مقاطع فيديو تدحض حجج إسرائيل بشأن الهجوم القاتل على مستشفى

فيديوهات تناقض مبررات اسرائيل للهجوم المميت على مستشفى

قُتِلَ ما لا يقل عن عشرين شخصًا جراء الضربات التي استهدفت مستشفى ناصر في غزة. تحليل بصري أجرته الصحيفة يطرح تساؤلات جوهرية حول الهدف الذي زعمت القوات الإسرائيلية أنها كانت تستهدفه، وعن سبب تكرار الهجوم بعد تسع دقائق بالضبط، ما أدّى إلى مقتل مسعفين وصحفيين كانوا يستجيبون لضربة سابقة.

الوقائع تشير إلى أن الضربة الأولى أصابت درجًا خارجيًا يطل على المدينة ويُستخدم كثيرًا من قبل الصحفيين لتصوير وبثّ مشاهدهم الحيّة. مصوّر رويترز حسّام المصري كان من بين من قتلتهم الضربات الأولى؛ كاميرته سجّلت اللحظات الأخيرة قبل تجمّد الصورة وانقطاع الصوت عند لحظة الانفجار. مشاهد من الموقع بعد الضربة الأولى لا تُظهر أي جهاز مراقبة واضح على الدرج الشرقي، رغم أن الجيش قال إنه استهدف «كاميرا تابعة لحركة حماس» تُستخدم لتتبع تحرّكات قواته، من دون أن يقدّم دليلاً ملموسًا على نوع هذه الكاميرا أو مكان تمركزها، أو كيف يبرّر ذلك إطلاق قذائف على مستشفى وملاحقة صحفيين.

بعد نحو تسع دقائق من الضربة الأولى، أعادت القوات إطلاق النار على نفس المكان: قذيفتان أصابتا الموقع نفسه خلال جزء من الثانية، فقتلتا عدداً كبيراً من من كانوا على الدرج—منهم صحفيون ومسعفون يرتدون سترات عاكسة—بما في ذلك الصحفية مريم أبو دقة ومصور رويترز حاتم خالد الذي أُصيب ونُقل إلى المستشفى وهو على قيد الحياة. مشاهد من لقطات الحادث تُظهر عملية إنقاذ فوضوية على الدرج بلا أي مؤشر على وجود تهديد عسكري في تلك اللحظة.

الجهات الإخبارية كانت قد بثّت من ذلك الدرج بشكل متكرر طوال الأسبوعين السابقين؛ رويترز وأسوشييتد برس عرَضا بثًّا حيًا من الموقع، وكان الصحفيون يعملون ويصورون هناك بشكل اعتيادي، ما يضع مزاعم توجيه الاستهداف ضد «أهداف عسكرية» موضع شكّ كبير. بموجب قوانين الحرب، المستشفيات والعاملون الطبيون ووسائل الإعلام محميون من أن تكون أهدافًا للهجوم.

يقرأ  بي بي سي توثّق هجوم مستوطنين إسرائيليين على مزرعة فلسطينية في الضفة الغربية

ردّ الجيش الإسرائيلي تضمن ادعاءً بأن الضربات استهدفت عناصر «مسلّحة»، وأن ستة من المقاتلين الفلسطينيين قُتلوا في العملية، وأن التحقيق جارٍ حول اتخاذ القرار؛ وأشارت التحقيقات الأولية إلى تورط لواء جولاني. في الماضي نفسه، ارتبط هذا اللواء بهجوم في مارس أودى بحياة 15 من العاملين في الطوارئ. الجيش اعترف آنذاك بمخالفات في الأوامر وأقيل نائب قائد الوحدة، لكن لم يُحاسَب أحدٌ جنائيًا على تلك الحادثة. حتى الآن، رفض الجيش الرد على مزيد من الأسئلة من الصحيفة حول هجوّم مستشفى ناصر، واستمرّ القلق من أنّ لا أحد سيتحمّل المسؤولية الكاملة عن سقوط المدنيين والعاملين الطبيين والإعلاميين.

الحرب في غزة كانت من بين أكثر النزاعات الحديثة فتكًا بالصحفيين والكوادر الطبية، وتزيد هذه الحادثة من الدعوات الدولية لمساءلة واضحة وشفافة ومعايير أعلى لحماية المنشآت الطبية والإعلامية خلال الأعمال الحربية.

سلسلة التحقيقات البصرية الأخيرة في الصحيفة تعتمد على أدلة ظاهرة في المشهد نفسه، وتقدّم سردًا تحقيقيًا مدعمًا بالصور والفيديو — من مجزرة لاس فيغاس إلى هجوم كيماوي في سوريا — لتوضيح ما خفي وراء الأحداث. التحقيقات تبيّن كيف يمكن للأدلة البصرية أن تكشف تناقضات الروايات الرسمية وتعيد تشكيل فهم الجمهور للوقائع. التحقيقاتل مستمرة.