هل تنتهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا في 2026؟ تحليلات وآخر أخبار النزاع

كييف — يقول فاسيلي، ضابط قوامه ضخم يمشي متعثراً على أحجار ساحة صوفيا حيث تقف أكبر شجرة عيد ميلاد في أوكرانيا، إن الجنود الروس يشعرون بالرعب من الأوكرانيين.

«نزلتُ إلى خنادقهم. هم فعلاً خائفون منا»، قالها لفريق الجزيرة. لكنه أضاف سريعاً أن خوف العدو لا يعني أن كييف قادرة على فرض شروط إنهاء الحرب، لأن موسكو تملك عدداً أكبر من المقاتلين واقتصاداً أقوى وخزينة حرب أثقل، فيما لا تزال أوكرانيا تعاني نقصاً في العدد والأسلحة.

على الجبهة، وصف فاسيلي كيف يعلن عن دبابة على بعد ثمانمئة متر عبر اللاسلكي ويعطي الإحداثيات، فيردون عليه «انتظر»، فيدرك حينها «أنه ليس لدينا ما نضرب به». كان يشير بذلك إلى نقص قذائف المدفعية الحاد الذي واجهه قبل أن يفقد قدمه اليسرى إثر لغم أرضي عام 2023. رغم ذلك بقي في الخدمة وطلب حجب اسمه الأخير وفق قواعد الحرب.

يرى جنرال بدرجة الأربع نجوم أن الإنجاز الواقعي الوحيد يمكن أن يكون «وقفاً مؤقتاً» للحرب التي ستدخل عامها الخامس في شباط/فبراير 2026. «مع جار عدواني كهذا، لا يمكن أن نأمل في انتهاء كامل للحرب»، قال إيهور رومانينكو، النائب السابق لرئيس الأركان العامة الأوكرانية، مؤكداً أن السلام لن يتحقق مع روسيا ما لم تتحرر الأراضي داخل حدود أوكرانيا لعام 1991.

وأضاف أن على كييف، في حال خرقت موسكو هذا التوقف، أن «توقف الروس عند الخطوط» عبر تعزيز هائل لقدراتها العسكرية: تعبئة عامة وعادلة من دون إعفاءات، رفع إنتاج الأسلحة المحلية، وأخذ حاجات الحرب في صلب القرارات الاقتصادية وفرض قوانين عسكرية أكثر صرامة. وقد بلغ الإسهام المحلي للصناعات العسكرية الأوكرانية هذا العام نحو 40% من احتياجات القوات — ارتفاع ملحوظ من 15–20% في 2022 — فيما توفر الحلفاء الغربيون الباقي، ويجب أن تكون مساعداتهم «حاسمة وسريعة».

يقرأ  فاطمة بوش المكسيكية تفوز بلقب مسابقة الجمال رغم انسحابها احتجاجًا على المنظمين

قد تنفتح «نافذة فرصة» لتوقيع اتفاق سلام في النصف الثاني من 2026 إذا فشلت موسكو في اختراق الخطوط وتقدمت سريعاً، وأيقنت أن كييف قادرة على الاستمرار في حرب استنزاف، بحسب محلل آخر. «كل شيء يعتمد على استعداد الكرملين و(فلاديمير) بوتن شخصياً للاتفاق»، قال فلاديمير فيسينكو، رئيس مركز بِنْتا في كييف. وحتى إذا رضخ الطرفان، يحتاج الأمر شهوراً لمطابَقة وصياغة نسخ اتفاقية السلام لدى الطرفين المتحاربين.

قد تضطر أوكرانيا لتقديم تنازلات، مثل التخلي عن الجزء الذي تسيطر عليه من دونيتسك شاملاً مدناً محصنة، مقابل انسحاب روسيا من ثلاث مناطق أوكرانية في الشرق والشمال، وإلا فقد تستمر الحرب حتى 2027.

هناك عوامل عالمية أوسع تؤثر على نهاية الحرب. يعتقد المحلل إيخار تِيشكيفيتش في كييف أن تعريف «الغرب الجماعي» سيتغير بعد تراجع واشنطن من دور «شرطي العالم» ونهاية الهيمنه الغربية، فيما تبرز قوة صاعدة متعددة الأقطاب مع صعود الصين وتأثيرها في آسيا، مع ذلك تظل الصين غير قادرة بالكامل على منافسة قيادة واشنطن. هذا التحول قد يؤدي أيضاً إلى تآكل القانون الدولي ويؤثر على موقف أوكرانيا.

أسوأ السيناريوهات بالنسبة لأوكرانيا هو ما يسميه «السيناريو الفنلندي» الذي يشير إلى حرب 1939 بين فنلندا والاتحاد السوفياتي، حين خسرت هلسنكي جزءاً من أراضيها واضطرت للاعتراف بذلك. في حالة أوكرانيا، يعني هذا سيناريو الاعتراف بالمناطق المحتلة كجزء من روسيا. هناك سيناريو آخر «جورجي» على مثال حرب 2008 بين روسيا وجورجيا: خسارة السيطرة على المناطق المحتلة مع رفض كييف الاعتراف بها. وسيناريو ثالث يُعدّ مرحلياً يتمثل بتجميد الحرب واستمرار المفاوضات.

بحسب الباحث نيكولاي ميتروخين من جامعة بريمن، الاحتمال الأكثر واقعية هو أن تُدفع أوكرانيا خارج الخُمس المتبقي من دونيتسك الجنوبية الشرقية، أو أنها تضطر لمغادرته طوعاً والاعتراف بفقدان 90% من زابوريجيا و15% من دنيبروبيتروفسك التي تسيطر عليها روسيا حالياً.

يقرأ  كيم جونغ أون يكشف عن «أقوى سلاح نووي» في كوريا الشمالية خلال عرض عسكريتقرير مصور

يرى ميتروخين أن الضغوط الغربية عبر العقوبات «ضعيفة» لأن دولاً كثيرة مهتمة بتجاوزها والتجارة مع موسكو، ولهذا تمتلك الكرملين موارد كافية للاستمرار في الحرب لسنتين إضافيتين على الأقل. وفي المقابل تمتلك أوكرانيا قدرات للمقاومة، لكن حكومتها، وفق وصفه، فاسدة وجبانة ولا تستطيع تعبئة ما يكفي من القوى البشرية، ما يجعل القوات تتراجع ببطء في محاور رئيسية بينما يفشل الوسطاء الغربيون في إقناع روسيا بالتوقف.

كما أشار إلى احتمال أن تضغط إدارة ترامب على زيلينسكي للتخلي عن دونيتسك أو إجراء انتخابات رئاسية في زمن الحرب لتغيير القيادة. في الوقت نفسه، يزداد سخط السكان العاديين من الحرب والقصف وقطع التيار الكهربائي والركود الاقتصادي. «دونيتسك كانت مصدر مشاكلنا»، كما ختم بعض المحللين حديثهم. «دعوا روسيا تحتفظ به وتدفع عشرات المليارات لإعادته إلى حاله»، قال تاراس تيموششوك، اقتصادي سابق يبلغ من العمر 63 عاماً، لقناة الجزيرة، في إشارة إلى الانتفاضة الانفصالية المدعومة من موسكو في دونيتسك والمناطق المجاورة لوهانسك عام 2014.

«اريد أن أستيقظ على زقزقة الطيور، لا لأن أسمع طائراتٍ مسيرةً وصواريخٍ روسية».

أضف تعليق