرية جرت في إندونيسيا أواخر أغسطس.

تداولت منشورات، من بينها منشور باللغة البورمية نُشر في 10 سبتمبر 2025، عبارة تفيد بأن هذه «نتائج الحكومة الطاغية». وصل عدد مشاهدات الفيديو المركب إلى أكثر من 120 ألف مشاهدة، ويعرض لقطات لمبنى مزخرف مشتعلاً، ومتظاهرين أمام بوابات مبانٍ، ومشاهد لمدينة متضررة مرصودة من درّاجة نارية. تُسمَع في المقاطع صيحة تُصرح بأن شباب نيبال «أَرْسَلوا رسالة» بأن أنقاض هذه المباني هي نتيجة حكم حكومه فاسدة مستبد.

الواقع: احتجاجات نيبال التي تفجّرت في 8 سبتمبر بعد حظر على منصات التواصل الاجتماعي تصاعدت إلى غضب عارم ضد الفساد؛ وقد كانت أسوأ اضطرابات منذ الحرب الأهلية وإلغاء الملكية عام 2008، وراح ضحيتها ما لا يقل عن 72 قتيلاً، وأُحرق البرلمان ومبانٍ حكومية رئيسية، وتَنازَل رئيس وزراء مخضرم عن منصبه. في 12 سبتمبر أدىّت القاضية السابقة سوشيلا كاركي (73 عاماً) اليمين لتتولى رئاسة وزارية مؤقّتة مع مهمّة إجراء انتخابات خلال ستة أشهر.

لكن بحثاً بالكلمات المفتاحية والبحث العكسي عن الصور عبر محركات البحث بيّن أن المقاطع المتداولة مأخوذة أسابيع قبل ذلك من احتجاجات إندونيسيا. كانت المظاهرات الإندونيسية في أواخر أغسطس ناجمة عن الأجور المتدنية والبطالة واستياء من الامتيازات الباذخة لنواب البرلمان، وتصاعدت بعد تداول مقطع لسيارة شرطة شبه عسكرية دهست سائق درّاجة توصيلات. وأدت أعمال الشغب حسب منظمات حقوقية إلى وفاة ما لا يقل عن عشرة أشخاص واحتجاز المئات، وكانت الأكبر في عهد رئيس الدولة برابوو سوبِيانتو.

يقرأ  نائب برلماني: حصيلة قتلى هجوم على مسجد في نيجيريا ترتفع إلى ٥٠

تفصيل تتطابق المشاهد:
– المقطع الأول لمبنى مشتعل نُشر على صفحة صحيفة «سوارا NTB» الإندونيسية على فيسبوك بتاريخ 30 أغسطس 2025، ويطابق مبنى المجلس الإقليمي (DPRD) في مدينة ماتارام على جزيرة لومبوك، كما يتفق موقع اللقطة مع صور Google Street View.
– المقطع الثاني الذي يظهر متظاهرين يضربون الأرض بأغصان يتطابق مع فيديو نُشر على تيك توك في 1 سبتمبر بعنوان «مظاهرة 24 ساعة في كيبيمن» (مقاطعة جاوة الوسطى). وعند الثانية الثامنة من الفيديو تظهر بناية مدخنة تتطابق مع مبنى البرلمان المحلي على خرائط Google.
– السلسلة الأخيرة من لقطات البنى التحتية المتضررة وُجدت في فيديو تيك توك نُشر في 31 أغسطس قبل أسابيع من احتجاجات نيبال، ونص المنشور الإندونيسي «تعافى سريعاً يا بلادي». الفيديو التقط على طول شارع الجنرال سوديرمان في العاصمة جكرتا ويَبيّن معالم ومواقف حافلات تظهر بوضوح في صور الشارع، كما تُرى عند ثانية الخامسة عشر بوابة مقر اللواء المتنقل لشرطة مدينة جاكرتا.

الخلاصة: المقاطع المنتشرة على أنها مُصوّرة في نيبال لا تُظهر أضرار الاحتجاجات النيپالية، بل هي تسجيلات من احتجاجات إندونيسية أُجريت قبلها بأسابيع، وقد استُخدمت لخدمة سرد مختلف عن مصدرها الحقيقي.

أضف تعليق