نتنياهو يشن هجومًا على ماكرون وألبانيز — توتر جديد في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني

توتر دبلوماسي بين اسرائيل وفرنسا بعد اتهام نتنياهو لماكرون بتأجيج العداء لليهود

اندلعت أزمة دبلوماسية بين اسرائيل وباريس بعدما اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإضافة وقود إلى «نار معاداة السامية» في فرنسا، عقب إعلان ماكرون عزمه الاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل.

وجاء اتهام نتنياهو في رسالة اطلعت عليها وكالة فرانس برس، زعم فيها أن حوادث معاداة السامية تصاعدت في فرنسا منذ إعلان ماكرون، ما أثار رد فعل سريعاً من قصر الإليزيه الذي وصف الاتهامات بأنها «ذليلة» و«مغلوطة» وأنها «لن تمر دون ردّ».

وقالت الرئاسة الفرنسية إن هذه قضية تتطلب جديّة ومسؤولية لا خلطاً أو تلاعباً، مؤكدة أن فرنسا «تحمي وستظل تحمي مواطنيها اليهود»، وأن «العنف ضد الجالية اليهودية غير مقبول على الإطلاق».

وردّ بنجامين حدّاد، نائب وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي، على رسالة نتنياهو بالقول إن فرنسا «لا تقبل دروساً في مكافحة معاداة السامية»، محذراً من أن هذه الظاهرة «تسمم مجتمعاتنا الأوروبية» ولا يجوز استغلالها سياسياً.

وتعدّ فرنسا موطناً لأكبر جالية يهودية في أوروبا، وقد انضمت بحسب تقارير إلى نحو 145 دولة من أعضاء الأمم المتحدة البالغ عددهم 193 دولة التي تعترف أو تنوي الاعتراف بدولة فلسطينية.

اتهام مباشر: «تغذّي نار معاداة السامية في شوارعكم»

في رسالته إلى ماكرون قال نتنياهو: «نداؤك للاعتراف بدولة فلسطينية يصبّ وقوداً على هذه النار المعادية للسامية. هذه ليست دبلوماسية بل استرضاء. تكافئين إرهاب حماس، وتُصلّبين موقف حماس الرافض إطلاق سراح الرهائن، وتُعطي جرأة للذين يهددون يهود فرنسا، وتُشجّع كراهية اليهود التي تجوب شوارعكم الآن».

وتأتي هذه الاحتكاكات الدبلوماسية فيما واصل نتنياهو توجيه انتقادات لزعماء آخرين على خلفية مواقفهم من النزاع. فقد وصف نتنياهو في تغريدة رئيس وزراء أستراليا أنطوني ألبانيز بأنه «سياسي ضعيف خان إسرائيل وتخلّى عن يهود أستراليا». بدورها تعتزم حكومة ألبانيز الاعتراف بدولة فلسطينية، وألغت مؤخرًا تأشيرة دخول لعضو حزب اليمين المتطرف سيمحا روثمان، الذي كان مقرراً أن يلقي كلمة أمام فعاليات للجالية اليهودية الأسترالية.

يقرأ  حرائق كبرى في كنداتصل إلى مناطق لم تعرف الحرائق فيها من قبل

وردّاً على ذلك أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي غيدعون ساعر إلغاء تأشيرات ممثلي أستراليا لدى السلطة الفلسطينية، وتكليف السفارة الإسرائيلية في كانبيرا بمراجعة أي طلبات تأشيرة رسمية من الجانب الأسترالي بدقّة.

التصعيد الدبلوماسي أثار انتقادات من وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ، التي اعتبرت قرار إسرائيل «رد فعل غير مبرر»، وحذرت من أن حكومة نتنياهو تزيد من عزلة إسرائيل الدبلوماسية وتقوض الجهود الدولية نحو السلام وحل الدولتين.

وفي خضم الاتهامات المتبادلة، اتهم ألبانيز نتنياهو بأنه «في حالة إنكار» إزاء الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب في غزة، فيما حذّر مسؤولو الأمم المتحدة من تبعات القيود المستمرة على وصول المساعدات.

حظر دخول الخيم ومخاوف إنسانية

قال ينس ليركي، متحدث مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن السلطات الإسرائيلية منعت دخول مواد ملاجئ، بما في ذلك الخيم، إلى قطاع غزة لمدة تقارب خمسة أشهر، في فترة شهدت نزوحاً قسرياً وإعادة نزوح لأكثر من 700 ألف شخص جراء العمليات العسكرية. وبرّرت إسرائيل تصنيف الخيم بأنها «ذات استخدام مزدوج» على أساس أن دعامات الخيم قد يُساء استخدامها لأغراض عسكرية.

وحذّر المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ثمين الخيّطان، من أن استمرار هذه القيود سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية ويعرّض حياة المدنيين للخطر، داعياً إلى رفع الحواجز أمام وصول المساعدات، واحترام القانون الدولي الإنساني لحماية المدنيين وضمان وصول الإغاثة دون عوائق.

أضف تعليق