تنتشر في ماليزيا صورٌ لا علاقة لها ببعض الادعاءات المصاحبة لها، تُظهر أشخاصًا يُقتادون بواسطة عناصر شرطة، مع مزاعم كاذبة أن الصور تُبرز شرطة هولندية تُعتقل ضباطًا من قوات الدفاع الإسرائيلية. النسخ السابقة من هذه المنشورات لم تذكر أن الأشخاص هم جنود إسرائيليون، ونقلت وكالة فرانس برس عن متحدث باسم الشرطة الهولندية أن أياً من الضباط الظاهرين في الصور لا يرتدي الزي الرسمي للقوات.
في تعليقٍ باللغة الملايوية على صورة مُشاركة في 14 أغسطس 2025، ورد: «الشرطة الهولندية اعتقلت هذا الصباح اللواء الإسرائيلي شيتان شاول، قائد قوات المدرعات، بتهم جرائم حرب في رفح». تُظهر الصورة رجلاً مكبل اليدين يُرافقه عناصر إنفاذ قانون.
تتابع الترويجات بأن الاعتقال وقع أثناء عطلة في لاهاي، وتزعم أن السلطات الهولندية بصدد حملة لاعتقال جنود من الجيش الإسرائيلي بعد أن «أصدرت المحكمه الدولية حكماً بالسجن المؤبد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو» — وهو ادعاء غير صحيح.
تُبيّن عمليات البحث العكسي عن الصور أن الأشخاص الظاهرين لا رابط لهم بالجيش الإسرائيلي.
أما على صعيد الإجراءات القانونية الدولية، فلم تُصدر محكمة العدل الدولية أي حكم يقضي بالسجن المؤبد لنتنياهو؛ في المقابل أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحقه وبحق وزير دفاعه السابق، يوآف غالانت، بتهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في سياق الحرب على غزة، من ضمنها اتهامات باستخدام التجويع كسلاح حرب (ثمة أرشيفات وروابط توضّح ذلك).
وقُدّر عدد ضحايا هجوم حماس الذي أشعل الحرب بـ1,219 قتيلاً، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لوكالة فرانس برس بناءً على أرقام إسرائيلية. من جهة أخرى، تُظهر أرقام وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس — والتي تعتبرها الأمم المتحدة مصدراً موثوقاً ــ أن الهجوم الإسرائيلي الردي قد أوقع ما لا يقل عن 63,459 قتيلاً فلسطينيًا، غالبيتهم من المدنيين.
صور غير متعلقة
الصورة الأولى التي أعيد تداولها سبق أن استخدمتها صحيفتا The Telegraph وThe Sun في تقارير إخبارية، وحددتا الرجل بأنه جوني موريسي (Johnny Morissey)، مواطن بريطاني اعتُقل في إسبانيا في سبتمبر 2022 لدوره كمنفذ لمجاميع عصابية (ثمة أرشيفات للمقالات الأصلية).
الصورة الثانية، التي تُظهر شرطية تكبل امرأة مستلقية على بطنها، نُشرت في 1 يونيو 2025 على منصة DeviantArt بواسطة المستخدم AshnaGopal، ونُقل عن صاحب الحساب أن الصورة اُلتقطت في المملكة المتحدة. وأوضح صاحب الصورة أن ذلك في الواقع جزء من تمرين تدريبي للشرطة وأن المرأة المستلقية كانت متطوعة من طلبة التدريب، ويمكن ملاحظة أنهم في صالة رياضية ذات أرضية رغوية.
الصورة الثالثة التي تُظهر امرأة بين رجلين أحدهما بزي شرطة، نُشرت سابقًا في مقال لصحيفة The Daily Mail في أغسطس 2016 بعنوان يتناول سلوك المحتفلين في عطلة نهاية الأسبوع بمدينة نيوكاسل، ولم تشير التسمية إلى أن المرأة جندية إسرائيلية.
الصورة الرابعة، لامرأة تغطي وجهها بينما تبدو شرطية ترافقها، استعملتها صحيفة Rheinische Post في سبتمبر 2019، وحددت المرأة كـ«إنفلونسر» على إنستغرام متهَمة بحقن مواد تجميلية بشكل غير قانوني في شفاه وأنوف أشخاص.
قالت المتحدثة باسم الشرطة الوطنية الهولندية، ليليان سكولتن، لوكالة فرانس برس إن «لا ضباط يرتدون الزي الهولنديي الرسمي ظاهرون» في الصور المُعاد تداولها. تقليديًا يرتدي عناصر الشرطة في هولندا زيًا داكنًا كحليًا مزوَّدًا بشريطين أصفرين عرضيين على الصدر والكتفين، ويُجهَّزون بأحزمة معدات وكاميرات جسمية وغيرها من العتاد.
على نحوٍ منفصل، احتجزت السلطات البلجيكية في أنتويرب مؤقتًا واستجوبت مواطنين إسرائيليين اثنين حضرا مهرجان Tomorrowland في يوليو 2025 بعد اتهامات تقدمت بها مجموعات مؤيدة للفلسطينيين بشأن ارتكاب جرائم حرب، ولم تُعلن أسماؤهما.
تواصل وكالة فرانس برس تفنيد الادعاءات الكاذبة والمضلِّلة المتعلقة بالحرب في غزة ونشر تحقيقات ومواد توثيقية تكشف أصل ونشأة الصور والمزاعم المصاحبة لها.