هجوم روسي على أوديسا في أوكرانيا يودي بحياة ثمانية على الأقل بينما تتعثّر محادثات السلام

هجوم صاروخي روسي على مرفأ أوديسا يودي بحياة ثمانية أشخاص ويصيب 27 آخرين

شنّت القوات الروسية ضربة صاروخية على بنى الموانئ اللوجستية في ميناء أوديسا جنوبي أوكرانيا، أدت إلى مقتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص وإصابة 27 آخرين، بينما تصاعدت وتيرة الهجمات على المنطقة الإستراتيجية المطلة على البحر الأسود في وقت تكتنف فيه محادثات إنهاء الحرب حالةً من الحسم الحرج.

أصاب الهجوم الذي وقع في ساعة متأخرة من مساء الجمعة مرافق لوجستية حيوية؛ واحتُجز عدد من الجرحى داخل حافلة تقع في مركز الانفجار، في حين اشترت النيران عدداً من الشاحنات داخل موقف للسيارات.

حملة ضد البُنية المدنية

يقول مسؤولون أوكرانيون إن القصف جزء من حملة روسية متواصلة تستهدف البُنى التحتية المدنية في أوديسا، وقد تركت أكثر من مليوني نسمة من دون كهرباء ومياه وتدفئة لأيام في ذروة برد قارس خلال شتاء قاسٍ هو الرابع منذ اندلاع الحرب.

استُهدف الميناء مجدداً يوم السبت عندما أصابت الضربات خزانات مياه، وهو ما وصفه نائب رئيس الوزراء الأوكراني أوليكسي كوليبا بأنه استهدافًا متعمّدًا لمسارات الإمداد المدني.

تصعيد على المقدّمات وسِجالات دبلوماسية

جاء التصعيد بينما تتبادل الأطراف الضربات عبر عدة محاور قتالية، في وقت تستمر فيه مفاوضات بوساطة يقودها الغرب ولقاءات رفيعة المستوى في أوروبا والولايات المتحدة دون تحقيق اختراق جوهري.

وأعلنت موسكو يوم السبت أنها سيطرت على قريتي سفيتلي في إقليم دونيتسك وڤيسوكه في إقليم سومى، لكن تلك التقارير لم يتسنَّ التحقق منها بصورة مستقلة.

رد أوكراني بعمليات على أهداف عسكرية وطاقية

ردّت أوكرانيا بحملة متسعة ضد أهداف روسية عسكرية وطاقة. ففي ليلة الجمعة، شنت طائرات مسيّرة أوكرانية ضربات على منصة حفر في بحر قزوين تابعة لشركة لُك أويل الروسية، واصابة سفينة دورية كانت ترابط بجوار المنصة، في أول اعتراف رسمي بأوتسترال أوكراني استهدف منشآت حفر في القزوين، على الرغم من أن المنصة تعرضت لهجمات سابقة في ديسمبر.

يقرأ  العلم الفلسطيني يرفرف أمام مبنى السفارة في لندن بعد اعتراف المملكة المتحدة — أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

وبين 14 و15 ديسمبر، استُخدمت طائرات بحرية مسيّرة، وفق تقييم استخباراتي بريطاني، لضرب غواصة روسية من طراز كيلو في قاعدة نوفوروسيسك البحرية بالبحر الأسود.

محادثات ميامي والرهانات على الأرض

تجري هذه الهجمات بالتزامن مع تجمع مسؤولين أمريكيين وأوروبيين في ميامي لعقد محادثات نهاية الأسبوع الرامية إلى إنهاء الحرب التي تقترب من عامها الرابع، فيما يتواجد وفدان روسي وأوكراني أيضًا لحضور الجلسات. أعلن المبعوث الروسي كيريل ديميترييف أنه متجه إلى ميامي.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن واشنطن لن تفرض اتفاقًا على أوكرانيا، رغم وصفه للصراع بأنه «ليس حربنا»؛ بينما يقود مبعوثان مقربان من إدارة ترامب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، مباحثات مع المفاوض الأوكراني روستم عمرُوف ومسؤولين من المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، في حين يجري ممثلون روس محادثات منفصلة مع مسؤولين أمريكيين.

العقبة الكبرى: الأراضي

تبقى قضية التنازلات الإقليمية العقبة الأساسية، إذ تُشير تقارير إلى أن واشنطن تضغط على كييف للتخلي عن أجزاء من إقليم دونتسك، وهو مطلب قابله الكرملين بمطالبةٍ صريحةٍ بمنح موسكو اعترافاً وارداً بالتالي بالسيطرة على أراضٍ واسعة. في مؤتمره الصحفي السنوي يوم الجمعة لم يُظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي بوادر للتنازل، مؤكّداً عزمه مواصلة العمليات العسكرية ومتنبئاً بمزيد من «النجاحات» قبل نهاية العام.

لقد جسّدت تصريحات بوتين تكرار المواقف القصوى الروسية بعد مضيّ نحو أربع سنوات على إرسال قواته إلى الدولة المجاورة، فيما تظل مسألة الأراضي المكتسبة أو المفقودة أو التي يُطلب التنازل عنها في صلب الخلاف بين الأطراف في محادثات إنهاء الحرب حتى الآن.

يطالب الكرملين بتنازل أوكرانيا عن كامل الأراضي في أربعة أقاليم رئيسية احتلتها قواته، إلى جانب شبه جزيرة القرم التي استولَت عليها وضمّتها موسكو عام 2014، كما يطالب أيضاً بمطالبات أخرى لم تُحسم بعد.

يقرأ  خلفيات الانقلاب في غينيا بيساو: ماذا حدث بعد أيام قليلة من الانتخابات؟

أضف تعليق