من مقديشو إلى مينيابوليس الصوماليون يرفضون تصريحات ترامب المتعصبة

ردود فعل الصوماليين والمجتمع الصومالي‑الأميركي

استنكر الصوماليون والأميركيون من أصول صومالية بشدة تصريحات الرئيس الأمريكي التي وصف فيها أفراد مجتمعهم بـ«القمامة» ووجّه إليهم إهانات حادة، ما أثار غضبًا واسعًا واتهامات بالعنصرية.

في ختام اجتماعه الأخير لمجلس الوزراء هذا الأسبوع، أنهى الرئيس ترامب الاجتماع بوابل من الشتائم موجهًا إلى الشتات الصومالي والبرلمانية إلهان عمر، اللاجئة السابقة من الصومال. قال الرئيس بالحرف الواحد إنه «سنذهب في الاتجاه الخاطئ إذا استمررنا في استقبال القمامة… إلهان عمر قمامة. أصدقاؤها قمامة»، وأضاف: «عندما يأتون من الجحيم ويشتكون ولا يفعلون شيئًا سوى الشتائم، لا نريدهم في بلدنا».

ردود محلية ورسمية

وصف السيناتور عن ولاية مينيسوتا عُمر فتح — القادم من أصول صومالية — تصريحات ترامب بأنها مؤلمة ومخزية. أكد لوسائل الإعلام أن الأمر لم يقتصر على استهداف النائبة وحدها بل شمل المجتمع بأسره، وأن هذا الوصف «خطأ فادح»، مشدِّدًا على أن المجتمع الصومالي «مجتمع صامد ومنتج» يضم معلمين وأطباء ومحامين وسياسيين يشاركون في مختلف أوجه الاقتصاد على مستوى الولاية والبلاد.

اتهم فتح الرئيس بالانخراط في «مسرحية سياسية» لتعبئة قاعدته قبل انتخابات منتصف الولاية القادمة، وحذّر من أن هذا الخطاب قد يغذي عنفًا سياسياً جديدًا في الولاية، لا سيما في ظل حادثة اغتيال قانونية سياسيَّة وقعت في يونيو حين استُهدف مشرِّعون وأُصيب آخرون بإطلاق نار.

على الأرض، قال فتح إنه «حالياً مجتمعنا خائف»، وتحدّث عن استهداف مساجد وتخريب مكاتب حملات انتخابية. وأضاف أنه رغم الخسارة في انتخابات رئاسة بلدية الأخيرة، فإن الجهود لم تتوقف للتضامن والدفاع عن بعضهم البعض أمام حكومة فيدرالية يتغذى خطابها على العداء.

خشية لدى أصحاب الأعمال

من جانبها، قالت خديجة وارسام، صاحبة مقهى في منيابوليس، إن المنطقة هادئة وخالية تقريبًا منذ ثلاثة أيام، وإن كثيرًا من الأعمال أغلقت أبوابها. أعربت عن قلقها من تراجع الزبائن وخشيتها من اضطرارها لإغلاق محله الصغير، قائلة إن هذا الجوِّ من الخوف أثر على معيشتهم اليومية.

يقرأ  غينيا: استفتاء على دستورٍ جديد للانتقال من الحكم العسكري إلى الحكم المدني — أخبار الانتخابات

السياق الأمني والسياسي

تصاعد لهجة ترامب المعادية للهجرة بعد حادث إطلاق نار أودى بحياة عنصرين من الحرس الوطني في واشنطن الشهر الماضي، وقد وُجهت تهمة إلى أحد الأفغان الذين عملوا مع قوات التحالف خلال الحرب في أفغانستان، ونفى الاتهامات الموجّهة إليه.

هجوم مستمر

الهجمات الكلامية على النائبة إلهان عمر والمجتمع الصومالي ليست جديدة، لكن حدة وتكرار الإساءات خلال اجتماع الثلاثاء لفتت الانتباه. قال ترامب أيضًا إن «هم لا يساهمون بشيء… لا أريدهم في بلدنا… هؤلاء لا يعملون، لا يقولون هيا لنرفع شأن هذا المكان، كل ما يفعلونه هو الشكاوى»، لغة اعتبرتها كثيرون معادية للأجانب وللمسلمين.

رفض دولي ومحلي

في الصومال، أدانت أوساط واسعة تصريحات الرئيس. قال أحد سكان مقديشو، عبدالسلام أحمد، «هذا لا يطاق. ترامب يهين الصوماليين عدة مرات كل يوم، وينعتنا بألفاظ لا نتحملها بعد الآن — على قادتنا أن يردّوا على هذه التصريحات».

وعلى الصعيد السياسي داخل الولايات المتحدة، أصدر عدد من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين بيانًا مشتركًا استنكروا فيه تصريحات ترامب واعتبروها «كراهية للأجانب وغير مقبولة»، مشددين على أن غالبية أفراد المجتمع الصومالي أميركيون ملتزمون بالقانون وقدّموا إسهامات إيجابية متعدِّدة للبلاد.

أضف تعليق