قُتل ما لا يقل عن 24 شخصًا وأُصيب عشرات آخرون في هجوم شنته ميليشيا شبه عسكرية على مدينة الفاشر المحاصرة في إقليم دارفور الغربي بالسودان، وفق ما أفادت به جهة طبية.
وقالت شبكة أطباء السودان، التي ترصد الحرب الأهلية في البلاد، إن قوات الدعم السريع — تشكيل شبه عسكري متحارب مع الجيش السوداني — قصفت مناطق مكتظة بالسكان شملت سوق الوسط وحي أولاد الريف في الفاشر.
أصيب55 شخصًا، من بينهم خمس نساء، بحسب التقرير.
ولم يصدر عن قوات الدعم السريع تعليق فوري على الحادث.
تعد الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، محور القتال لأكثر من عام بين القوات الحكومية وقوات الدعم السريع، وهي آخر معقل للجيش في إقليم دارفور.
غرق السودان في حرب أهلية في أبريل 2023 بعدما تحولت توترات طويلة بين الجيش والدعم السريع إلى قتال مفتوح في الخرطوم ومناطق أخرى من البلاد.
ويأتي قصف الأربعاء كحلقة جديدة في سلسلة اعتداءات طالت الفاشر وضواحيها، بينها معسكران للنازحين يعانيان الجوع، حيث شنّت قوات الدعم السريع هجومًا واسعًا في أبريل أودى بحياة مئات الأشخاص.
وفي أغسطس قُتل ما لا يقل عن 89 مدنيًا في هجمات شنتها قوات الدعم السريع داخل المدينة ومحيطها خلال عشرة أيام، من بينهم 16 شخصًا أُعدموا ميدانيًا، بحسب المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للامم المتحدة.
وحسب اليونيسف، حوّل الحصار الفاشر إلى «مركز لمعاناة الأطفال»، حيث يزهق سوء التغذية والأمراض والعنف حياة الصغار يوميًا. وأدى الحصار إلى حبس نحو 260,000 مدني داخل المدينة، منهم 130,000 طفل، يعيشون ظروفًا يائسة بعد انقطاع المساعدات لأكثر من 16 شهرًا، فيما تُقدّر اليونيسف أن نحو 6,000 طفل يعانون من سوء تغذية حاد ويواجهون خطر الموت.
أسفر الصراع عن مقتل أكثر من 40,000 شخص، وأجبر أكثر من 14 مليونًا على الفرار من منازلهم، بينما لجأت بعض الأسر إلى أكل العشب في محاولة يائسة للبقاء على قيد الحياة مع اجتياح المجاعة أجزاء من البلاد.
وسُجلت في النزاع فظائع جسيمة، بينها عمليات قتل بدوافع عرقية وجرائم اغتصاب، وفق تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية.
وأعلنت المحكمة الجنائية الدولية أنها تحقق في مزاعم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.