ناشطون يطالبون بتعليق عضوية إسرائيل في كرة القدم الأوروبية ومحاسبتها بتهمة الإبادة
جددت مطالبات بتعليق مشاركة إسرائيل في مسابقات كرة القدم الأوروبية بعد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ واستئناف منتخب إسرائيل حملته التأهيلية لكأس العالم 2026. حملة Game Over Israel دعت الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) السبت إلى تعليق عضوية إسرائيل حتى تضع حداً لانتهاكاتها بحق الفلسطينيين.
آشِش براشار، مدير حملة في Game Over Israel، شدد مع بدء وقف إطلاق النار على ضرورة محاسبة إسرائيل على سلوكها، قائلاً إن إسرائيل «لا مكان لها في كرة القدم الدولية» بعد الفظائع التي ارتكبتها في غزة والتي وصفتها منظمات حقوقية رائدة وخبراء الأمم المتحدة بأنها «إبادة جماعية». وأضاف: «حتى لو توقفت القنابل والرصاص، فإن الإبادة الجماعية جريمة ضد الإنسانية وربما أعظم جريمة يمكن أن ترتكبها دولة أو مشروع سياسي».
استعادت الحملة حضورها بصرياً عبر إعلانات ضخمة على لوحات في مدن كبرى؛ أحدثها لوحة في ميلانو موجهة إلى رئيس يويفا أليكسندر تشيفيرين، تقول: «إسرائيل ترتكب إبادة جماعية. علّقوا إسرائيل الآن. هذا واجبكم الأخلاقي». ونشرت الحملة رسالة مماثلة في إعلان صفحة كاملة بصحيفة لوس أنجلوس تايمز.
من ساحة التظاهر إلى شوارع ميلانو، عبّر مشجعون عن رفضهم لتبييض الرياضة لجرائم الحرب ودعوا إلى مقاطعة إسرائيل في كل مسابقات كرة القدم، مطالبين الاتحادات بعدم التستر بعد الآن.
جون دوغارد، المقرر الخاص السابق للأمم المتحدة المعني بفلسطين، قال إن هناك ضرورة قانونية وملحّة لقيام يويفا بحظر الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم (IFA). وحذّر من أن «استمرار استضافة الفرق الإسرائيلية قد يجعل يويفا متواطئاً في تطبيع جرائم الحرب». وأضاف: «نحثكم على الحفاظ على نزاهة الرياضة وتعليق الاتحاد الإسرائيلي وكل الفرق المرتبطة به من منافسات يويفا فوراً، حتى تنهي إسرائيل الإبادة وجبْر احتلالها غير القانوني، وتمتثل بالكامل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي».
إلى جانب الفظائع في غزة، تسمح إسرائيل لفرق من مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة بالمشاركة في دورياتها الاحترافية، رغم أن هذه المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي وتُخالف قواعد الفيفا التي تقضي بأن «لا يجوز للروابط الأعضاء وأنديتها اللعب على أراضي رابطة عضو أخرى دون موافقة تلك الأخيرة».
ثمّة إجماع دولي مدعوم بقرارات أممية وآراء محكمة العدل الدولية بأن الضفة الغربية أرض فلسطينية تحت احتلال إسرائيلي غير قانوني. يُذكر أن كل من الفيفا واليويفا علقا مشاركة روسيا بعد أيام على شنها غزوًا واسعاً لأوكرانيا في 2022، ما يُستخدم اليوم كمرجع من دعاة الحظر.
وقال كريغ موخيبر، مسؤول سابق في الأمم المتحدة، إن «الاعتقال الجماعي خط أحمر. التعذيب المنهجي خط أحمر. الاحتلال غير القانوني خط أحمر. والأبارتهايد خط أحمر. والإبادة الجماعية هي أحمَر الخطوط على الإطلاق». وأضاف أن إسرائيل «تجاوزت كثيراً خطوط الإنسانية الحمراء بحيث لا يمكن منحها إعفاءً؛ وتطبيع الأمر الآن يعني التواطؤ في إدخال عصر جديد من الرعب إلى عالمنا».
هذا الشهر، وقع أكثر من ثلاثين متخصصاً قانونياً رسالة إلى تشيفيرين يؤكدون فيها ضرورة حظر إسرائيل من مسابقات الاتحاد. وعلى الأرض، احتج مئات المشجعين النرويجيين قبل مباراة منتخبهم مع إسرائيل، رافعين أعلاماً فلسطينية ولافتات تتهم إسرائيل بالأبارتهايد والإبادة.
انتهت المباراة بفوز ساحق للنرويج 5-0، ويحل منتخب إسرائيل الآن في المركز الثالث بالمجموعة I في تصفيات يويفا قبل مواجهته لإيطاليا، مع فرصة ضئيلة للغاية لخوض ملحق التأهل إلى كأس العالم.
الولايات المتحدة، التي ستشارك في تنظيم بطولة 2026 مع كندا والمكسيك، أعلنت أنها ستمنع أي محاولات لحظر إسرائيل من كأس العالم في حال تأهلت. وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل لم تتأهل من حصة أوروبا في تاريخ كأس العالم، وتأهلت مرة واحدة فقط عام 1970 عن قارة آسيا.
الاستناف في منافسات كرة القدم الدولية لإسرائيل يبقى ملفاً مفتوحاً بين ضغوط الحقوقيين، مطالبات القوانين الدولية، واعتبارات الاتحادات الرياضية والدعم السياسي الدولي. الامم المتحدة والمحاكم الدولية ما تزالان محور الادعاءات القانونية التي يستند إليها المطالبون بالتعليق.