المجلس الذي يمثّل نقابات التدريس الرئيسية في أيرلندا الشمالية ينتقد وزير التربية على زيارته إلى اسرائيل في ظل إدانات دولية لأفعالها في غزة.
وزير التعليم بول جيفان هو ضمن مجموعة من السياسيين الاتحاديين يقومون بجولة في اسرائيل امتدت ستة أيام، ووصفها الوزير بأنها «مهمة للتحقق من الحقائق».
قال مجلس معلّمي أيرلندا الشمالية (NITC) إن من المقلق بشدة أنه قبل دعوة من دولة تُتّهم بارتكاب إبادة جماعية — وهو اتهام تنفيه اسرائيل.
من جهتها، صرّحت دائرة التعليم بأن جيفان «تلقّى دعوة من حكومة اسرائيل للمشاركة في زيارة رسمية كجزء من وفد من ممثّلي أيرلندا الشمالية».
نشر السياسي من حزب الاتحاد الديمقراطي (DUP) صوراً من جولته، شملت زيارة إلى مركز وطني لذكرى المحرقة ولقاءات مع إسرائيليين كانوا ضحايا هجمات حماس.
وقال عضو آخر في الوفد إن المجموعة تلقت كذلك «إحاطات» من وزارة الخارجية الإسرائيلية.
أدان المجلس قرار جيفان بقبول دعوة السفارة الإسرائيلية «في وقت يُتَّهم فيه كبار مسؤولي تلك الدولة بجرائم حرب».
وطالب بتوضيح موقِفه، وانتقد أيضاً دائرة التعليم في ستورمونت لترويجها زيارته عبر منصات الدائرة الإلكترونية.
روّجت الدائرة لزيارة جيفان إلى مدرسة أوفك في القدس على موقعها الرسمي وحساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكدت الدائرة أن جيفان التقى طاقم المدرسة وطلابها «برفقة ممثّلين عن وزارة التربية الإسرائيلية».
قال المجلس إن جيفان قام بالجولة «في سياق ما اعترفت به الأمم المتحدة بأنه إبادة جماعية ترتكبها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة».
وأضاف أن قراره توثيق الرحلة على منصات الدائرة كان «عملاً سياسياً صريحاً ومثيراً للانقسام أضعف الثقة في حكمه».
وحاجج المجلس بأن المنصات الحكومية الرسمية في أيرلندا الشمالية «ينبغي أن تظلّ محايدة سياسياً» ودعا إلى إزالة المواد المنشورة.
ردّت الدائرة على اتهامات NITC بأن الوزير «استغلّ فرصة لزيارة مدرسة أوفك للاطّلاع على النهج الذي يتبنونه في دعم المتعلّمين المتعدّدين في بيئة ذات تحصيل عالٍ».
وأضافت: «بعد جولته في مدرسة أوفك، طلب وزير التعليم إبراز الزيارة التعليمية على قنوات الدائرة في وسائل التواصل الاجتماعي».
«رد فعل سلبي» بشأن ذكر اسم إيرلندا
يضمّ الوفد المشارك في الجولة الإسرائيلية أيضاً زميل جيفان في الـDUP سامّي ويلسون؛ ستيف أيكن من حزب اتحاد أولستر (UUP) ورون مكدويل من حزب صوت الاتحاد التقليدي (TUV).
نشر ويلسون أيضاً عدة صور من زيارته، من بينها صورة له أمام وزارة الخارجية الإسرائيلية.
وخلال زيارة إلى القدس، أشاد بسكان المدينة «لأنهم رفضوا الخضوع للتهديدات الإرهابية التي تهدّد نمط حياتهم».
قال النائب عن الـDUP إن وفد أيرلندا الشمالية تعلّم «عدم القول إننا جئنا من NI».
«ذكر كلمة إيرلندا أثار فوراً رد فعل سلبي»، أضاف، موضحاً أن مضيفيه «لا يستطيعون التعامل مع إيرلندا».
قال أيكن إنهم تلقوا إحاطة من وزارة الخارجية الإسرائيلية ورأى أنه «من الجيد الحصول على فهم واسع لتعقيدات الصراع قدر الإمكان».
«في كثير من الأحيان تُحرّف الرواية في اتجاه واحد فقط»، قال النائب عن الـUUP.
«ضيف الحكومة الإسرائيلية»
قال مكدويل، مستشار من حزب TUV، إن الوفد يسعى إلى بناء روابط مع «الدولة اليهودية الوحيدة في العالم والديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط».
وأضاف أنه كان صريحاً وشفافاً بشأن أنّه «تلقّى دعوة من السفارة الإسرائيلية في لندن لزيارة البلاد كضيف لدى حكومتهم».
نشر ممثّل الـTUV صوراً لزيارة الوفد إلى «مدرسة للمتفوقين»، مشيراً إلى أن فصلاً دراسياً كانت ملجأً ضد القنابل.
كما شارك صورة له ولجيفان وهما يدوران أطباقاً مع الطلاب.
قال مكدويل إن الوفد قضى المساء «بلقاء محلّلين بحثيين وإعلاميين يتصدون للأخبار الكاذبة الصادرة عن منظمات مثل الـBBC».
بدأت الحملة العسكرية الحالية في غزة بعد هجوم قادته حماس على اسرائيل في 7 أكتوبر 2023، الذي أودى بحياة نحو 1,200 شخص وخطف 251 آخرين.
ردّت اسرائيل بشن ضربات جوية وبرية أسفرت عن 68,500 وفاة حتى الآن، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس في القطاع.
في الشهر الماضي، أعلنت الرابطة العالمية لعلماء الإبادة الجماعية أن اسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.
في ذلك الوقت، قالت الأمم المتحدة وبعض الدول الغربية إنها ستعتبر فقط حكم محكمة مختصة بشأن وقوع إبادة جماعية مرجعاً معتبراً.
يمثّل المجلس التربوي لمعلّمي أيرلندا الشمالية اتحاد معلّمي ألستر (UTU)؛ ومنظمة المعلمون الوطنية الإيرلندية (INTO)؛ والاتحاد الوطني لمعلّمي ومدرّسات المدارس (NASUWT)؛ والاتحاد الوطني لمديري المدارس (NAHT)؛ والاتحاد الوطني للتعليم (NEU).
طلبت هيئة بي بي سي نيوز في أيرلندا الشمالية ردّاً من الـDUP بشأن المسائل التي أثارها NITC.