ناسا تستعد لإرسال بعثة مأهولة إلى القمر بحلول فبراير ٢٠٢٦ — أخبار الفضاء

أرتميس II: رحلة تقفز بنا إلى ما وراء المدار الأرضي وتُمهد لبعثات مأهولة نحو المريخ

نُشر في 23 سبتمبر 2025

لن تهبط طواقم مهمة أرتميس II على سطح القمر، بل ستؤدي مهمة حيوية تتمثل في تمهيد البنية العلمية والتقنية للرحلات المأهولة الأولى إلى المريخ. تُعد هذه الرحلة اختباراً مركزياً في سلسلة مهمات أرتميس التي تقودها ناسا، والتي تهدف إلى إعادة الإنسان إلى القمر كبوابة للتوسع البشري في الفضاء العميق.

أعلنت الوكالة أن أول رحلة مأهولة ضمن برنامج أرتميس قد تُنَفَّذ أبكر مما كان مخططاً له، إذ يمكن أن تدور المركبة حول القمر وتعود خلال شهر فبراير المقبل، متقدمةً عدة أشهر على الجدول الزمني الأولي.

يمثل برنامج أرتميس الجهد الرائد للولايات المتحدة لاستئناف الوجود البشري على القمر، وهو مشروع بمليارات الدولارات يقف في تنافس استراتيجي مع محاولات دولية أخرى، لا سيما جهود الصين التي تستهدف هبوطاً مأهولاً على القمر بحلول عام 2030.

في المهمة الأولى من برنامج أرتميس (أرتميس I)، أكملت مركبة غير مأهولة دورة حول القمر وعادت بنجاح في نوفمبر 2022. أما مهمة أرتميس II، فطولها عشرة أيام من الإقلاع إلى العودة، وتهدف وفق بيان ناسا إلى «استكشاف القمر للاكتشافات العلمية، وتحقيق منافع اقتصادية، وبناء أساس يمكن الاعتماد عليه لأول مهمات مأهولة إلى المريخ».

لن تهبط طواقم أرتميس II على سطح القمر، لكنها ستمثل أول بشر يسافرون إلى ما وراء المدار الأرضي المنخفض منذ عام 1972، ما يجعلها خطوة رمزية وتقنية بالغة الأهمية.

كان من المقرر أن تنطلق المهمة في ابريل، غير أن الناسا أشارت إلى إمكانية تقديم نافذة الإطلاق لتصبح في فبراير. وقالت لاكيشا هوكينز (المديرة بالإنابة للمساعدات الإدارية في ناسا) خلال مؤتمر صحفي: «نشترك جميعنا في مقعد الصف الأول للتاريخ. قد يفتح نافذة الإطلاق في الخامس من فبراير، لكننا نؤكد أن السلامة تظل أولوية قصوى».

يقرأ  نشطاء مناهضون للحرب يحتجون على خطة إعادة الخدمة العسكرية

تُعتبر أرتميس II اختباراً لمهمة أرتميس III الأكثر طموحاً المخطط لها حالياً عام 2027، والتي ستشمل نسخة من صاروخ ستارشيب التابع لشركة سبيس إكس مُصمَّمة للهبوط على القمر، مع هدف واضح للهبوط الفعلي على السطح القمري في تلك المهمة.

تنطلق أرتميس II على متن منظومة الإطلاق الفضائي SLS ومركبة أوريون، حيث ستقوم كبسولة أوريون بالانطلاق فوق الصاروخ العملاق الذي يبلغ ارتفاعه نحو 98 متراً من مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا؛ هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها هذه الثنائية البشرية فعلياً في رحلة مأهولة.

يعود أشهر إنجاز قمري مأهول في تاريخ ناسا إلى أكثر من خمسين عاماً، حين خطا نيل أرمسترونغ أول خطوة بشرية على سطح القمر عام 1969 كقائد لمهمة أبولو 11، وما تزال تلك اللحظة مرجعاً تاريخياً تلهم جهود أرتميس اليوم.

أضف تعليق