دعا المسؤول الإنساني في الأمم المتحدة إسرائيل إلى فتح مزيد من المعابر إلى غزة للسماح بتدفق مساعدات إنسانية واسعة، بعد أن هددت إسرائيل بتقليص الإمدادات إلى الإقليم على خلفية تأخر حماس في إعادة جثث الرهائن القتلى.
توم فليتشر طالب الطرفين—إسرائيل وحماس—بتطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً أن «من الضروري ألّا نضيّع التقدم الهائل الذي أحرز عبر الوساطة الأميركية». وأضاف أن السماح بتدفّق مساعدات هائل، بمعدل آلاف الشاحنات أسبوعياً، أمر حاسم لإنقاذ حياة كثيرين وقد ألحّت عليه المجتمع الدولي.
تصاعدت الغضب داخل إسرائيل بسبب تأخر إعادة جثث الرهائن، وبقي معبر رفح بين مصر وجنوب غزة إغلاقاً يوم الأربعاء. في داخل القطاع بدأ السكان يتكدّسون بالإمدادات الغذائية مع ارتفاع الأسعار خشية أن لا يستمر وقف إطلاق النار.
دخلت مساعدات إنسانية إلى غزة منذ سريان الاتفاق في 10 أكتوبر، لكن إسرائيل هددت بتقييد الإمدادات بعدما لم تعد حماس جثث كافة الـ28 رهينة القتلى بحلول الموعد المتفق عليه يوم الإثنين؛ وحماس بررت ذلك بصعوبة العثور على الرفات. حتى الآن أعيدت سبع جثث إلى إسرائيل من غزة، وأعلنت حماس أنها ستعيد جثتين إضافيتين لاحقاً يوم الأربعاء.
في منشور على منصة X شدد فليتشر على أن على حماس «بذل جهود جبّارة لإعادة كافة جثث الرهائن القتلى». وأضاف أن على إسرائيل، بحسب الاتفاق، أن تسمح «بتدفق كبير للمساعدات الإنسانية — آلاف الشاحنات أسبوعياً — التي تعتمد عليها حياة العديدين، والتي أصرت عليها دول العالم». ودعا إلى «فتح معابر إضافية وتبنّي منهج عملي وحلّي لإزالة العقبات المتبقية»، مؤكداً أن «حجب المساعدات عن المدنيين ليس ورقة مساومة».
معبر رفح ظل مغلقاً إلى حدّ كبير منذ اندلاع القتال بعد هجمات 7 أكتوبر 2023. ونصّت خطة السلام ذات النقاط العشرين للرئيس الأميركي دونالد ترامب على أن فتح المعبر يخضع «لنفس الآلية المطبّقة» خلال وقف مؤقت لإطلاق النار سابق هذا العام، حين فُتح المعبر مؤقتاً لإخراج جرحى فلسطينيين لتلقي العلاج.
في المقابل قال مسؤول في «كوجات» — الجهاز العسكري الإسرائيلي المكلف بشؤون المساعدات لغزة — يوم الثلاثاء: «لن تمر المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح. لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بهذا الشأن في أي مرحلة».
وأعرب رئيس الأمم المتحدة أيضاً عن «قلق بالغ من الأدلة على أعمال عنف ضد مدنيين في غزة». وأفادت تقارير بأن مسلحين ملثمين تابعين لحماس نفّذوا عمليات إعدام لثمانية فلسطينيين في العلن، ما أثار الخوف والغضب بين سكان القطاع. أما قائد القيادة المركزية الأميركية، الأدميرال براد كوبر، فدعا حماس في منشور على X إلى «تعليق العنف وإطلاق النار على المدنيين الفلسطينيين الأبرياء في غزة»، وحثّ المجموعة على انتهاز «فرصة تاريخية للسلام» عبر «الانسحاب الكامل والالتزام الصارم بخطة ترامب والتسليم السلاح فوراً». من جهتها تقول حماس إنها تستهدف «المجرمين والمتعاونين مع إسرائيل».
