منظمة أطباء بلا حدود وإسلاميك ريليف وسيف ذا تشيلدرن ضمن 22 جهة إغاثية دعت بقية قادة العالم إلى التدخّل العاجل لوقف ما وصفته هذه المنظمات بأنه إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل.
قادة أكثر من عشرين وكالة إغاثية تعمل في غزة ناشدوا الزعماء العالميين بـ«التدخّل فوراً» بعد أن خلصت لجنة أممية مستقلة، للمرة الأولى، إلى أن السلطات الإسرائيلية ترتكب إبادة جماعية في الأراضي المحطمة. وأفاد البيان المشترك بأن حصيلة القتلى في غارات الاحتلال تقترب من 65 ألف فلسطيني، من بينهم أكثر من 20 ألف طفل، محذراً من أن نحو مليون شخص إضافي «على حافة مرحلة أكثر دموية» ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة.
ووصف البيان «قسوة الوضع في غزة» بأنها لا تُقّبل، محذراً من أن محاولات إسرائيل الأخيرة لتهجير سكان مدينة غزة قسراً عبر احتلال بري تهدف إلى جعل أوسع منطقة حضرية في القطاع «غير صالحة للسكن عمداً». وأضافت المنظمات: «بوصفنا قادة إنسانيين، شهدنا عن قرب الوفيات والمعاناة المروعة لسكان غزة. تحذيراتنا لم تلقَ آذاناً صاغية، وما زالت آلاف الأرواح في خطر».
وقالوا إن أكثر من نصف مليون إنسان يعانون من الجوع، وأن المجاعة قد أُعلنت وهي في تزايد. وأكد البيان أن التأثير التراكمي للجوع والحرمان الجسدي يعني أن «الناس يموتون كل يوم». ورغم الرعب الموثق الذي يعيشه القطاع تحت الحصار والإجبار على التجويع منذ نحو عامين ومحاولات المدنيين البقاء تحت نيران الجيش، فإن قادة العالم «يفشلون في التحرك».
ودعت المنظمات الدول إلى استخدام كل الوسائل السياسية والاقتصادية والقانونية المتاحة للتدخّل، محذرة من أن الكلام والإجراءات النصفية لا تكفي؛ «فهذا اللحظة تتطلب قراراً حاسماً». وأضاف البيان أن التاريخ سيحكم على هذه المرحلة كاختبار للإنسانية، وأن على أعضاء الأمم المتحدة أن يتحرّكوا وإلا فستجعل «تواطؤهم سابقة خطيرة للمستقبل».
وذكر البيان كريستوفر لوكيير، أحد الموقعين والأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود، إذ اعتبر أن حملة الجيش الإسرائيلي في غزة تشكل «تدميراً منهجياً لشعب». وتابع أن منظمة أطباء بلا حدود باتت واضحة في موقفها: «إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة وتفعل ذلك مع افلات تام من العقاب». وأضاف: «الجيش الإسرائيلي هاجم كل شيء وكل من في غزة».
من بين الموقعين أيضاً: إسلاميك ريليف وActionAid وCARE وHandicap International وسيف ذا تشيلدرن والمجلس النرويجي للاجئين ومنظمة أطباء العالم، إلى جانب منظمات إغاثية كبرى أخرى.
وفي تقريرها، قالت نافي بيلّي، رئيسة اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن الهيئة الأممية خلصت إلى أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة. وأشارت بيلّي إلى أن من بين المسؤولين الأكثر مسؤولية، استناداً إلى تصريحاتهم، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يواف غالانت ورئيس الدولة إسحاق هرتسوغ.
وتخلص لجنة الأمم المتحدة في تقريرها إلى أن «السلطات والقوات الإسرائيلية تمتلك القصد الإبادي لتدمير الفلسطينيين، كلياً أو جزئياً، في قطاع غزة». وردت وزارة الخارجية الإسرائيلية على وسائل التواصل الاجتماعي بوصفها نتائج التقرير بأنها «مزيفة» واتهام مؤلفيه بأنهم «عملاء لحماس».