هجوم طعن على قطار في بريطانيا — كيف تطورت الأحداث وما نعرفه الآن | أخبار الجريمة

تحوّل رحلة روتينية بالقطار من دونكاستر إلى لندن مساء السبت إلى مشهد فوضوي بعد وقوع عملية طعن جماعي داخل القطار، أسفرت عن إصابة عدد من الركاب ونقلهم إلى المستشفى.

الضحايا والإجراءات الطبية
– نُقل 11 شخصًا إلى المستشفيات لتلقّي العلاج. من بينهم عامل على متن القطار ما زال في حالة حرجة بعدما تصدّى للمهاجم لحماية الركاب. وصفته الشرطة بـ«البطل» وقد نالت إشادة من وزيرة النقل هايدي ألكسندر، التي قالت إنّه «عرض نفسه للخطر وبفضل فعلته هناك من لا يزالون على قيد الحياة لما كانوا ليبقوا لولا شجاعته».

الاعتقالات والاسماء المعلنة
– اعتقلت الشرطة مبدئيًا شخصين ثم أطلقت سراح أحدهما بعد أن تبين أنه غير متورط. واحتُجز مشتبه به آخر، نُسب إليه لاحقًا اسم أنتوني ويليامز (32 عامًا) من بيتر بورو، ويواجه اتّهامات بمحاولة القتل وعدد من التهم الأخرى تتعلق بحيازة سلاح أبيض وإلحاق أذى جسدي.

تصريحات المسؤولين
– وصف رئيس الوزراء كير ستارمر الحادث بأنّه «واقعة مروّعة ومقلقة للغاية»، فيما أعربت وزيرة الداخلية شبانة محمود عن حزنها ودعت الناس إلى تجنّب التكهنات والتعليقات المتسرعة. دانوينغ ستريت حريصة على احتواء الشائعات المنتشرة عبر الإنترنت، خصوصًا بعد أحداث جنوببورت في 2024 التي أدت إلى اضطرابات واسعة.

ماذا حدث بالضبط؟
– غادر القطار دونكاستر عند الساعة 16:25 بتوقيت غرينتش السبت الموافق 1 نوفمبر متجهًا إلى محطة كينغز كروس بلندن. بعد مغادرته بيتر بورو، وهو تقريبًا منتصف رحلة مدتها نحو ساعتين، بدأت الاتصالات الطارئة تصل إلى الشرطة تفيد بوقوع طعنات على متن القطار.
– روى ركاب مشاهد ذعرٍ وركض مسافرين مغطّين بالدماء داخل الممرّات هاربين من المهاجم الذي وُصف بأنه يحمل سكينًا كبيرًا. توقّف القطار اضطراريًا في محطة هانتنجدون، على بعد نحو 120 كم شمال لندن، وصعدت قوات مسلحة إلى عرباته بينما نزح الركاب إلى الرصيف.
– أفادت الشرطة أن الاتصال الطارئ الأول وصل عند 19:42 بتوقيت غرينتش. عشرة من المصابين نُقلوا بسيارات إسعاف إلى مستشفيات قريبة بينما توجّه الحادي عشر بنفسه إلى المستشفى. في البداية صنّفت إصابات تسعة منهم بأنها تهدد الحياة، لكن بنهاية ليلة الأحد بقي شخص واحد في حالة حرجة وهو العامل الذي تصدّى للمهاجم.

يقرأ  منذ ستّ سنوات ضحك جمهوره… هذا العام خيّم الصمت

هل أوقف طاقم القطار هجومًا أشدّ؟
– يبدو ذلك مرجّحًا. أقدم موظف بالسكك الحديدية على التدخل ودرء خطر المهاجم عن الركاب، وأظهر تسجيل كاميرات المراقبة محاولاته إيقاف المعتدي أثناء مرور القطار عبر بيتر بورو. العامل تعرّض لإصابات تهدّد حياته، ووصفته الشرطة بأنّ ما فعله «لا يقل عن بطولي».
– سائق القطار الذي أنّهى الرحلة في هانتنجدون صُفّ بأنه «مرعوب إلى حد كبير لكنه بخير»، ونُقل أنه يُدعى أندرو جونسون، وهو من قدامى البحريّة الملكية. قال لجهاز ITV: «كنت أقوم بعملي فحسب. زميلي هو الشجاع الحقيقي».

