نيجيريا ترفض مزاعم دونالد ترامب بشأن مقتل مسيحيين

وزير الخارجية يوسف توغار: الدستور النيجيري يحمي الحرية الدينية وسيادة القانون

حكومة نائجيريا رفضت بشدة مزاعم أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن اضطهاد المسيحيين داخل الدولة الواقعة بغرب أفريقيا، مؤكدة أنّ الحرية الدينية محمية بالكامل بموجب الدستور الوطني.

خلال مؤتمر صحفي في برلين يوم الثلاثاء، رفع وزير الخارجية يوسف توغار وثيقة على غلافها عبارة «التزام نيجيريا الدستوري بالحرية الدينية وسيادة القانون»، وقال أمام الصحفيين وهو يقف إلى جانب وزير خارجية ألمانيا يوهان وادفول: «كل الإجابات موجودة هناك. هذا ما يوجّهنا. من المستحيل أن تدعم حكومة نيجيريا على أي مستوى اضطهادًا دينيًا بأي شكل كان».

تأتي تصريحات توغار بعد أن كتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي يوم السبت أنه إذا «استمرت الحكومة النيجيرية في السماح بقتل المسيحيين»، فستوقف الولايات المتحدة كل المساعدات عن البلاد، وأضاف أنه أَعطى تعليماته لما أسماه «وزارة الحرب» بالاستعداد لاحتمال اتخاذ إجراءات. وفي تغريدة يوم الأحد صعّد ترامب لهجته مجددًا قائلاً إن واشنطن قد تنشر جنودًا أو تنفذ ضربات جوية: «هم يقتلون عددًا قياسيًا من المسيحيين في نيجيريا. لن نسمح بحدوث ذلك».

جاءت هذه التهديدات بعد أن أعادت إدارة ترامب تصنيف نيجيريا كـ«بلد يثير قلقًا خاصًا» — وهو تصنيف تستخدمه الولايات المتحدة للدول التي يُعتقد أنها مسؤولة عن انتهاكات جسيمة للحرية الدينية.

وتطابقت مزاعم ترامب مع سرديات اكتسبت زخمًا في دوائر اليمين والإنجيلية الأمريكية خلال الأشهر الماضية؛ فقد اتهم السيناتور تيد كروز، الحليف لترامب، مسؤولين نيجيريين بما سماه «مذابح مسيحية» وقدم في سبتمبر مشروع قانون «مساءلة الحرية الدينية في نيجيريا لعام 2025» الذي يهدف، بحسب قوله، إلى محاسبة المسؤولين الذين «يسهلون العنف الجهادي الإسلامي وفرض قوانين التجديف».

يقرأ  وسائل الإعلام الأمريكية ترفض القيود التي يفرضها البنتاغون على التغطية

وفيما يعترف مسؤولون نيجيريون بوجود مشكلات أمنية حقيقية، فقد استنكروا مزاعم ترامب معتبرين أن العنف المسلح يضرب أتباع جميع الأديان، لا المسيحيين وحدهم. وقال الرئيس نايجبيريا، بولا تينوبو، وهو مسلم من جنوب نيجيريا متزوج من راعٍ مسيحي: «تصوير نيجيريا كدولة متعصبة دينيًا لا يعكس واقعنا الوطني».

يعيش في نيجيريا نحو 238 مليون نسمة، ويُقدَّر أن حوالي 46% منهم مسلمون، يتركزون أساسًا في الشمال، وحوالي 46% مسيحيون، يتواجدون في الغالب في الجنوب، بحسب أرشيف بيانات الأديان (ARDA).

على مدى أكثر من عقد، شهدت مناطق الشمال الشرقي صراعًا مع جماعة بوكو حرام ومجموعات مسلحة أخرى، مما أجبر ملايين السكان على النزوح. ومنذ تولي تينوبو السلطة قبل عامين وتعهد بتعزيز الأمن، قُتل هناك أكثر من 10,000 شخص، وفقًا لمنظمة العفو الدولية.

وفي الوسط، تصاعدت الاعتداءات على مجتمعات زراعية ذات أغلبية مسيحية من جانب رعاة من المجموعة العشائرية الفولانية، التي يغلب عليها المسلمون، وتدور غالبية هذه الاشتباكات حول النزاع على المياه والمراعي.

أضف تعليق