مقتطف معدّل من حلقة 26 أغسطس من برنامج «All In with Chris Hayes».
كل يوم تتكشف قصص رعب جديدة جراء قصف إسرائيل المستمر لقطاع غزة، لكن نادراً ما نتمكن من رؤية تلك اللحظات كما وقعت بالعين المجردة.
في صباح الاثنين، بعد العاشرة بقليل، استهدفت إسرائيل آخر مركز طبي متبقٍّ في جنوب غزة، مستشفي ناصر. وبعد سبع دقائق فقط، وفي الوقت الذي كانت فرق الإسعاف والمسعفون والصحفيون يهرعون إلى الموقع، ضرب القصف المستشفى مجدداً — ما يُعرف بضربة «نقرتان» أو الضربة المزدوجة، أي استهداف نفس الهدف مرتين في زمنٍ وجيز.
قناة «الغد» الناطقة بالعربية وثّقت بلقطات الفيديو لحظة الضربة الثانية. تظهر اللقطات أشخاصاً يصعدون السلم الخارجي للمستشفى، وهو المكان الذي يتجه إليه كثيرون للحصول على إشارة واي فاي للبث أو التواصل، وفي غضون ثوانٍ اجتاحهم سحٌّ كثيف من الدخان والغبار.
أسفرت الضربة عن مقتل ما لا يقل عن عشرين شخصاً، بينهم خمسة صحفيين.
الضحايا من الصحفيين: حسام المصري، مصور لدى رويترز، قُتل في الضربة الأولى أثناء تشغيله بثّاً مباشراً لصالح الوكالة. مريم دقة، إحدى الصحفيات القلائل اللواتي كنّ يغطين الحصار في غزة، كانت عاملة مستقلة للوكالة الأسوشييتد برس ووسائط أخرى، وغالباً ما كانت تنقل تقارير عن أطفال يتلقّون علاجاً من الجوع في مستشفى ناصر. محمد سلامة، الذي عمل مع الجزيرة وموقع Middle East Eye، كان يخطط للزواج من زميلة صحفية. أحمد أبو عزيز، أيضاً من Middle East Eye، ساهم بعشرات التقارير للمنصّة. ومعاذ أبو طه، صحفي مستقل تعاون مع عدة مؤسسات بينها صحيفة هآرتس ورويترز. كلهم قُتلوا في الضربة.
في اليوم التالي، أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً قال فيه إنه استهدف «كاميرا» في المستشفى كان يُزعم أنها تُستخدم للمراقبة من قِبل حماس، لكنه لم يقدم أي ادلة تدعم هذا الادعاء. واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضربة «حادثاً مأساوياً».
منذ اندلاع الحرب، منعت إسرائيل الصحافة الأجنبية من العمل بحرية داخل غزة؛ لذا أصبحت عيوننا وآذاننا على الأرض هم الصحفيون الفلسطينيون المستأجرون للعمل مع مؤسسات إعلامية مختلفة، وهم يخرجون كل يوم فعلياً واضعين حياتهم على المحك لنقل الأخبار.
نُشِر هذا النص أصلاً على MSNBC.com.