«هل أنت مستعد للقتل؟» كيف تجند الشبكات الإجرامية في السويد الأطفال لتنفيذ جرائم القتل

صيف 2024؛ أضيف فتى في الثالثة عشرة من عمره إلى مجموعة خاصة على تطبيق Signal بواسطة مجنِّد يحمل اسم مستخدم يوحي بالتهديد.

سرعان ما ظهر في الدردشة رسالة: «هل أنت مستعد لقتل شخص؟»

خلال ساعات، امتلأت المحادثة بأسماء مستخدمين جدد.

عرضوا على المراهق إرشاداً وتوجيهًا.

واهتمت نبرة الحديث أحيانًا بأن تطمئن، واعدةً بمبالغ مالية وبشعور الانتماء.

قالوا له ألا يقلق، وإنه بعد أن ينفّذ إطلاق النار سيُرسل إلى مرفق رعاية خاص بالأطفال والمراهقين، حيث سيتمكنون من إخراجه لاحقًا.

قال أحدهم: «يا أخي، من الطبيعي أن تشعر بالتوتر قبل المهمة، لكن بعد طلقة البداية سترى أن كل شيء يصبح سهلاً.»

لكن الرسائل احتوت أيضًا تهديدات.

حذّره المجند الذي أضافه إلى المجموعة قائلاً: «إذا أخذت السلاح واختفيت، سنأتي ونبحث عنك يا أخي.» وأضاف أنه لن يتقاضى مالاً «إلا إذا أصبت الهدف — يجب أن يموت».

وتابع بتعليمات عملية: «اقترب منه من الخلف بمتر أو مترين وأطلق عليه ثلاث أو أربع طلقات في الظهر.»

ثم منحَه نصائح عملية عن التعامل مع السلاح، محذرًا «لا تلهو بالمطرقة» وأرسل له فيديوهات تعليمية من يوتيوب حول كيفية تحميل وإطلاق المسدس في فيض مستمر من الرسائل.

مع مرور الوقت، خفت صخب المجند الأصلي وباقي المستخدمين، وتحولت المحادثات في الغالب لتقتصر على الفتى ومستخدم آخر، حدَّدته الشرطة لاحقًا بأنه شاب في الخامسة والعشرين ومكوّن أساسي في عصابة مقرها ستوكهولم.

«صعب الآن، لكن لاحقًا ستكون ملكًا يا أخي»، طمأنه الرجل قبل عملية إطلاق النار المخططة.

فأجاب: «سأنهيه».

بعد لحظات، أرسل الفتى رسائل مذعورة؛ كتب أن الشرطة أو الحراس في طريقهم، وتوسل للحصول على سيارة أجرة.

أطلق الفتى النار على هدفه، لكن الرجل نجا.

يقرأ  بكين تُقرّ يومًا وطنيًا جديدًا يربط تايوان بانتصار الصين في الحرب

مرّ 48 ساعة فقط بين إضافة الفتى إلى دردشة Signal ووقوع إطلاق النار.

ألقت الشرطة القبض عليه بعد فترة وجيزة، لكن بسبب صغر سنه لم تُحكم عليه ولا يُدان.

وضُع تحت رعاية الدولة ولا يزال خاضعًا لإشراف الخدمات الاجتماعية.

يبقى الوقت الذي بدأ فيه التجنيد غير واضح، لكن المحققين رأوا أنه من المرجح أن العملية انطلقت عندما استجاب لإعلان — ربما ما يُسمى «عقد قتل» — متداول على منصات التواصل مثل سنابشات وتيك توك وإنستغرام، أو على تطبيقات مشفّرة مثل Telegram، حيث تُجنَّد الأطفال الآن عادةً.

في أواخر 2024، أغلقت Telegram قناة اسمها Samurai Barnen (أطفال الساموراي)، التي كانت تضم نحو 11,000 عضو، بعد إخطار من الشرطة السويدية.

تُظهر لقطات شاشة نُشرت لاحقًا في وسائل الإعلام المحلية كيف ظهرت «عقود القتل».

