هجوم طائرة مسيّرة يدمر قافلة مساعدات أممية في دارفور المتأثرة بالمجاعة أخبار

تعرضت قافلة تضم 16 شاحنة تحمل مساعدات غذائية عاجلة إلى هجوم بطائرة مسيّرة أثناء توجهها إلى شمال دارفور المتأثر بالمجاعة، وفق ما أفادت به الأمم المتحدة، فيما تبادلت الأطراف المتحاربة الاتهامات بشأن الجهة المسؤولة.

وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة دانييلا غروس للصحفيين إن جميع السائقين والعاملين المرافقين لقافلة برنامج الأغذية العالمي بصحة وسلامة.

وذكر برنامج الأغذية العالمي أن ثلاث شاحنات على الأقل اشتعلت فيها النيران، بينما نقلت وكالة الأنباء أسوشيتد برس عن غروس أن جميع الشاحنات أحرقت.

لم يتضح بعد من يقف وراء هجوم الأربعاء، وهو الثاني خلال ثلاثة أشهر الذي يعرقل توصيل قوافل أممية إلى شمال دارفور.

اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بتنفيذ الضربات على القوافل ضمن هجوم بطائرة مسيّرة استهدف سوق ملِّت ومناطق أخرى، فيما رفض الجيش الاتهامات واعتبرها “لفتة لتغطية جرائم” تنسبها قوات الدعم السريع إليه.

في أوائل يونيو، تعرّضت قافلة مشتركة لبرنامج الأغذية العالمي و”يونيسف” لهجوم أثناء انتظارها الحصول على تصاريح التوجّه إلى الفاشر المحاصرة، وأسفر ذلك عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين.

قال إيدم ووسرونو من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (اوتشا) إن نحو 70 شاحنة محملة بالمساعدات تنتظر في مدينة نيالا التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع للانطلاق إلى الفاشر، معتبراً أن توفير ضمانات أمنية أمر ضروري لأن العاملين الإنسانيين يتعرضون لهجمات متكررة.

جاء الهجوم في وقت أعربت فيه دول عدة، من بينها الولايات المتحدة والسعودية ومصر المجاورة، عن قلقها إزاء تدهور حالة الأمن الغذائي في السودان، وطالبت بتهدئة لإتاحة وصول مزيد من المساعدات الإنسانية.

اندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 عندما تفجرت توترات متراكمة بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم، ثم امتدت الاشتباكات إلى مناطق أخرى من البلاد، خصوصاً غرب دارفور.

يقرأ  لماذا تُعدّ المراجعات ضرورية؟بناء الثقة وتعزيز مبيعات البرمجيات

تؤكد وكالات الأمم المتحدة أن نحو 40 ألف شخص قُتلوا، فيما نزح ما يقرب من 13 مليون شخص، ويعاني نحو 25 مليون شخص من جوع حاد.

أعلنت قوات الدعم السريع وحلفاؤها أواخر يونيو تشكيل حكومة موازية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، خصوصاً في إقليم دارفور الواسع، حيث تجري تحقيقات بشأن مزاعم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

حاصرت قوات الدعم السريع مدينة الفاشر، التي تقول الأمم المتحدة إن سكانها يواجهون خطر المجاعة؛ وهي العاصمة الوحيدة في دارفور (التي تتألف من خمس ولايات) التي لم تسيطر عليها هذه القوات.

ويقدّر أن نحو 300 ألف من المقيمين المتبقين في المدينة يعيشون تحت حصار طويل الأمد مع تجدد القتال وتعطّل وصول المساعدات.

أُعلنت مجاعة العام الماضي في مخيم زمزم للنازحين بشمال دارفور، ومنذ ذلك الحين امتدّ خطر المجاعة إلى 17 منطقة في دارفور ومنطقة كردفان المجاورة لشمال دارفور وغرب الخرطوم، بحسب الامم المتحدة.

ودعت متحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي غيفت واتاناساتورن الأطراف المتحاربة إلى “احترام القانون الإنساني الدولي”، مؤكدة أن العاملين والموارد الإنسانية لا يجوز أن تكون هدفاً أبداً.

أضف تعليق