منظمة سودانية تتّهم قوات الدعم السريع باغتصاب ١٩ امرأة هربن من الفاشر — أخبار جرائم ضد الإنسانية

اتهمت مجموعة بارزة من الأطباء السودانيين قوات الدعم السريع باغتصاب ما لا يقل عن 19 امرأة أثناء فرارهن من مدينة الفاشر في دارفور.

وقالت شبكة الاطباء السودان في بيان يوم الأحد إنها وثّقت حالات اغتصاب بين نازحات وصلن إلى بلدة الضبّة في ولاية الشمالية المجاورة، مشيرة إلى أن اثنتين من الضحايا كانتا حامِلَتين.

إدانة واستنكار
«شبكة أطباء السودان تدين بشدة الاغتصاب الجماعي الذي ترتكبه قوات الدعم السريع ضد النساء الهاربات من رعب الفاشر، مؤكدة أن هذا يشكل استهدافاً مباشراً للنساء وانتهاكاً صارخاً لجميع القوانين الدولية التي تجرّم استعمال أجساد الامراة كسلاح قمع»، جاء في منشور للمنظمة على منصة X.

توثيق ميداني وتحت الإفاد
فريق شبكة أطباء السودان في مخيم الأفاد بالضبّة أعلن توثيقه 19 حالة اغتصاب أثناء فرار النساء من الفاشر، ونشر صورة موثّقة على وسائل التواصل. كما أكد المتحدث باسم الشبكة أن حالات إضافية رُصدت في بلدة الطويلة، حيث وثّق الفريق 23 حالة أخرى.

حجم الظاهرة والصمت المجتمعي
محمد الشيخ، المتحدث باسم الشبكة، قال لقناة الجزيرة إنه «متأكد مئة في المئة» أن العنف الجنسي الذي تمارسه عناصر الدعم السريع أوسع مما جرى الإعلان عنه، مضيفاً أن كثيراً من المجتمعات تنظر إلى الجريمة على أنها وصمة، فتميل الضحايا إلى عدم الإفصاح. وأشار إلى أن أعمار بعض الضحايا تتراوح بين 15 و23 عاماً.

نداءات دولية ومطالبات بحماية عاجلة
في بيانه، دعا فريق الأطباء المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية النساء والفتيات السودانيات، وممارسة ضغط جاد على قيادات قوات الدعم السريع لوقف هذه الاعتداءات فوراً، والالتزام بالقانون الإنساني الدولي، وتأمين ممرات آمنة للنساء والأطفال.

سياق النزاع وتداعياته
السودان يغرق في حرب أهلية منذ أبريل 2023، بعد اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف وتهجير أكثر من 12 مليون شخص وفق الأمم المتحدة، وترك نحو 30 مليون شخص بحاجة للمساعدات الإنسانية. استولت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، في نوفمبر بعد حملة حصار وتجويع دامت 18 شهراً، وكانت الفاشر آخر معقل للجيش السوداني في الإقليم.

يقرأ  زيلينسكي وزعماء أوروبيون يجرون مكالمة مع ترامب قبيل قمة بوتين — أخبار حرب روسيا وأوكرانيا

تقارير الناجين والادعاءات الدولية
الناجون الذين لاذوا بالفرار تحدثوا عن مجازر جماعية واغتصاب ونهب وجرائم أخرى أثارت غضباً دولياً. اتهمت منظمة العفو الدولية قوات الدعم السريع بارتكاب «جرائم حرب»، وأمر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتحقيق في الانتهاكات في الفاشر. وفد زار دارفور ووصف ما شاهده بأنه «مشهد رعب مطلق» و«مساحة جريمة».

هجمات أخرى وآثار إنسانية
تأتي هذه الاتهامات في وقت تتصاعد فيه الإدانة أيضاً بعد هجوم شنته قوات الدعم السريع على روضة أطفال في ولاية جنوب كردفان، قالت السلطات المحلية إنه أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 116 شخصاً، من بينهم 46 طفلاً. وفي سياق آخر، أعلن وزير العدل عبدالله دريفة استعداد الخرطوم لخوض مفاوضات سياسية لإنهاء الصراع، لكنه اشترط ألا تكون هناك أية قوة «إرهابية» موجودة في الساحتين السياسية والعسكرية، وطالب بانسحاب الميليشيات وتسليم المدن للشرطة.

مطالبات بوقف تدفّق السلاح والمرتزقة
دريفة أكد في منتدى الدوحة ضرورة وضع حد لعمليات نقل السلاح وتسلل المرتزقة إلى السودان، وزعم وصول مقاتلين وسلاح من مناطق بينها أمريكا الجنوبية وتشاد والإمارات. حالياً تسيطر قوات الدعم السريع على الولايات الخمس في دارفور، بينما يحافظ الجيش السوداني على وجود في معظم الولايات الثلاث عشرة المتبقية، بما فيها الخرطوم.

الجهود الوسيطة والاتفاقات المعلّقة
اتهم دريفة القوات بأنها انتهكت مراراً التزامات سابقة وخرقت مبادرات وساطية إقليمية ودولية، ومنها إعلان جدة الذي توسطت فيه الولايات المتحدة والسعودية في مايو 2023 لحماية المدنيين وتمهيد الطريق للوصول الإنساني. ورغم اتفاقات وقف إطلاق النار المتعاقبة، اتهم الطرفان بخرقها مما دفع الوسطاء لتجميد المحادثات.

أزمة غذائية وتحذير أممي
أعلنت الأمم المتحدة رسمياً حدوث مجاعة في الفاشر وكادوقلي بولاية جنوب كردفان، وحذّرت من مخاطر المجاعة في 20 منطقة إضافية عبر مناطق دارفور وكردفان الكبرى. وقال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي كارل سكّاو لقناة الجزيرة إن الوكالة تقدم مساعدات لنحو خمسة ملايين شخص، بينهم مليونان في مناطق يصعب الوصول إليها، محذراً من أن المعونات غير كافية مقارنة بالحاجة.

يقرأ  أخبار جايير بولسونارو: إدواردو بولسونارو يواجه تهمًا في قضية مرتبطة بمحاولة انقلاب والده

خلاصة
حالة الطوارئ الإنسانية في السودان تزداد حدة، والمنظمات الدولية تحث المجتمع الدولي على تكثيف الضغوط الدبلوماسية والإنسانية لدرء مزيد من الكوارث وحماية المدنيين المعرضين لخطر الانتهاكات والتهجير والمجاعة.

أضف تعليق