جاء التبادل في سياق مساعٍ دبلوماسية لاحتواء الصراع، وعلى وقع هجوم بطائرة مسيّرة شنته أوكرانيا ليلة السبت على أهداف داخل روسيا.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن روسيا وأوكرانيا نفّذا تبادلًا متماثلًا شمل 146 أسير حرب عن كل جهة، تم بوساطة دولة الإمارات. وذكرت الوزارة على قناة تلغرام أن “في 24 أغسطس أُعيد 146 من العسكريين الروس من المنطقة التي تسيطر عليها كييف”، فيما تم تسليم 146 أسيرًا من القوات المسلحة الأوكرانية إلى السلطات الأوكرانية.
وأوضحت موسكو أن الجنود الروس المفرج عنهم يتلقون رعاية نفسية وطبية في بيلاروسيا. وقد شكّلت عمليات التبادل واسعة النطاق النتيجة الملموسة الوحيدة للجولة الثلاث من المحادثاتات بين وفدي البلدين في إسطنبول التي جرت بين مايو ويوليو، ولا تزال هذه التبادلات إحدى نادر مجالات التعاون المتبقية بين البلدين منذ بدء الحرب الروسية على جارتها عام 2022.
وأضافت روسيا أنها أعادت أيضاً “ثمانية مواطنين من الاتحاد الروسي – من مقيمي إقليم كورسك، كانوا محتجزين بشكل غير قانوني” لدى كييف، ويقع إقليم كورسك على الحدود مع أوكرانيا.
واشتكت موسكو من هجوم بطائرة مسيّرة استهدف محطة نووية ليلًا، ما أدى إلى نشوب حريق وإتلاف محول مساعد، وفق بيانها. وأفاد المسؤولون الروس بأن الهجوم أوجب خفض قدرة المفاعل رقم 3 في محطة كورسك النووية بنسبة 50 في المئة؛ وتقع المحطة على بعد نحو 60 كيلومترًا من الحدود، كما استهدفت الضربات عدة منشآت كهربائية وطاقة.
واشنطن تسحب الإذن
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن واشنطن سحبت الإذن بشن ضربات داخل روسيا باستخدام أسلحة مصنعة في الولايات المتحدة، ومثل هذا القرار سبق أن أوردته وسائل إعلام أميركية. وأضاف أن كييف في الآونة الأخيرة تستخدم أسلحة محلية لمهاجمة العدو ولا تستشير واشنطن في ذلك.
وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زيلينسكي متهماً إياه بـ”الإصرار والعناد وفرض شروط والمطالبة بلقاء فوري بأي ثمن” مع الرئيس فلاديمير بوتين.
جاءت هذه التطورات بينما كانت أوكرانيا تحتفل يوم الأحد بيوم استقلالها، إحياءً لإعلان الاستقلال عام 1991. وتستمر الجهود الرامية إلى حل النزاع منذ أن أجرى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب محادثات مع بوتين في ألاسكا قبل نحو أسبوع، لكن ترامب لم ينجح حتى الآن في دفع بوتين الى لقاء مع زيلينسكي. وقال ترامب يوم الجمعة إنه خلال أسبوعين سيعرف ما إذا كان ممكناً تحقيق تقدم في مساعيه لإنهاء الحرب، مُجدداً التلويح بفرض عقوبات على موسكو.