أعلنت السلطات الحاكمة في ميانمار في أكتوبر 2025 أنها استعادت سيطرتها على بلدة تقع على طريق تجاري يربط البلاد بالصين، بعد مواجهات مع مجموعة مسلحة عرقية. وانتشرت على الإنترنت منشورات ادّعت زوراً أن جسرًا رئيسياً تضرر بشدة خلال القتال؛ لكن الصورة المصاحبة للمزاعم تُظهر عبّارة منهارة دُمّرت قبل عام في ولاية تبعد مئات الكيلومترات عن موقع الأحداث المزعومة.
نصّ منشور باللغة البورمية بتاريخ 8 أكتوبر 2025 أفاد بأن “تي إن إل إيه” (جيش تحرير الطا’انغ الوطني) فجّرت ودمرت جسر مو تاي الذي يربط بلديات هيسباو ونامتو ونامسانغ، ثم انسحبت. وأرفق المنشور صورة لجسر منهار. تناقلت منشورات مماثلة الصورة على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة أثناء الاشتباكات بين المجلس العسكري و”تي إن إل إيه” على خلفية المنافسة للسيطرة على بلدة هيسباو، حيث يمر طريق سريع يؤدي إلى إقليم يونّان الصيني.
ذكرت صحيفة حكومية أن الجيش أعاد احتلال هيسباو بالكامل في 16 أكتوبر، فيما لم ترد تقارير رسمية تؤكد أن جسر مو تاي تَعرَّض للتدمير خلال تلك الاشتباكات. ونشرت وسائل محلية تقارير أولية تفيد بانهيار الجسر لكنها تراجعت لاحقًا وأعلنت إعادة فحص الموقع، مبينة أن الفحص لم يجد أدلة على أضرار فعلية في جسر مو تاي.
تواصلت وكالة الأنباء مع أحد سكان هيسباو الذي أفاد بأنه لم يرَ أي أضرار في الجسر حتى تاريخ 13 أكتوبر. أما صورة الجسر المتداولة فلم يحسم البحث العكسي عن مصدرها على محرك بحث شهير، لكن بحثًا بالكلمات المفتاحية ربطها بصورة نُشرت في 8 أكتوبر 2024 في تقرير لصحيفة إيراوادّي، وأشارت الصحيفة حينها إلى أن الصورة تخص جسر كيينتالي تشاونغ في غرب ولاية راخين — أي على بُعد أكثر من 600 كيلومتر عن موقع جسر مو تاي — وأن الجسر دُمِّر على يد قوات المجلس العسكري.
نسبت إيراوادّي الصورة إلى “مكتب معلومات جيش أراكان” التابع لجيش أراكان، وهو فصيل مسلّح عرقي. وتمكن المحقّقون من تأكيد موقع جسر كيينتالي تشاونغ بمطابقة عناصر الصورة مع صور موسومة جغرافيًا على خرائط إلكترونية. يقدم هذا التحقيق مثالًا آخر على تداول صور قديمة أو من مواقع بعيدة على أنها وثائق لأحداث راهنة، ما يَنمُّ عن خطر التضليل الإعلامي في سياقات النزاع.
لمزيد من التحقق تم فحص سجلات وتقارير متعددة للتأكّد من تطابق التواريخ والمواقع والجهات الناشرة قبل الوصول إلى الخلاصة.