تخفيضات تمويلية كبيرة تهدد تنفيذ أنشطة حيوية، بحسب مدير حملة القضاء على شلل الأطفال في منظمة الصحة العالمية
نُشر في 21 أكتوبر 2025
أعلنت مبادرة القضاء العالمي على شلل الأطفال، التحالف الذي يضمّ منظمة الصحة العالمية ومؤسسة غيتس وشركاء آخرين، أنها تواجه خفضاً بمقدار 30% في الميزانية لعام 2026 وفجوة تمويلية تُقدَّر بنحو 1.7 مليار دولار حتى عام 2029، مما يعرّض جهود القضاء على المرض للخطر.
وقال جمال أحمد، مدير برنامج القضاء على شلل الأطفال في منظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء: «التخفيضات الكبيرة في التمويل… تعني أن بعض الأنشطة ببساطة لن تُنفَّذ».
أسباب العجز
– أوضح المسؤولون أن العجز ناجم إلى حدّ كبير عن تقلّص المساعدات الخارجية، لا سيما من الولايات المتحدة، التي تراجعت مساهماتها منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى الرئاسة.
– كما خفّضت دول مانحة رئيسية أخرى، من بينها ألمانيا والمملكة المتحدة، مستويات مساهماتها.
استراتيجية التكيّف
لمواجهة النقص، تخطّط المبادرة لتركيز الموارد على الرقابة والتطعيم في المناطق ذات الخطر العالي، والتنسيق الأوثق مع حملات صحية أخرى (مثل برامج الحصبة)، وتبنّي استراتيجيات أمثل لاستخدام اللقاحات مثل الجرعات الجزئية (fractional dosing) التي تستعمل جزءاً يصل إلى خُمس الجرعة القياسية، ما يوسع المخزون مع الحفاظ على حماية الأطفال. كما ستقلّص المبادرة عملياتها في المناطق الأقل خطورة ما لم تحدث بؤر تفشٍّ.
خلفية ومستجدات الوباء
يُعدّ القضاء على شلل الأطفال هدفاً صحياً عالمياً منذ عقود؛ فقد أدت حملات التطعيم الجماعية منذ 1988 إلى خفض الحالات بشكل كبير، لكن الفيروس لا يزال مستمراً. وقد فشلت المحاولة الأولى لوضع حد للمرض بحلول عام 2000، ويحذّر الخبراء من أن الإصابات اللاعرضية تعقّد تتبّع انتقال الفيروس.
وفي 2025 سجّلت السلطات 36 حالة من شلل الأطفال البري في أفغانستان وباكستان، وهما البلدان اللذان لا يزال فيهما المرض مستوطناً. وضمن خطتها، ستستمر المبادرة في تقديم التدخّلات الأساسية لهذه المناطق. في المقابل، تمّ تسجيل 149 حالة من شلل الأطفال المشتَقّ من اللقاح في دول متفرقة، من بينها نيجيريا.
كيف ينشأ شلل الأطفال المشتق من اللقاح؟
يحدث شلل الأطفال المشتق من اللقاح حين يفرز الأطفال المطعمون بفيروس مُضعَّف الفيروس في البيئة، فيتحوّر أحياناً ويستطيع الانتشار بين غير المطعمين. ومع ذلك، يؤكد مسؤولو الصحة العالمية أن الاستمرار في التطعيمم والمراقبة يظلان ركيزتين أساسيتين لإنهاء المرض نهائياً.
الاتجاه الحالي
سجلت حالات شلل الأطفال، سواء البرية أو المشتقة من اللقاح، انخفاضاً منذ 2024، لكن المخاطر التمويلية تُهدّد الحفاظ على هذا التراجع ما لم تتضافر جهود المانحين والشركاء لضمان استمرارية البرامج الحيوية.