البيوت الأبيض: نحو 700 شاحنة مساعدات تدخل غزة يومياً… الأرقام محل خلاف بين الفلسطينيين والمنظمات
يقول البيت الأبيض إن نحو 15,000 شاحنة تحمل بضائع تجارية ومساعدات إنسانية دخلت قطاع غزة منذ 10 أكتوبر، لكن الفلسطينيين والمنظمات الإغاثية شككوا بقوة في هذه الإحصاءات. وأبلغ المتحدث باسم البيت الأبيض، ديلان جونسون، قناة الجزيرة أن متوسط الشاحنات الداخلة منذ بدء وقف إطلاق النار بلغ 674 شاحنة يومياً.
“وصلت المساعدات لأكثر من مليون شخص”
أوضح جونسون أن العاملين في المجال الإنساني “وصلوا إلى أكثر من مليون شخص بحزم غذائية منزلية منذ 10 أكتوبر”، وأن إنتاج الوجبات في غزة ارتفع بنسبة 82% منذ أواخر سبتمبر، وأن “البيض ظهر على الأرفف في غزة للمرة الأولى منذ فبراير” عندما فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على دخول المساعدات. مع ذلك، لم تُتح التأكيدات الأميركية بشكل مستقل.
تقديرات الأمم المتحدة والمنظمات الميدانية
في المقابل، تقول منظّمة الأغذية العالمية إن نصف الاحتياج الغذائي المطلوب فقط هو الذي يصل إلى غزة حالياً، بينما تؤكد ائتلافات من وكالات الإغاثة الفلسطينية أن إجمالي شحنات المساعدات لا يتجاوز رُبع ما تم الاتفاق عليه بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
المكتب الإعلامي للحكومة في غزة أشار إلى أن نسبة الشاحنات المسموح بدخولها منذ بدء الهدنة لا تتجاوز 28% من العدد المتفق عليه — أي ما مجموعه 4,453 مركبة مقابل 15,600 متفق عليها — بمعدل تقريبي 171 شاحنة يومياً. واعتبر المكتب أن هذه الكميات “أدنى بكثير من الحد الأدنى الإنساني المطلوب”، وطالب بالسماح الفوري بدخول 600 شاحنة على الأقل يومياً لتأمين المواد الأساسية مثل الغذاء والدواء والوقود وغاز الطهي.
اتهامات بـ”جوع مصنّع”
اتهم المكتب أيضاً السلطات الإسرائيلية بما وصفه “جوعاً مصنّعاً”، موضحاً أن سلطات الاحتلال منعت ادخال أكثر من 350 مادة غذائية أساسية — بينها البيض واللحوم والجبن والخضراوات والمكملات الغذائية — في حين سمحت بدخول منتجات منخفضة القيمة مثل المشروبات الغازية والشوكولاتة ورقائق البطاطس التي تُباع بأسعار مرتفعة. وقال بيان المكتب الصحفي إن ذلك “يثبت أن الاحتلال ينفذ سياسة متعمدة للتلاعب بالغذاء كسلاح ضد المدنيين”.
الموقف الأميركي والإنساني
من جانبه، روّج جونسون للجهود الأميركية في تقديم المساعدات، مشيراً إلى أن “17,000 متر مكعب من مياه الشرب تُسلم يومياً، مما زاد إمدادات المياه في شمال غزة بنسبة 130% خلال أكتوبر فقط”. وأضاف: “حققنا تقدماً كبيراً، لكن لا يزال أمامنا الكثير. هذه ليست سوى البداية”. كما أكد أن الولايات المتحدة تقود جهداً تاريخياً لتلبية الاحتياجات الحرجة لغزة وأن إدارة الرئيس دونالد ترامب ملتزمة بمعاملة الفلسطينيين “بكرامة واحترام”.
تقييم الأمم المتحدة للوضع
رصد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية تحسناً في جنوب غزة منذ الهدنة، حيث باتت الأسر تتناول وجبتين يومياً مقابل وجبة واحدة في يوليو، لكن المكتب نبّه إلى أن الأمن الغذائي في شمال غزة لا يزال في حالة كارثية. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن رغم تحسن الوصول الإنساني، “الاحتياجات العاجلة للناس ما تزال هائلة”، مشيراً إلى أن قوافل المساعدات مقيدة بعبّارين إسرائيليين فقط.
مطالبات بفتح كل المعابر
جدد برنامج الأغذية العالمي مطالبته بفتح كل نقاط العبور لإغراق غزة بالأغذية والمساعدات الطبية، مشدداً على أن لا تفسير قُدم حتى الآن لغلق المعابر الشمالية واستمرار الإغلاقات التي تعيق عملية الإغاثة الفعّالة.