مكالمة ترامب وشي تخفف التوتر بين واشنطن وبكين — لكن لا اتفاق واضح بشأن «تيك توك» حتى الآن

ترامب و«تيك تووك»: تفاهم أم مجرد إطار؟

أمضى الرئيس الأميركي دونالد ترامب معظم هذا الأسبوع في الترويج لما وصفه بـ«صفقة» تخص تيك توك مع الصين، لكن خبراء يرون أنها لا تزال بعيدة عن الشكل النهائي بعد أن تبادل الجانبان روايتيهما لتفاصيل المكالمة الهاتفية بينه وبين الرئيس شي جينبينغ.

تبادلا الحديث عبر الهاتف يوم الجمعة، وهي أول مكالمة بينهما منذ ثلاثة أشهر، لكن لم يعلن عن بيع التطبيق الشائع الذي يملكه نحو ١٧٠ مليون مستخدم في الولايات المتحدة. عقب الاتصال نشر ترامب على منصة Truth Social عبارة تشير إلى أن «المكالمة كانت جيدة جداً… وأقدّر الموافقة على تيك توك»، بينما جاءت صياغة بكين أقل وضوحاً.

ونقلت وكالة شينخوا عن الملخّص أن موقف الصين واضح: الحكومة تحترم إرادة الشركات وترحب بإجراء مفاوضات تجارية على أساس قواعد السوق للتوصل إلى حل يتوافق مع القوانين واللوائح الصينية مع مراعاة التوازن في المصالح. هذا التباين في الصياغتين لم يفاجئ المحلّلين.

تقول راشيل زيمبا، الزميلة المشاركة بمركز الأمن الأميركي الجديد، إن صفات ترامب تدفعه أحياناً إلى الإعلان عن أطر أو صفقات قبل أن تُحسم تفاصيلها، وهذه حالة إضافية من هذا النوع. وأضافت أن أي اتفاق تجاري أوسع قد يُؤجل إلى لقائهما المتوقع على هامش منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ الذي يبدأ في ٣١ أكتوبر في غيونغجو بكوريا الجنوبية — «إن حصل ذلك».

ورغم غياب نتائج ملموسة عن مكالمة الجمعة، اتفق الخبراء على أن مجرد حديث القائدين يُعد مؤشراً على تلطّف في العلاقات، إذ أن شي كان قد امتنع سابقاً عن إجراء مكالمات هاتفية مع ترامب رغم اجتماعات متعددة عقدت في جنيف ولندن ومادريد. تقول وي ليانغ، أستاذة متخصّصة في التجارة الدولية وسياسات الصين الاقتصادية بالخارج في معهد ميدلبري، إن «القطبَين على الأقل كسرا الجليد بعد انقطاع طويل، ويبدو أنهما مستعدان للتفاوض في قضايا أكثر صعوبة».

يقرأ  متى ولماذا نُشِر الحرس الوطني في الولايات المتحدة سابقًا؟ — أخبار دونالد ترامب

ووقعت المكالمة بعد أيام من تمديد ترامب للمرة الرابعة مهلة مطالبة شركة بايتدانس بالتخلي عن ملكيتها لتيك تووك وإلا ستواجه حظراً في الولايات المتحدة بموجب قانون أُقر العام الماضي بدعم حزبي واسع وحُفظ لاحقاً من قبل المحكمة العليا. ويصف روبرت روغوفسكي، أستاذ مشارك في التجارة والدبلوماسية الاقتصادية بمدرسة الخدمة الخارجية بجامعة جورجتاون، أيّ انتقال ممكن بأنه سيكون «معقّداً للغاية» — ذلك أن بكين مترددة في التخلي عن التطبيق، وهناك غموض حول الملاك المستقبليين والأطر التنظيمية ذات الصلة.

يشير روغوفسكي إلى أن قيمة تيك توك الحقيقية تكمن في خوارزميتها التي تختار للمستخدم ما يشاهده بطريقة تفرض سيطرة ملحوظة؛ لذا فإن المعضلة ليست مجرد أمن بيانات بقدر ما هي قدرة على التأثير في الجمهور عبر الخوارزمية. تخيّل القوة التي تمنح للمالكين عندما تتحكّم خوارزمية متطورة في سلوك المشاهدين، خاصة إذا كانت تحت تأثير حزب سياسي أو مجموعات موالية له — هذا يمنحهم قدرة هائلة على التأثير.

من جانبها، ترى ليانغ أن احتمال تخلّي الصين عن الخوارزمية ضئيل، وتتوقع «خروجاً مهيباً» يتيح للطرفين الحفاظ على مصالحهما بقدر الإمكان.

موقف الصين الأكثر حزماً

فيما يتعلق بالقضايا الأوسع — وصول الولايات المتحدة إلى المعادن النادرة، شراء الصين للنفط الروسي، والوصول إلى رقائق أشباه الموصلات الأميركية — يعوّل الخبراء على أن الحلول ستنتظر لقاء القمة بين ترامب وشي. وتقول زيمبا إن من الواضح أن ترامب ليس في موقع يتيح له فرض تعريفات جديدة على الصين، وهذا يعكس مصالح متباينة داخل الحكومة الأميركية وتحكّم الصين بنقاط اختناق استراتيجية مهمة.

يوافق روغوفسكي في أن «الصين تتخذ موقفاً أقوى وأكثر جرأة تجاه الولايات المتحدة، وهذا جزء من طريقة الصين في التعاطي». ويشير إلى أن لدى بكين ما يبرّر ثقتها، مستشهداً بتوجيهها للشركات بتفادي شراء رقائق من شركة نفيديا الأميركية. فقد تفضّل الصين الاعتماد على قدراتها المحلية في تصميم رقائق مماثلة أو أفضل وبأسعار أقل، ومع اعتماد الولايات المتحدة على معادن الأرض النادرة الصينية، تشعر بكين بأنها في موقع قوة يسمح لها بمواجهة الضغوط الأميركية.

يقرأ  بين المكان والزمان — لوحات سردية لأندرو هيمعن المكان والزمان: اللوحات السردية لأندرو هيم

أضف تعليق