تدهور حاد في العلاقات بين طوكيو وبكين عقب تصريحات يابانية بشأن تايوان
17 نوفمبر 2025
تراجعت علاقات اليابان مع الصين بشكل حاد بعد أن ألمحت زعيمة يابانية مؤخراً إلى احتمال تدخل عسكري ياباني لمنع بكين من السيطرة على تايوان. ردت الصين بتحذير مواطنيها من السفر إلى اليابان، ما أدى إلى تراجع حاد في أسهم الشركات المرتبطة بقطاع السياحة.
في تصعيد واضح يوم الجمعة، نصحت وزارة الخارجية الصينية مواطنيها بتجنب السفر إلى اليابان، مؤكدة أن تصريحات تكايتشي زادت من المخاطر المحتملة على امانهم وحياتهم. نتيجة لذلك، شهدت أسواق الأسهم اليابانية عند إعادة الافتتاح يوم الاثنين سقوطاً ملحوظاً في أسهم شركات الطيران والمتاجر الكبرى.
تراجع سهم مجموعة المتاجر الأقنيّة إيسيتان ميتسوكونشي بأكثر من 11% في جلسة ما بعد الظهر، بينما هبط سهم تاكاشيمايا بما يقرب من 5%. ونزل سهم شركة الخطوط الجوية اليابانية نحو 4%، وسهم فاست ريتايلينغ (صاحبة علامة يونيكلو) حوالى 5%. كما هبط سهم شركة المكياج شيسيدو بنحو 9.5%.
تعد الصين أكبر مصدر للسياح إلى اليابان، حيث شكّل السياح الصينيون ما يقرب من ربع إجمالي 31.65 مليون زائر في الأشهر التسعة الأولى من العام، بحسب منظمة اليابان الوطنية للسياحة. ووفقاً لاقتصادي في مؤسسة سوميتومو ميتسوي المصرفية، ريوتا آبي، قد ينكمش الناتج المحلي الإجمالي الياباني بنحو 0.5% في حال حدوث انهيار تام في أعداد القادمين من الصين، وبنحو 0.1–0.2% في حال انخفاض الأعداد بنحو ثلثها.
وقال آبي لشبكة الجزيرة إن «حتى انخفاض في أعداد الزائرين بنحو 30% نتيجة لتصاعد التوترات سيؤدي إلى أثر سلبي يقدّر بحوالي 0.1–0.2%». وفي سياق متصل، أظهرت بيانات رسمية أن الاقتصاد الياباني تقلّص بنسبة 0.4% في الربع المنتهي بشهر سبتمبر، وهو أول انكماش في ستة أرباع.
وصف يوشيهيده سوغا، أمين مجلس الوزراء الياباني، تحذير بكين بأنه يتعارض مع علاقات قائمة على المنفعة المتبادلة، وأكد أن طوكيو طالبت الصين باتخاذ «خطوات مناسبة». كما غادر ماساكي كاناي، المسؤول الأعلى لشؤون منطقة آسيا والمحيط الهادئ في اليابان، إلى بكين لإجراء محادثات تهدف إلى تهدئة التوترات، حيث من المقرر أن يلتقي نظيره الصيني ليو جينسونغ لتوضيح أن سياسة الأمن اليابانية لم تتغير جراء تصريحات تكايتشي.
لطالما أبدت اليابان قلقها من تهديدات الصين بشأن تايوان نظراً لقرب الجزيرة من الأراضي اليابانية وموقعها في مسارات بحرية حيوية للتجارة. وتعتبر بكين أن تايوان جزء من أراضيها وتعهدت بـ«توحيدها» مع البر الصيني، بالقوة إن لزم. وعلى الرغم من أن معظم الدول لا تعترف بتايوان رسمياً كدولة مستقلة، إلا أنها تتمتع بسمات دولة مستقلة بحكم الواقع، من قوات مسلحة وجواز سفر ورئيس وبرلمان منتخبين ديمقراطياً.