هل ستعمل بلا أجر؟ السؤال المحوري خلف إضراب «إير كندا»

موجز
عندما خلع مضيفو ومضيفات شركة «إير كندا» زيّ العمل وشرعوا في إضراب قصير الأسبوع الماضي، ارتفعت هتافاتهم بشعار واضح: «العمل المجاني لا يُطير». كان المقصود بذلك ممارسة قديمة في صناعة الطيران بأمريكا الشمالية تتمثل في عدم تعويض طواقم المقصورة عن الوقت الذي يقضونه على الأرض قبل إقلاع الطائرة.

خلفية ونتائج الاتفاق المبدئي
أثار الإعلان عن اتفاق مبدئي بين اتحاد الموظفين الكنديين (CUPE) و«إير كندا» مفاجأة واسعة؛ إذ تضمن حسب مطلعين زيادة تدريجية في الأجور ومنح بدل جزئي عن مهام الصعود إلى الطائرة وفحوصات تأمين المقصورة قبل الإقلاع — وهي خطوة تُعدّ سابقة في القارة. وصف الاتحاد هذا الإنجاز بأنه «تاريخي» واعتبر أن حقبة العمل غير المدفوع قد انتهت.

سياق أوسع وردود الفعل
على الرغم من ذلك، لا يزال كثير من المضيفين غير راضين، ويجب أن يصوّتوا للمصادقة على الاتفاق، بينما أوردت تقارير أن الأصوات المعارضة قد تكون كافية لتعطيل المصادقة. ومع أن النقاش القانوني قد يقود بعض بنود الخلاف إلى تحكيم إلزامي، فقد اعتبر مراقبون أن حصول «إير كندا»—كبرى شركات الطيران الكندية—على اتفاق يضمّ «أجر الأرض» قد يمهّد معياراً جديداً على مستوى الصناعة بأمريكا الشمالية.

مقارنة مع أوروبا والولايات المتحدة
قال خبراء للصحافة إن بعض شركات الطيران الأوروبية تدفع لأطقم المقصورة رواتب شهرية ثابتة بدل الاحتساب بالساعة، وهو نظام يقلّل من مشكلات احتساب أوقات الصعود والتأخير. في المقابل، لا يشمل هيكل تعويضات مضيفي شركات كندية أخرى مثل «إير ترانسات» و«ويست جيت» أجر الأرض. كما أن شركات أمريكية كبرى، باستثناء تحرك مبكر من دلتا في 2022، لم تكن تدفع بصورة شاملة عن هذا النوع من العمل حتى تغيرت الممارسات مؤخراً.

يقرأ  خبير حقوق الركاب يحذّر: إذا ألغت «إير كندا» رحلتك فلا تقبل استرداد المبلغ — إليك ما يجب فعله

أسباب التحوّل والوباء
قال أكاديميون إن جائحة كوفيد-19 زادت من تعقيد إجراءات الصعود والاحتياطات الصحية على الطائرات، مما رفع عبء العمل على المضيفين وزاد عدد الساعات غير المدفوعة. وصف أستاذ في جامعة يورك هذا التحوّل بأنه وضع طاقم المقصورة تحت ضغوط إضافية أجبرتهم على المطالبة بتعويض عادل عن الوقت الذي يقضونه على الأرض.

أرقام وتجارب شخصية
تظهر إحصاءات الشركة أن نصف مضيفي «الخطوط الرئيسية» في «إير كندا» حصلوا على أكثر من 54 ألف دولار كندي العام الماضي، بينما يتجاوز دخل بعض المخضرمين 70 ألف دولار كندي؛ لكن النقاش يركز على توزيع الأجر بين ذوي الخدمة القصيرة والمبتدئين. إحدى المضيفات قدّرت أنها تقوم بحوالي 40 ساعة عمل غير مدفوعة شهرياً—رقم يتوافق مع نتائج استبيان أجراه الاتحاد شمل نحو عشرة آلاف مضيف ومضيفة، أشار فيه رئيس قسم الطيران بالاتحاد إلى أن العمل غير المدفوع كان «سرّاً قذراً» في الصناعة.

تداعيات أوسع واحتمالات مستقبلية
يقول بعض المحللين إن تطبيق أجر الأرض في «إير كندا» قد يطلق «موجة» من مطالب مماثلة في الشركات الكبرى الأخرى بأمريكا الشمالية، خاصة مع اقتراب مفاوضات عقود جديدة لدى «إير ترانسات» و«ويست جيت». وعلى الصعيد السياسي، اعتُبرت الأزمة انعطافة مهمة لحقوق العمل في كندا بعد رفض الاتحاد الامتثال لأمر العودة إلى العمل الذي صدر بموجب قسم من قانون العمل الفيدرالي، ما أدى إلى تفاعل واسع من الجمهور لصالح المضيفين بسبب مسألة العمل غير المدفوع.

خلاصة
بغضّ النظر عن نتيجة تصويت المضيفين، يبدو أن مفهوم دفع أجر عن الوقت الذي يُقضى على الأرض بات أقوى من أي وقت مضى، وأن الاتفاقات المبدئية الحديثة يمكن أن تُعيد تشكيل معايير صناعة الطيران في القارة، لصالح حماية أوقات العمل وتعويضها بعدالة. ان المعركة لم تنتهِ، لكنها بلا ريب فتحت صفحة جديدة في علاقة الطواقم بأرباب العمل.

يقرأ  تجارب روسية في حرب الروبوتات بأوكرانيا — قاذفات صواريخ بلا طيار، ألواح طائرة وصندوق متحرك على عجلات

أضف تعليق