مقدمو البرامج التلفزيونية الأميركيون يساندون جيمي كيميل ويسخرون من دونالد ترامب — في خلاف حول حرية التعبير

إيان يانغز — مراسل الشؤون الثقافية
كاتي رازال — محرِّرة قسم الثقافة والإعلام

شاهد: جيمي فالون بين مقدمي البرامج الليلية الأميركيين الذين عبَّروا على الهواء عن ردود فعلهم بعد إيقاف كيميل

توحَّدت أصوات مقدمي البرامج الليلية في الولايات المتحدة وراء زميلهم الكوميدي جيمي كيميل بعدما علَّقت شبكة ABC برنامجه على خلفية تصريحات له عن مقتل تشارلي كيرك. استهل ستيفن كولبير عرضه بالقول «نحن جميعاً جيمي كيميل»، واعتبر قرار إبعاده «اعتداءً صارخاً على حرية التعبير».

وصف سيث مايرز أنَّ «منَ الشرف والامتياز أن أُسمّي جيمي كيميل صديقي»، بينما تناول كلٌّ من جون ستيوارت وجيمي فالون قضية حرية التعبير بسخرية من خلال مشاهد تمثيلية جعلتهما — ظاهرياً — يثنيان على الرئيس ترمب. جاءت هذه البرامج مباشرة بعد أن صرّح الرئيس الأميركي بأن الشبكات الرئيسية سلبية تجاهه إلى حدٍّ كبير وأنه يمكن أن تُسحب تراخيصها.

لطالما ركّز ترمب على وسائل الإعلام التي يعتبرها خصومه. هل يعد تعليق كيميل هجوماً على حرية التعبير؟ هل هو مؤشر على استسلام شركة إعلامية آخر لتهديدات الرئيس؟ أم هو مساءلة طال انتظارها؟ الجواب يختلف باختلاف الميول السياسية للمستمعين.

هذا القرار الأخير بثّ جواً من البرودة في صفوف الليبراليين الأميركيين، وفي المقابل قوّى موقف أنصار الرئيس الذين طالما هاجموا مقدمي البرامج الليلية الذين ينتقدون حكمه. وقد تُركت لافتات مؤيدة لكيميل أمام استوديو برنامجه في لوس أنجلوس.

بدأ الجدل بعد أن قال كيميل في مونولوجه يوم الاثنين إن جماعة «MAGA» تحاول «بشكل يائس» تصوير الشاب المتهم بقتل تشارلي كيرك على أنه ليس منهم، وأنهم يسعون لكسب نقاط سياسية من الحادث. وشبَّه رد فعل الرئيس على وفاة الناشط المحافظ بأنه يشبه «حزن طفل في الرابعة على سمكة ذهبية». وصف بريندان كار، رئيس لجنة الاتصالات الفدرالية (FCC) — الجهة المنظمة للتلفزيون — تصريحات كيميل بأنها «مريضة»، وهدد باتخاذ إجراءات لأن المضيف بدا وكأنّه «ضلَل الجمهور الأميركي مباشرة».

يقرأ  تعرض الناشط اليميني تشارلي كيرك لإطلاق نار داخل جامعة أمريكية — أخبار دونالد ترامب

يرى منتقدون محافظون أن كيميل روّج لسردية كاذبة عندما ألمح إلى أن المشتبه به قاتل ينتمي لحزب «اجعل أميركا عظيمة مجدداً»؛ وبينما لم يتحدد الدافع بعد، كان حاكم ولاية يوتا قد قال قبل حديث كيميل إن المشتبه به «تعرض لغسيل دماغ بأيدي إيديولوجية يسارية».

في عرض «Late Night» على NBC، افتتح سيث مايرز حلقته يوم الخميس بالقول إن إدارة ترمب «تلاحق حملة لقمع حرية التعبير»، ثم أضاف ساخراً: «وبما أن هذا غير ذي صلة تماماً، أود أن أقول قبل أن نبدأ إنني لطالما أعجبتُ واحترمت السيد ترمب». ومع ضحك الجمهور قال: «لطالما اعتقدتُ أنه رائد ومبتكر، رئيس عظيم ولاعب جولف أفضل».

عرض مايرز سلسلة من مقاطع لترامب وهو يعلن أنه أوقف الرقابة الحكومية وأنه أعاد الحرية في الكلام إلى أميركا، ثم عقب بعاطفة: «إنه لشرف وامتياز أن أُدعى صديقاً لجيمي كيميل، كما أنه لشرف وامتياز أن أقدّم هذا العرض كل ليلة. أستيقظ كل صباح وأعدُّ من نعم الله أنني أعيش في بلدٍ يدّعي على الأقل أنّه يقدّر حرية التعبير. وسنستمر في تقديم عرضنا كما اعتدنا — بحماس ونزاهة…». تبع ذلك تأثير صوتي ساخر، إشارة إلى مزحة سابقة عن حصان أدخل فضلاته أمام ترمب خلال زيارته الرسمية للمملكة المتحدة. واستأنف مايرز قائلاً: «هذه لحظة مفصلية في ديمقراطيتنا ويجب أن نقف جميعاً دفاعاً عن حرية التعبير. هناك سبب لوضع حرية التعبير في التعديل الأول؛ إنها فوق كل الحقوق الأخرى».

