التقى نائب الرئيس غِبران راكابومينغ راكا بممثلي مجتمع سائقي تطبيقات التوصيل في أغسطس بعد أن أعاد مقتل أحد السائقين إشعال المظاهرات المناهضة للحكومة، لكن مقاطع الفيديو المنتشرة على منصات التواصل لا تُظهره وهو يتفاعل مع المحتجين؛ فالمقاطع قديمة وغير ذات صلة بالتظاهرات الوطنية التي هزّت أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا.
يظهر على منشورٍ في تطبيق تيك توك، نُشر في الأول من سبتمبر 2025، نص باللغة الإندونيسية يقول: «بينما مجلس النواب لم يتجرأ على النزول، التقى نائب الرئيس غِبران شخصياً بالمحتجين. إنّه لأمرٌ مثير للإعجاب. نائب رئيسي مُشتعل.»
يُظهر الفيديو الابن الأكبر للرئيس السابق جوكو ويدودو وهو يقترب ويلقي التحية على عدد من الأشخاص وسط حراسة مشددة من عناصر الشرطة والجيش.
ويُقرأ في تعليق الفيديو: «هذه لحظة لقاء نائب الرئيس غِبران مع المحتجين.»
التقطت وكالة فرانس بريس لقطة شاشة للمنشور الكاذب في الخامس من سبتمبر 2025 وأرفقته بعلامة × حمراء.
التقى غِبران بعددٍ من ممثلي سائقي التوصيل في 31 أغسطس بقصر الرئاسة، حيث ناقشوا أهمية محاسبة وترتيب عقوبة مناسبة للشرطي الذي دهس سائق التوصيل أفقان كورنياوان؛ وبهذا الصدد أكدت رسالة المجتمع على ضرورة تطبيق العدالة بصرامة في هذه القضية، وفق أرشيف الأخبار الرسمية.
أقالت لجنة شرطة إندونيسية الضابط كوزماس ك. جاي بعد أن خلصت إلى تورّطه في خرقٍ أخلاقي على خلفية دوره في مقتل أفقان، الذي أثار سخطاً واسعاً بين العمال.
تداوَل مستخدمون مقاطع مشابهة ادعوا فيها أن غِبران يلتقي محتجين أو يحضر تجمعات ليلية، إلا أن هذه المقاطع منفصلة زمنياً وسياقياً عن احتجاجات العاصمة.
كما التُقطت لقطات لشاشات منشورات مضللة أخرى تحمل ادعاءات مماثلة في الخامس من سبتمبر 2025، وأرفقتها فرانس بريس بوسم يُظهر أنها مفبركة.
انتشرت المقاطع بسرعة على منصات مثل تيك توك وفيسبوك، حيث حققت ملايين المشاهدات، لكن التحقّق أظهر أنها لا تثبت الادعاءات المرفوعة ضد نائب الرئيس.
فيديوهات غير ذات صلة
أظهر بحث عن طريق البحث العكسي عن الصور أن وسيلة إعلام محلية نشرت أول مقطع على قناتها في مايو 2025، وكان نص التغطية المضاف إلى الفيديو يشير إلى «مواجهة غِبران من قبل طلاب عند زيارته لبنغكولو». يُبين المقطع لقاء غِبران طلاباً في محافظةٍ غربية كانت تعاني حينها من شُحّ في الوقود.
كما رفع مكتب نائب الرئيس مقطعاً آخر على قناته الرسمية يُظهر مشهداً مشابهاً، ما يؤكد أن أجزاءً من المحتوى المتداول مأخوذة من لقاءات سابقة وفي سياقات محلية محددة.
نشر «سولو تايمز» مقطعاً ثانياً على قناته في فبراير 2024 بعنوان يعلن لقاء غِبران مئات المحتجين أمام مبنى بلدية سولو، ويُظهر المقطع تواصله مع طلاب نظموا تظاهرة بينما كان مرشحاً لمنصب نائبة الرئيس في انتخابات 2024.
أما المقطع الثالث فكان أقرب إلى مشاهد متابعة عامة؛ فقد وُجدت لقطات نشرت في يونيو 2025 تُظهر حضور غِبران لمشاهدة مباراة مؤهلة لكأس العالم بين أندونيسيا والصين في قاعة عرض عامة بمبنى البلدية، وهو أمر موازن للادعاءات التي زُعمت حول لقاءات احتجاجية.
سبق لوكالة فرانس بريس أن فككت معلومات مضللة متعلقة باحتجاجات جاكرتا، وتستمر أدوات التحقق في توضيح أصول وتواريخ المقاطع المتداولة لمنع الخلط بين أحداث منفصلة.