القتل:
مالمو عاجل: 800,000–1,000,000 كرونة (85,000–107,000 دولار)
غوتنبرغ عاجل: 300,000–400,000 كرونة (32,000–43,000 دولار)
ستوكهولم عاجل: 500,000 كرونة (53,000 دولار)
الدنمارك: 1,000,000 كرونة (107,000 دولار)

إلقاء قنبلة يدوية:
مالمو: 30,000–50,000 كرونة (3,100–5,300 دولار)

غالبًا ما تُؤطَّر الهجمات على أنها «تحديات» أو «مهام»، وهي تقنية تسميها الشرطة «ألعاب التقمص» أو gamification لجعل المنشورات أكثر جاذبية وأقل رعبًا للأطفال.

يمكن أن تتراوح الفترة الزمنية من أول اتصال للطفل مع المجند إلى ارتكابه الفعل العنيف من أيام معدودة إلى شهر، وفقًا لسلمان خان، مدير مشروع برنامج للخروج من العصابات للأطفال في Fryshuset، أكبر منظمة شبابية في السويد، الذي تحدث إلى الجزيرة.

«قبل عشرة أعوام، كان على المجندين أن يذهبوا إلى الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال فعليًا، أما الآن فوسائل التواصل الاجتماعي هي الطريق»، قال خان، الذي يعمل في برنامج يسمى 180 درجة، يربط الأطفال المنخرطين في الجريمة بنماذج راشدة إيجابية تساعدهم على مغادرة ذلك العالم.

يقرأ  عودة معرض الفن الآخر في لوس أنجلوس ٢٥ إلى ٢٨ سبتمبر — بمشاركة أكثر من ١٥٠ فنانًا — كولوسال

يصف خان عملية التجنيد على أنها شكل من أشكال التهيئة Grooming، حيث يُغرى الأولاد — وقليلاً الفتيات — الذين يبلغون من العمر 12 عامًا أو أقل، والذين لا يميّزون بالضرورة بين «اللعب» و«عواقب الحياة الحقيقية» لتنفيذ فعل عنيف، لدخول عالم إجرامي مظلم.

نص محادثة تجنيد نشرتْها هيئة الشرطة السويدية. يقرأ النص (باستثناء الرموز التعبيرية ومع إضافة علامات الترقيم لزيادة الوضوح):
1. مطلوب مطلق نار الآن الآن الآن. مالمو. كل شيء جاهز. سكن، سفر، عليك فقط الذهاب. 800,000
2. هل هناك عمل في أوربرو؟
3. الآن لدينا: الدنمارك 500k، طلقة في الرأس 500k، إلقاء قنبلة يدوية 200k، قتل في السويد 100k، إلقاء قنبلة في السويد 50k، أموال كثيرة لتُكسب
4. أبحث عن عمل في ستوكهولم، فقط لا قتل

في محادثاته مع أطفال داخل مرافق SiS، لاحظ خان كيف تغيّر الدور الذي يتوق الكثيرون إلى شغله في العصابات خلال السنوات الأخيرة.

«أصبح من مكانة المرء أن يكون هو من يرمي القنبلة أو يطلق النار على شخص بدلاً من أن يكون زعيم عصابة. قبل عشرة أعوام، كان الجميع يريدون أن يكونوا توني مونتانا [زعيم الجريمة الخيالي في فيلم Scarface]»، أوضح.

يعكس هذا التحوّل كيف جعلت وسائل التواصل الاجتماعي وتجميل العنف في الثقافة الشعبية الشهرة الفورية أكثر رغبة من السلطة المستمرة، أضاف خان.

تنفيذ هجوم يمكن أن يمنح الطفل شعورًا بالتبنّي والاعتراف داخل العصابة، ويوفر له المال السريع الذي قد يشتري له «ملابس وسلاسل وهواتف وسيارات وحياة فاخرة» كما يرونها على وسائل التواصل وفي المسلسلات التلفزيونية.

استشهد بمثال مسلسل Netflix الشهير Snabba Cash (المال السريع)، الذي يصوّر العالم الإجرامي في السويد كمشهد مبهر من الأسلحة والمال والسيارات السريعة ويضم شخصيات مراهقة تعمل كورّاقٍ للعصابات.

يقرأ  تألق كاري يطغى على ليلة الـ50 نقطة لغوردون في فوز ووريورز بعد وقت إضافي

أضف تعليق