شهدت أسعار المواد الغذائية ارتفاعاً حاداً في غزة نتيجة تكديس السكان للحصص الغذائية، فيما أفاد سكّان محليون أن تجاراً ومورّدين في القطاع يخزّنون السلع لخلق شحّ ورفع الأسعار تحسّباً لاستئناف الحرب وزيادة أرباحهم.
تقول نِفن المُغربي، أم لستة أطفال ومهجّرة من غزة تسكن في خان يونس: «كلما بدأنا نشعر بالأمان تظهر تهديدات جديدة، ونخشى أن تعود الحرب من جديد». وأضافت أنها فقدت بيتها في مدينة غزة وقررت البقاء مع عائلتها لأنها لا تثق بالهدنة وملّوا التشرد. وأشار تاجر في سوق خان يونس الرئيس إلى أن الطلب على الدقيق والزيت والسكر تصاعد خلال ساعات، ومع أن الأسعار قفزت بنحو 30% تقريباً، «الناس يشترون كما لو أنهم لا يصدّقون أن الهدوء سيستمر، الجميع يخشى توقف المساعدات».
من جهته قال خالد حلاّس، أب لستة أطفال ويقيم في دير البلح، «لا ماء، لا كهرباء ولا خيام». وقد نزح حلاّس من منطقة الشجاعية في مدينة غزة واضطر للانتقال مراراً. وبيّن أن الشجاعية «مغلقة تماماً، ذهبت إلى سوق الخضار حيث اندلعت إطلاقات نار، لا حماية لدينا»، مضيفاً: «هناك إطلاق نار مستمر في منطقتنا، والحياة هناك محطمة بالكامل».
تأتي هذه التوتّرات بينما يلتقي الوسطاء في مصر سعياً لسدّ الفجوات بين حماس وإسرائيل والحفاظ على المسار الأول للاتفاق. وقالت قوات الدفاع الإسرائيلية يوم الأربعاء إن إحدى أربع جثث سُلّمت من حماس خلال الليل «لا تطابق أي من الرهائن» بعد فحوص أجراها المعهد الوطني لطب الشرعي؛ أما الثلاث جثث الأخرى فتم تحديد هوية أصحابها على أنها تامير نيمرودي (20 عاماً)، وإيتان ليفي (53 عاماً)، وأورئيل باروخ (35 عاماً)، وفقاً لمنتدى عائلات الرهائن.
يبدو أن اتفاق وقف إطلاق النار أقرّ بإمكان ألا تكون حماس وفصائل فلسطينية أخرى قد عثرت على كل الرفات قبل الموعد النهائي الأولي يوم الإثنين. وبموجب الاتفاق مع حماس، وافقت إسرائيل على تسليم جثث 15 فلسطينياً مقابل كل رهينة إسرائيلي متوفى.
وأكّد مستشفى تابع لحماس يوم الأربعاء أن إسرائيل أعادت جثث 45 فلسطينياً إضافياً، ليصل مجموع الجثث التي أفرجت عنها إسرائيل إلى 90. وأدى تأخّر إعادة جثث الرهائن الإسرائيليين إلى غضب داخل إسرائيل؛ وقال ابن أميرام كوبر — أحد الرهائن الإسرائيليين المتوفين الذين لا تزال جثتهم تحتجز في غزة — إنه وأقارب رهائن آخرين يحاولون «إيجاد القوة somehow لننهض… ونواصل النضال». وروتيم قال: «من الواضح أنهم [حماس] كان بإمكانهم وكان ينبغي عليهم الإفراج عن المزيد وهم يلعبون ألعاباً». لم يصلني أي نصّ لترجمته أو إعادة صياغته. أرسل النصّ الذي تريد أن أعيد صياغته وأترجمه إلى العربية بمستوى C2.