ماذا نعرف عن المشتبه به؟
– بعد وصول البلاغات، صعدت عناصر من شرطة كامبريدجشير القطار واحتجزت رجلين. أُفرج لاحقًا عن أحدهما (35 عامًا) دون توجيه تهمه له بعد التأكد من براءته من الواقعة.
– المتّهم الباقي، أنتوني ويليامز (32 عامًا)، وُجهت إليه تهم 10 محاولات قتل وتهمة الإيذاء العمد وحيازة سلاح أبيض أمام محكمة بيتر بورو، بالإضافة إلى تهمة محاولة قتل وحيازة سلاح أبيض أخرى تتعلق بحادث منفصل في محطة بونتون دوك شرق لندن في نفس اليوم.

التكهنات ونظرية الإرهاب
– قال المشرف بريتش لوڤليس إن وحدات مكافحة الإرهاب طُلبت مبدئيًا للمساعدة، لكن حتى الآن «لا دلائل تشير إلى أن هذه الحادثة عمل إرهابي». وأكّد أن التحقيق تقوده شرطة النقل البريطانية وأنه «من غير الملائم التكهن بأسباب الحادث».
– ومع ذلك انتشرت نظريات مؤامرة على منصات التواصل، واستغلّت حسابات يمينية الحادث لترويج مزاعم غير مثبتة، من بينها ادعاءات بأن المهاجم كان يصرخ «الله أكبر». حتى بعد إعلان جنسيات الموقوفين البريطانية، سعت بعض الأطراف إلى الإيحاء بأن معلومات بشأن أصولهم لم تُكشف بالكامل.

لماذا تزايدت جرائم الطعن في المملكة المتحدة؟
– خلال العقد الماضي ارتفع عدد الجرائم الخطيرة المرتبطة بالسكاكين في إنجلترا وويلز. وفقًا لمكتب الإحصاءات الوطنية، كانت الجرائم الخطيرة التي شملت سلاحًا حادًا للسنة المنتهية في مارس 2024 أعلى بنسبة 54% — أي زيادة تقارب 22 ألف حالة — مقارنة بعام 2016.
– تنتشر هذه الحوادث غالبًا بين فئات شبابية وفي مناطق حضرية محددة مثل لندن ومانشستر، وأرجع خبراء الأمر إلى مزيج من مشكلات صحية نفسية غير مدعومة وخفض سنوات التمويل للخدمات الاجتماعية التي جعلت بعض فئات الشباب أكثر عرضة للاستغلال والعنف.
– تقرير صادر عن مجلس عدالة الشباب في أغسطس وصف ظاهرة الجريمة بالسكين بأنها ناتجة عن «مزيج من الفقر والهامشية والتجارب الطفولية السلبية والصدمة والخوف والاعتداء والاستغلال».

يقرأ  حكومة إسواتيني تعلن إعادة شخص مُرحَّل من الولايات المتحدة إلى جامايكا

ماذا تفعل السلطات لمعالجة المشكلة؟
– شهدت الأشهر الأخيرة تراجعًا طفيفًا في جرائم السكين الخطيرة؛ ذكر مكتب الإحصاءات أن عدد هذه الجرائم للسنة المنتهية في مارس 2025 انخفض بنسبة 1% إلى 53,047 حالة مقارنة بالعام السابق.
– في أغسطس أقرّت حكومة العمال تشريعًا يقضي بتجريم تصنيع واستيراد وبيع وحيازة سيوف النينجا والساموراي حتى في المنازل، سعيا للحد من توفر هذه الأسلحة.
– تعرض عمدة لندن صادق خان لانتقادات على خلفية فشل مفترض في الحدّ من جرائم السكاكين خلال ولايته (منذ 2016)، فقد ارتفعت في فترة 2017-2024 بنسبة 23% بحسب بيانات الشرطة ومكتب الإحصاءات. ومع ذلك تُظهر بيانات جديدة أن جرائم السكاكين في لندن انخفضت بنسبة 19% بين أبريل ويونيو من هذا العام مقارنة بنفس الفترة العام الماضي.
– تعهد خان خلال الصيف بحملة تمويل للشرطة تركز على مكافحة السرقات من المحلات والسطو وجرائم السكاكين والسلوكيات المعادية للمجتمع في عشرين مركزًا تجاريًا من الأكثر تضررًا في المدينة.

التحقيق مستمر، والسلطات تؤكد على ضرورة ضبط النفس من الجمهور حتى تنهى الشرطة تحقيقها وتكشف المزيد من الوقائع.

أضف تعليق