أعلنت نانسي بيلوسي انسحابها النهائي من العمل في الكونغرس، منهيةً بذلك مسيرة امتدت لعقود جعلت من القيادية الديمقراطية في كاليفورنيا إحدى أبرز الشخصيات تأثيراً في السياسة الأميركية.
في رسالة مصوّرة يوم الخميس، أوضحت بيلوسي أنها لن تخوض انتخابات إعادة الترسيم عند انتهاء مدتها في يناير 2027.
يمثّل هذا الإعلان خاتمة لمسيرة سياسية حافلة: فبيلوسي، البالغة من العمر 85 عاماً، كانت أول امرأة تتولى منصب رئيسة مجلس النواب، وقادت حزبها في الغرفة السفلى من الكونغرس من عام 2003 حتى 2023.
«لقد صنعنا التاريخ، وحققنا تقدماً»، قالت بيلوسي في رسالتها. «كنا دائماً في المقدمة، وعلى الجميع أن يواصل المشاركة الفاعلة في ديمقراطيتنا والدفاع عن القيم الأميركية التي نعتز بها.»
وأضافت مخاطبة مدينتها: «بينما نمضي قدماً، رسالتي إلى المدينة التي أحبها هي هذه: سان فرانسسكو، اعرفي قوّتك.»
انتُخبت بيلوسي لأول مرة من قبل حزبها لتتولى منصب رئيسة المجلس في 2007، فشغلت المنصب حتى 2011 عندما فقد الديمقراطيون السيطرة على الغرفة، ثم عادت إلى كرسي الرئاسة من 2019 إلى 2023.
منصب رئيس مجلس النواب هو الوظيفة الكونغرسية الوحيدة المذكورة صراحة في الدستور الأميركي؛ وبعد نائب الرئيس يأتي في ترتيب خلافة الرئاسة.
في هذا الدور اضطلعت بيلوسي بدور محوري في دفع أجندات رئاسية أو عرقلتها، ما جعلها لاعباً مركزياً في السياسة التشريعية على مدى سنوات طويلة من عملها في الكابيتول هيل.
تنسب إليها قيادة إقرار تشريع الرعاية الصحية الذي كان علامة مميزة لعهد باراك أوباما، فضلاً عن الدفع بمشروعات قوانين للبنى التحتية ومكافحة التغير المناخي في عهد جو بايدن.
كما واجهت بيلوسي دونالد ترامب بشكل مباشر طوال رئاسته، وفي حادثة بارزة لاحظ الجمهور أنها مزقت نسخة من خطاب حالة الاتحاد خلف ظهره.
ومع ذلك، أصبحت أيضاً محور غضب الجمهوريين الذين يرون فيها تجسيداً لنخبة السواحل التي تدفع بأجندة إنفاقية واسعة ومتطرّفة.