على شبية CBS، صرّح كولبير: «إلى جيمي، أقول إنني أقف معك ومع فريقك مئة بالمئة». واعتبر تعليق تعليق كيميل «رقابة فجة» و«الخطوة الأحدث والأجرأ في حملة طويلة ضد النقاد الإعلاميين». لدى كولبير برنامج سيُنهي في مايو بعدما أعلنت CBS عن إلغائه في يوليو مبررة القرار بأنه «قرار مالي بحت»، لكن بعض المراقبين ربطوا الخطوة بانتظار قرار اتحادي بشأن اندماج شركة والدة CBS، باراماونت.

يقرأ  كيم جونغ أون يغادر إلى الصين على متن قطار مدرّع

جاء قرار إزالة كيميل بعد أن أعلنت شركة Nexstar Media — إحدى أكبر مالكي محطات التلفزيون الأميركية — أنها لن تُذيع برنامجه «في المستقبل المنظور» لأن تصريحاته كانت «مسيئة وغير متعاطفة». وتنتظر Nexstar أيضاً موافقة اتحادية على صفقة استحواذ منفصلة. سخر كولبير قائلاً: «شركة تستسلم على ما يبدو لأهواء الرئيس لضمان تمرير صفقتها — هل رأينا هذا من قبل؟ كل شيء يتعلق بالعلاقات المؤسسية».

بعد زيارة ترمب الرسمية، قال للصحفيين عن برامج السهرة المتأخرة والشبكات: «كل ما يفعلونه هو مهاجمة ترمب… لديهم تراخيص. لا يُسمح لهم بذلك». رد كولبير: «بل يُسمح لهم! منذ البداية كانت هذه البرامج تتحدث عن الرئيس الحالي، وهو أنت». وأضاف: «فلا يهم ما يدّعون، الأمر لا يتعلق تماماً بما قاله جيمي يوم الاثنين؛ هذا كان جزءاً من مخطط. كيف عرفت ذلك؟ قبل شهرين، عندما كان الرئيس يحتفل بذوقٍ بقرار إلغاء برنامجي، غرد ‘جيمي كيميل هو التالي’» — وحدث ذلك بالضبط.

في «The Tonight Show» على NBC، قال فالون للمشاهدين: «لا أعرف ما الذي يجري ولا أحد يعرف. لكنني أعرف جيمي كيميل، رجل كريم وظريف وأتمنى أن يعود». وأضاف: «قلق كثيرون أننا لن نتمكن من قول ما نريد أو أننا سنُراقَب. لكنني سأغطي رحلة الرئيس إلى المملكة المتحدة كما اعتدت». وبينما كان يتكلم، قُطع بثُّه بتعليق صوتي مُدبلج ليبدو كأنه يمدح الرئيس: «…بدا وسيمًا للغاية».

في عرضٍ على Comedy Central، اتخذ جون ستيوارت نهجاً سجيفاً، متقمصاً دور مضيف «موالي وطوعي» لنسخة «يومية» جديدة مصادق عليها من الحكومة، مُثنياً على «الترمب المصبوغ تماماً»، المعروف بـ«سحره وأناقة لا تُقاوم وكاريزما جنسية لا يمكن إنكارها». وسأل ستيوارت مراسلي البرنامج السبعة بعدها إن كان «المشككون والنقاد» على حق: «هل يقمع دونالد ترمب حرية التعبير؟» أجابوا معاً بأصواتٍ آلية: «بالطبع لا يا جون. الأميركيون أحرار في التعبير عن أي رأي يريدون. ومن يدَّعي العكس فهو أمر يثير الضحك. هاهاها».

يقرأ  الكرملين يقلّل من أهمية محادثات زيلينسكي... وترامب يحذّر من أن بوتين قد لا يرغب في إبرام «صفقة»

في ميدان آخر، عبَّر ديفيد ليترمان، مضيف السهرات الطويلة السابق، في مهرجان Atlantic في نيويورك عن أسفه، قائلاً: «أشعر بالسوء حيال هذا، لأننا جميعاً نرى إلى أين يسير الأمر، أليس كذلك؟ هذا إعلام مُدار. ليس بخير. إنه سخيف. إنه مضحك».

حدود حرية التعبير

في أميركا المستقطبة، تقاس ردود الفعل على تعليق كيميل بالانتماءات السياسية، ولا يتفق كل مقدمي البرامج الليلية حول القضية. على قناة فوكس نيوز المحافظة، قال غريغ غاتفيلد: «يأتي إليّ الناس ويقولون، ‘إذا كنت كوميدياناً وتطلُب على التلفزيون، فيجب أن تغضب من هذا’. أنا لست كذلك حقاً». وانتقدت حلقة من برنامجه تصريحات كيميل وطرحت نقاشاً حول وجود حدود لحرية التعبير على شبكات التلفزيون.

كما أشار غاتفيلد إلى أن الذين يدافعون الآن عن كيميل قد سَعَوا سابقاً إلى إسكات وسائل إعلامٍ يمينية ومعلّقين محافظين، وقال: «الطريقة الوحيدة لتوقيف ذلك هي إذا عرفوا أنه يمكن أن يحدث لهم كذلك. لكن هل هذا تفكير عادل؟ لا أدري».

وفي مكان آخر، قال بيرس مورغان إن تصريحات كيميل أثارت «غضباً مفهوماً في أنحاء أميركا»، وتساءل: «لماذا يُقدَّم على أنه نوع من شهداء حرية التعبير؟»

أضف تعليق