ميزانية كارني الأولى تفشل في الوفاء بوعد تحويل الاقتصاد الكندي

وعد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن تكون ميزانيته الأولى مخططًا جريئًا لـ«استثمارات جيلية» تقوّي الاقتصاد وتجعله أكثر قدرة على مواجهة حرب تجارية مع الولايات المتحدة. لكنّ عددًا من المحللين اعتبروا أنّ الحكومة أهدرت فرصة ثمينة.

ميزانية أقل طموحًا
قدم كارني ميزانيته يوم الثلاثاء، ورآها محللون أنها فاتت طموحات أوسع، جزئيًا لأنّه يقود حكومة أقلية تحتاج إلى دعم خصوم سياسيين للبقاء في السلطة. يقول ثيو أرجيتيس، نائب الرئيس الأول في مجلس الأعمال الكندي: «هذه ليست ميزانية على مستوى الأجيال. تسير في الاتجاه الصحيح في بعض الجوانب، لكن كارني لم يكن طموحًا كما كان ينبغي». وأضاف أن المقترحات لا تكفي لتسريع الاستثمار الخاص بالقدر اللازم لتحقيق نمو كبير.

نمو بطيء ورسوم أمريكية
تتعامل كندا مع نمو اقتصادي بطيء وتأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ وقدّر كارني أن تلك الرسوم وما ولّدته من حالة من عدم اليقين ستكلف نحو 1.8 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. ورافضًا وصفه بالتريّث المفرط، قال للصحفيين إن «هذه الميزانية تمثل تحوّلًا جذريًا في نهج الحكومة»، مشيرًا إلى خفض وتيرة الإنفاق الرسمي وتغييرات غير مسبوقة في النظام الضربية تحفِّز استثمارات الأعمال.

الرأي العام والحكومة الأقلية
وبينما يزداد عدد الكنديين الذين يجدون صعوبة في تأمين لقمة العيش، ترى إليزابيث مكاليون، أستاذة العلوم السياسية بجامعة تورونتو، أن كارني ليس بالضرورة من يحمل اللوم الأول: «الكنديون يعلمون أن هناك أمورًا كثيرة خارجة عن سيطرة كارني. هم أكثر غضبًا من دونالد ترامب منه». وبدون مقاعد كافية لتمرير الميزانية، من المرجح أن يعتمد كارني على الحزب الديمقراطي الجديد ذي الميل اليساري، الذي يملك سبعة نواب فقط ويعاني من قلة الموارد ومن دون قائد دائم. وإذا امتنعت قيادته عن التصويت، فستمرّ الميزانية ويتجنّب حكومته إجراء انتخابات.

يقرأ  مؤسسة ٧١٠ التذكارية غير الربحيةتُحيي الذكرى ببث مباشر لرسائل ٧ أكتوبر

مشهد سياسي واستطلاعات
قال داريل بريكر، المدير التنفيذي العالمي لشركة إيپسوس للاستطلاعات: «هذه الميزانية لن تؤدي إلى انتخابات ما لم يتعثّر أحد بأمرها. لا حزب يريد الذهاب إلى الانتخابات الآن، لا حتى الليبراليين. والناخبون مستعدون لمعاقبة أي طرف يحاول ذلك». وأظهر استطلاع لشركة نانوس هذا الأسبوع أن كارني هو المرشح المفضل لرئاسة الوزراء لدى نحو نصف الكنديين، مقابل 27 في المئة لبيير بوياترف، زعيم حزب المحافظين المعارض.

مواقف الأحزاب
رحّب الديمقراطيون الجدد ببعض البنود المقترحة، مثل إنفاق البنى التحتية المرتبط بفرص عمل للنقابات، لكنهم اعتبروا تخفيضات الوظائف في القطاع العام وبنودًا أخرى «خطوة في الاتجاه الخطأ».

تعزيز البنى التحتية وتخفيضات في الإنفاق
تتعهد الميزانية بإنفاق 280 مليار دولار كندي (حوالي 200 مليار دولار أميركي) خلال خمس سنوات لبناء بنى تحتية جديدة، مع خفض 60 مليارًا من الإنفاق الحكومي. ومسألة العجز المقترح أثارت جدلًا؛ فالحكومة الفدرالية قدّرت عجز السنة المالية المقبلة بنحو 78 مليار دولار كندي (55.3 مليار دولار أميركي)، أي أكثر من ضعف عجز العام الماضي، على أن ينخفض إلى 57 مليارًا بحلول 2030. وكان بوياترف قد وضع مطالب أساسية للميزانية، من بينها إبقاء العجز دون 42 مليار دولار كندي. كذلك انتقد بوياترف استمرار الضرائب على المواد الغذائية والعمل والطاقة وبناء المساكن.

انشقاقات وآراء خبراية
أعلن النائب المحافظ كريس دانتريمونت من نوفا سكوشا يوم الثلاثاء انضمامه إلى ليبرلات كارني، مما يترك الحكومة أقلية بالرغم من الانشقاق—وهي حالة نادرة في السياسة الكندية. روبرت أسلين، الذي كان مستشارًا لوزراء ليبراليين ويترأّس الآن منظّمة تابعة لجامعات بحثية، قال إن كارني كان بإمكانه إنفاق المزيد لدفع النمو، لكن ذلك كان سيؤدي إلى عجز يتجاوز 100 مليار دولار كندي. وفي تعليق مقتضب قال درو فاغان، أستاذ زائر في جامعة ييل ومتخصص في الشؤون العالمية: «لا يمكنك أن تعيد رسم معالم اقتصاد يحتل المرتبة العاشرة عالميًا بميزانية واحدة فقط».

يقرأ  إسرائيل تفتتح سفارة جديدة في زامبيا — بلد احتضن ذات يوم جالية يهودية تاريخية

أضف تعليق