منظمة الصحة العالمية تحذر: المستشفيات «على شفير الانهيار» مع تصعيد إسرائيل لهجومها على مدينة غزة

حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن المسشفيات في غزة اقتربت من «حافة الانهيار» مع اتساع نطاق الغزو البري الإسرائيلي داخل القطاع المحاصر.

قال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إن الهجوم الإسرائيلي الذي يتركز حالياً على مدينة غزة «يفجر موجات جديدة من النزوح، ويجبر عائلات مرهقة نفسياً على التكدّس في مساحة تضيق باستمرار ولا تلبي أدنى شروط الكرامة الإنسانية».

قصف مدفعي وجوي كثيف استهدف مدينة غزة الخميس، مما دفع طوابير طويلة من المدنيين الفلسطينيين المرعوبين إلى الفرار مع تكثيف القوات لهجماتها. كما انقطعت خدمات الإنترنت وخطوط الهاتف في أنحاء القطاع، ما يشير إلى احتمال تصعيد واسع للعمليات البرية.

تركّز القصف على أجزاء من المدينة يُرجّح أنها تمهّد لتقدّم وشيك نحو المناطق الوسطى والغربية حيث تختبئ أغلبية السكان، فيما يواجه الجرحى وذوو الإعاقة صعوبة بالغة في الانتقال إلى مناطق آمنة، مما يعرض حياتهم لخطر بالغ. ودعا تيدروس إلى «إنهاء فوري لهذه الظروف اللاإنسانية» وإلى فرض وقف لإطلاق النار.

أفادت مصادر طبية لقناة الجزيرة مقتل 14 شخصاً على الأقل في صباح الخميس، بينهم 9 في مدينة غزة، بينما أفادت حصيلة مبكرة بعد الظهر بمقتل ما لا يقل عن 29 فلسطينياً منذ الفجر، منهم 19 في المدينة نفسها.

من النُصيرات، نقل مراسل الجزيرة هاني محمود أن مستشفيات مدينة غزة الكبرى لا تعمل إلا جزئياً، وأن المستشفيَين الرئيسيين، الشفاء والأهلي، يقدمان خدمات محدودة للغاية. مع تقدم الدبابات والمركبات المدرعة الإسرائيلية، باتت المدينة قريبة من الحصار التام مع نقص حاد في الإمدادات الطبية داخل المرفقين العاملين. داخل أقسام الطوارئ أعداد المصابين تفوق عدد الأسرة المتوفرة، والكوادر منهكة والإمدادات تتراجع بحدة، ما يجعل هذه المنشآت شديدة الهشاشة.

يقرأ  أوكرانيا: هجمات الطائرات المسيرة الروسية تتسبب بانقطاعات واسعة للكهرباء

يخشى العاملون من أن يتكرر المشهد نفسه ويُقطع التواصل مع الخارج مع توغل الهجوم البري أكثر.

الأمم المتحدة قالت إن الهجوم أجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على النزوح جنوباً، مما فاقم أزمة إنسانية كانت بالفعل مدمّرة. أولغا تشيريفكو، متحدثة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، وصفت الأوضاع بأنها «لا تقل عن كارثية». وأوضحت أن تياراً مستمراً من الناس يتجهون من الشمال سيراً على الأقدام، كثيرون يقطعون نحو 22 كم إلى ما تُسمى إسرائيل بـ«الماوااصي» — ومع سوء شروط النظافة تنتشر الأمراض والطفح الجلدي وأزمات صحية عامة متعددة.

أحد النازحين، رشيد عبد اللطيف شعبان، قال للجزيرة من مخيم مؤقت في دير البلح إنهم بحثوا عن مكان يحفظ كرامتهم لكن التكلفة تمنعهم من الاستئجار: «كل ما يحيط بنا قمامة ومجاري وروائح وتلوث وبكتيريا.» أما عائشة أبو غوف فجمعت أولادها على مكب نفايات وقالت إن «جميع أطفالنا مرضى ويعانون من أمراض، ولا يوجد أطباء ولا أدوية».

الضغوط الدولية تتصاعد كما تستمر القلق العالمي، لكن الردود الغربية تباينت. إسبانيا أعلنت تأييدها للتحقيق الجاري للمحكمة الجنائية الدولية في مزاعم ارتكاب جرائم حرب إسرائيلية. وقال المدعي العام ألفارو غارسيا أورتيز إن التحقيق سيفحص ما إذا كانت هناك «انتهاكات جسيمة» للقانون الدولي خلال الحرب التي تقترب من عامين.

وزارة الصحة الفلسطينية أفادت أنه خلال آخر 24 ساعة قُتل 79 شخصاً وأُصيب 228، ما يرفع الحصيلة الإجمالية منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023 إلى 65,141 قتيلاً و165,925 جريحاً.

أضف تعليق