هل باتت الدول العربية متشائمة إزاء مستقبل غزة؟

العديد من الدول تراقب المستقبل بقلق وتتساءل إن كان الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في مصر في 8 أكتوبر سيغير فعلاً المشهد في غزا.

في تقرير نُشر في «عرب نيوز» بتاريخ 15 أكتوبر، ورد أن آفاق وقف إطلاق النار بدأت تتلبد بعدما أبطأت إسرائيل إيصال المساعدات بينما تشدد حماس قبضتها. مثل هذه التقارير توحي بأن الدول الإقليمية قَلِقة من أن التطورات في غزة لا تسير في الاتجاه الصحيح، وأن الإعلام في تلك الدول يعكس مخاوف راسخة لدى صناع القرار.

هذا التشاؤم مفهوم، والسؤال الأهم هو ما الذي تنوي هذه الدول فعله حيال ذلك. كثير منها أرادت إنهاء الحرب، وأرسلت وفودًا إلى مصر للتنسيق مع الولايات المتحدة نحو وقف القتال؛ لكنها تبدو في الوقت نفسه مترددة وتحوط خياراتها بشأن الخطوة التالية.

لدول الخليج إمكانات كبيرة لتقديم دعم حقيقي لغزة، لكن طالما ظلت الخطة لوقف الحرب بلا آليات تنفيذ حقيقية، فلن تتقدم هذه الدول بأكثر من كلمات التضامن والقبول الظاهري بالاتفاق.

التحدّي الأساسي أن البيت الأبيض يريد الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة، لكن الكلام وحده لا يكفي لتحقيق ذلك. من شروط التقدم أن تُعاد جثامين الرهائن القتلى إلى ذويهم، وهو مطلب عملي لا يمكن تجاوزه بالوعود فحسب.

شاحنات تنقل مساعدات إلى الفلسطينيين خلال هدنة بين إسرائيل وحماس في خان يونس، جنوب قطاع غزة، 14 أكتوبر 2025.

مع ذلك، ثمة حراك محدود يسير في الاتجاه الصحيح. تقارير تقول إن تركيا أرسلت وفدًا للمساهمة في عمليات البحث والإنقاذ، وهو ما قد يساعد في العثور على جثامين الرهائن، كما أن مصر مستعدة لنقل معدات لبدء إزالة الأنقاض.

السؤال المصيري هو ما إذا كانت حماس قادرة بالفعل على تقديم نفسها كالحكومه القائمة، وإذا استمرت في السيطرة على معظم مساحة القطاع فسيكون من الصعب على الأطراف الإقليمية تصديق أن ثمة تغييرًا جوهريًا قادمًا.

يقرأ  فرنسا تستدعي المبعوث الأمريكي تشارلز كوشنر بعد اتهامات بمعاداة السامية

من المرجح أن أنقرة والقاهرة وبعض العواصم الأخرى لا تمانع في التعاون مع حماس، وربما تفضل أنقرة بقاء حركة لديها ثقلها السياسي، ما يزيد من صعوبة تفكيك بنى القوة وحرمانها من السلاح.

أيضًا، مع إصرار إسرائيل على تنفيذ بنود الاتفاق بشروطها، ستبقى الانتقال إلى المراحل التالية معقّدًا. دافع محتمل للمضي قدمًا هو رغبة حماس وأطراف أخرى برؤية انسحاب أوسع لقوات الجيش الإسرائيلي؛ حتى الآن يتحكّم الجيش بما يُعرف بالـ«الخط الأصفر» داخل غزة، وهو ما يعادل عمليًا نحو نصف مساحة القطاع.

موقع «العين» في الإمارات وصف الوضع بعبارة قاطعة: «رصاص حماس يسيطر على الهدنة»، وهو تعليق يعكس اعتقادًا بأن غياب نزع سلاح حماس سيتيح لها الاستمرار في قمع المعارضين ومواصلة نهج العنف.

التقارير في «عرب نيوز» و«العين» ومصادر أخرى تصوّر تحديات متشابهة في غزة، مما يعيد التأكيد على أن كثيرًا من الدول تظل قَلِقة بشأن المستقبل وتتساءل إن كان الاتفاق الذي سُمي في مصر في 8 أكتوبر قادرًا على إحداث تغيير حقيقي على الأرض.

أضف تعليق