نيوزيلندا: مقتل أب هارب على يد الشرطة

كيلي نغ، فندهنا بهان، أيشا بيريرا وراشيل هيغان — بي بي سي نيوز

أُعلن مقتل أب كان قد فرّ مع أطفاله الثلاثة في برية نيوزلندا قبل ما يقرب من أربع سنوات، بعدما أطلقت الشرطة النار عليه اليوم الاثنين خلال اشتباك مسلّح، وفق ما أفادت السلطات.

توم فيليبس، الذي اختفى مع أطفاله في أواخر 2021، ظل متوارياً رغم إطلاق بحث على مستوى البلاد وتكرار الإبلاغ عن مشاهدات له عبر السنوات. قضيتُه أسرت الرأي العام ونُظر إليها كواحدة من أكثر الألغاز استمراراً في نيوزيلندا.

قالت نائبة مفوض الشرطة جيل روجرز إن فيليبس قُتل في تبادل لإطلاق النار وقع نحو الساعة 02:30 فجر الاثنين (14:30 بتوقيت غرينتش يوم الأحد)، وأسفرت الحادثة عن إصابة ضابط شرطة بجروح خطيرة.

كانت الدوريات تستجيب لبلاغ عن سرقة في منشأة تجارية في بلدة صغيرة تُدعى بيوبيو في شمال الجزيرة الشمالية، عندما رصدت شخصاً يعتقد أنه فيليبس يركب قطعة من مركبات الدفع الرباعي مع أحد أطفاله. شرعت الشرطة بالمطاردة ثم نشرت حواجز تثبيت إطار على الطريق لوقف المركبة؛ اصطدمت المركبة بالمسامير وانحرفت إلى خارج الطريق. عند وصول عناصر الشرطة للموقع، تعرضوا لإطلاق نار، بحسب تصريح روجرز.

أصيب أول ضابط حضر المشهد برصاصة في الرأس وما زال في حالة خطرة، فيما تصدى دورية ثانية لفيليبس فأُطلق عليه النار وتوفي في مكان الحادث. قالت الشرطة إنها لم تُجْرِ تحديد الهوية الرسمي للجثة عند الإعلان، لكنها واثقة إلى حد كبير من أنها تعود لفيليبس.

عُثر لاحقاً خلال اليوم على الطفلين الآخرين في مخيّم منعزل وسط أدغال كثيفة؛ وأكدت روجرز أن الثلاثة بصحة جيدة ولم يصابوا بأذى. الطفل الذي كان برفقته—لم يُكشف عن هويته—قدّم معلومات «حاسمة» ساعدت في العثور على شقيقَيْه لاحقاً في اليوم ذاته.

يقرأ  ٧ أفكار للتعلّم عبر التواضع

لم تتضح على الفور ما إذا كان الأطفال قد أُبلغوا بمقتل والدهم. أبلغت الشرطة والدة الأطفال ووالدا فيليبس بأن الأطفال بحالة آمنة، لكن العائلة امتنعَت عن الإدلاء بتفاصيل حول الجهة التي ستتولى رعايتهم المستمرة.

قالت والدة الأطفال، المعروفة باسم «كات»، لوسائل إعلام محلية إنها «شعرت براحة عميقة» لأن «هذا الكابوس قد انتهى» بعد أن افتقدت أطفالها بشدة «كل يوم لما يقارب الأربع سنوات». وأضافت: «نحن حزينون على كيف جرت الأمور اليوم».

بحسب السلطات، كان فيليبس يتهرّب من التوقيف منذ عدم حضوره جلسة محكمة عام 2022. قبل اختفائه، كان هو وأطفاله يعيشون في ماروكوبا، بلدة ريفية صغيرة في إقليم وايكاتو. ويُعتقد أن فيليبس، الذي يقارب العقد الرابع من عمره، كان صيّاداً ماهراً وذا خبرة في العيش في الأدغال، ما مكّنه من بناء ملاجئ والبحث عن طعام في البرية.

تعتقد الشرطة أنه أخذ الاطفاله معه بعد أن فقد الحضانة القانونية. وتحيط بمنطقة ماروكوبا تضاريس قاسية وسواحل وعرة، بالإضافة إلى أدغال كثيفة وشبكة كهوف تمتد على امتداد كيلومترات، وهو ما جعل ملاحقته مهمة صعبة.

على الرغم من مهارته في البقاء، ظهرت مؤشرات على تصاعد حاجته إلى الموارد؛ فمنذ عام 2023 وردت أنباء عن مشاهدات متكررة لفيليبس وأطفاله في حوادث اقتحام متاجر للأدوات المنزلية والبقالات. في أكتوبر الماضي، صوّر مجموعة من المراهقين فيلِبس وأطفاله وهم يشقّون طريقهم عبر الأدغال، وكانوا يرتدون ألبسة تمويه ويحمل كل منهم حقيبته الخاصة؛ وفي تسجيل مصور قصير سأل أحد المراهقين طفلاً إن كان أحد يعرف مكانهم فأجاب الطفل: «فقط أنتم» واستمر في المشي.

في العام الماضي صدر أمر قبض ضد فيليبس للاشتباه في تورّطه في سرقة بنك في تي كويتي، وذكرت الشرطة أنه كان معه شريك خلال الحادث المزعوم. على مدى السنوات، تكهّن كثيرون بأن فيليبس قد يكون تلقى مساعدة من مجتمع ماروكوبا المتماسك—بلدة يقل عدد سكانها عن مئة نسمة—لكن هذا الأمر ظل دون إجابة واضحة.

يقرأ  وداعٌ في مدينة غزة: مشاهد من الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني

تأتي وفاة فيليبس بعد أقل من شهر على مناشدات مباشرة وجهتها أسرته له بالعودة إلى البيت. في مقابلة مع موقع الأخبار المحلي «ستاف»، قالت شقيقته روزي إن العائلة كانت «جاهزة لمساعدته على المرور بما يحتاج أن يمر به». وأضافت: «أريد أن أراك أنت والأطفال وأن أعود جزءاً من حياتكم مجدداً».

وصف رئيس وزراء نيوزيلندا، كريس لاكسون، مجريات الأحداث بأنها «حزينة ومأساوية للغاية». قال في إيجاز أسبوعي: «لم يكن هذا ما يريده أحد أن يحدث اليوم. أعتقد أن هذا الشعور موحّد عبر أنحاء نيوزيلندا».

أعرب آخرون من مواطني نيوزيلندا عن قلقهم من تأثير وفاة فيليبس على صحة الأطفال النفسية. قالت مارلين ماكإيزاك، من مقاطعة ويتومو: «كنت أتمنى نهاية أسعد. من أجل الأطفال، كما تعلمون؟ سيشعرون بحالة من الانهيار»، وفق ما نقلته قناة 1News. لم يتم تزويدي بأي نص لإعادة صياغته أو ترجمته. يرَجئ إرسال النص المطلوب كي أتمكن من مساعدتك.

أضف تعليق