أعاد مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) إلى المكسيك وثيقة مسروقة تعود إلى خمسة قرون، وُقّعَت باسم القائد الاسباني هيرنان كورتيس.
كُتبت صفحة المخطوطة عام 1527، وتُعد واحدة من ثلاث عشرة؟ لا — واحدة من 15 صفحة يُعتقد أنها نُهِبت من الأَرشيف الوطني للمكسيك بين 1985 و1993، وفق ما أفادت به الوكالة الأمريكية المعنية بالتحقيقات الفنية. الصفحة التي تصف المدفوعات المخصّصة لتموين البعثات الاستكشافية عُثِر عليها في الولايات المتحدة وعُيّنت لتُعاد يوم الأربعاء الماضي.
كورتيس، المستكشف الذي أنهى إمبراطورية الأزتك ومهد الطريق للاستعمار الإسباني للأمريكيتين، دوّن في هذه المخطوطة خطط رحلته عبر ما صار يعرف فيما بعد بإسبانيا الجديدة؛ مستعمرة امتدت في أوجها عبر مساحات واسعة من غرب ووسط أمريكا الشمالية ووصلت إلى أجزاء من أمريكا اللاتينية.
كانت الوثيقة الغائبة قد وُقِّعت ضمن مجموعة أوراق منسوبة إلى كورتيس، لكن جرد الأرشيف عند تصويره على ميكروفيلم عام 1993 كشف اختفاء 15 صفحة. الصفحة المستردّة حملت رقماً مدهوناً بالشمع وضعه الأرشيفيون في الفترة بين 1985 و1986، ما يوحي بأنها سُرِقت في أي وقت بين فترتي الفهرسة.
طالبت الحكومة المكسيكية فريق الجرائم الفنية في مكتب التحقيقات الفدرالي بالمساعدة سنة 2024، مصحوبة بملاحظات توضح أي الصفحات نُقلت وكيف كانت بعض الصفحات ممزقة. وأشارت تحقيقات المصادر المفتوحة إلى أن الوثيقة كانت موجودة داخل الولايات المتحدة، دون أن تكشف الوكالة عن مكان ضبطها أو عن هويّة من كان بحوزتها عند المصادرة.
وقالت العميلة الخاصة جيسيكا ديتّمر من فريق جرائم الفن إن أحد العوامل التي حالت دون توجيه اتهامات هو أن الصفحة «غيرت اليدين عدة مرات» منذ سرقتها، ما يصعّب ملاحقة جرميّة. وأضافت أن الوثيقة تمنح «طابعاً واقعياً على التخطيط والإعداد لمناطق غير معروفة آنذاك»، مشيرة إلى تفاصيل مثل «دفع البيزوس من الذهب العادي لتغطية نفقات الاستعداد لاكتشاف أراضي البهارات».
كانت ما تُسمى بـ«أراضي البهارات» تشير إلى مناطق في شرق وجنوب آسيا، التي سعى الأوروبيون إلى الوصول إليها عبر طريق غربي أسرع للتجارة، فوجدوا القارة الأمريكية بدلًا من ذلك. وبعد ذلك استمر كورتيس في استكشاف شمال غرب المكسيك وشبه جزيرة باخا كاليفورنيا.
تأتي إعادة الوثيقة في وقت توتر سياسي بين المكسيك والولايات المتحدة بسبب تعريفات فرضتها إدارة سابقة وقضايا الهجرة غير القانونية عبر الحدود؛ ومع ذلك تؤكد وزارة العدل الأمريكية ومكتب التحقيقات الفدرالي أن الولايات المتحدة، بوصفها من أكبر مستهلكي التحف الأثرية، تتحمل مسؤولية مواجهة تهريب الآثار.
قالت ديتّمر إن قطعاً مثل هذه «تُعتبر ممتلكات ثقافية محمية وتمثل لحظات ثمينة في تاريخ المكسيك، لذا ينبغي أن تبقى في أرشيف المكسيك لغرض فهم التاريخ بصورة أفضل». وأكّد مكتب التحقيقات أنه مصرّ على تحديد واسترجاع الصفحات المتبقية من المجموعة. جدير بالذكر أن وثيقة أخرى موقعة من قبل كورتيس أعيدت إلى المكسيك بواسطة الـFBI في 2023.