قُتل ما لا يقل عن 18 شخصًا، غالبيتهم من الطلاب، في غارة جوية استهدفت مدرستين خاصتين بقرية في ولاية رخين، بحسب ما أفاد به “جيش أراكان” ووسائل الإعلام المحلية.
قال خاينغ ثوخا، المتحدث باسم جيش أراكان الذي يسيطر على المنطقة، لوكالة أسوشيتد برس في وقت متأخر من يوم الجمعة إن مقاتلة نفّذت قصفًا وأسقطت قنبلتين على مدرستي “باينيار بان خين” و”آ مايِن ثيت” الثانوية الخا صّة في قرية ثايت ثابين بمقاطعة كياوكتاو.
أوضح أن معظم الضحايا هم طلاب تتراوح أعمارهم بين 17 و18 عامًا. وتعذَّر التحقق من الحادث بصورة مستقلة بسبب انقطاع واسع لخدمات الإنترنت والهواتف النقالة في المنطقة.
وعدّ الجيشان المسلح بيانًا عبر تطبيق تيلغرام أعرب فيه عن الحزن مواساةً لأسر الضحايا، وألقى باللوم على القوات المسلحة الميانمارية في تنفيذ الضربة.
جيش أراكان هو الجناح العسكري لحركة الأقلية العرقية في ولاية أراكان، التي تطالب بحكم ذاتي عن الحكومة المركزية في ميانمار. وشرع في عمليته الهجومية في راخين في نوفمبر 2023، وتمكن منذ ذلك الحين من السيطرة على مقر إقليمي مهم لجيش الدولة وعلى 14 من أصل 17 مقاطعة في الولاية. واستولى الجيش على كياوكتاو في فبراير الماضي.
ومنذ أن استولى الجيش على السلطة من حكومة أونغ سان سو تشي في الأول من فبراير 2021 شهدت البلاد اضطرابات واسعة ونشأت احتجاجات شعبية سُحقت بعنف، ما دفع كثيرًا من معارضي الحكم العسكري إلى حمل السلاح، وتحولت أجزاء كبيرة من البلاد إلى ساحات صراع.
وتشير تقديرات منظمات غير حكومية إلى مقتل أكثر من 7200 شخص على يد قوات الأمن منذ ذلك الحين.
كذلك صعّدت الحكومة العسكرية مؤخرًا ضرباتها الجوية ضد قوة دفاع الشعب المؤيدة للديمقراطية، في حين لا تملك قوى المقاومة دفاعًا فعّالًا ضد الهجمات الجوية.
قال واي هون أونغ، المسؤول عن أعمال الإغاثة في أراكان، لوكالة أسوشيتد برس إن القتلى كانوا من بين 30 إلى 40 طالبًا نازحين يقيمون في مساكن داخل المدارس. وأضاف أن قصفًا أدى إلى تضرر ستة منازل على الأقل، وإصابة 21 شخصًا بينهم ستة في حالة حرجة.
ونشرت وسائل الإعلام المحلية صورًا ومقاطع فيديو تُظهر أنقاض مبانٍ وأضرارًا واسعة، وقالت إن طائرة حربية أسقطت قنبلتين تزن كل منهما نحو 500 رطل على إحدى الثانويات بينما كان الطلاب نائمين.
في بيان لها يوم السبت، أعربت اليونيسيف عن ايدانة هذه “الهجمة الوحشية” واعتبرت أنها “تندرج ضمن نمط متصاعد من العنف المدمر في ولاية راثين، حيث يدفع الأطفال والعائلات الثمن الأغلى”.
تجدر الإشارة إلى أن ولاية أراكان (المعروفة أيضًا باسم راخين) كانت مسرحًا لحملة قمع وحشية في عام 2017 أدت إلى نزوح نحو 740 ألف شخص، غالبيتهم من الروهينغا المسلمين، إلى بنغلادش هربًا من العنف.