واشنطن تقتل 14 شخصًا في ثلاث ضربات على زوارق يُشتبه في تهريبها للمخدرات | أخبار دونالد ترامب

أعلنت الولايات المتحدة أنها نفّذت ثلاث هجمات إضافية ضد قوارب اتُهمت بتهريب مخدرات في مياه المحيط الهادئ الشرقي، أسفرت عن مقتل 14 شخصًا وبقَاء ناجٍ واحد.

أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسِث صباح الثلاثاء عبر منشور على منصة إكس أن الضربات جاءت كإجراء يُعنى بالأمن القومي. وكتب في المنشور: «أنفقت الوزارة أكثر من عقدين دافعة عن أوطان أخرى. الآن ندافع عن وطننا». لكن النقاد اعتبروا حملة القصف هذه شكلاً من أشكال القتل خارج نطاق القضاء وانتهاكًا للقانون الدولي.

في بيانه أوضح هيغسِث أن الضربات الجوّية الثلاثة جرت يوم الإثنين، وأظهر مقطع مصاحب قيَنًا صاروخًا يصيب قاربين طافين جنبًا إلى جنب ويشعل النيران فيهما. كان على متن الزوج الأول من القوارب ثمانية رجال؛ بينما استهدفت الضربة الثانية قاربًا صغيرًا يحمل أربعة رجال، والثالثة أصابت قاربًا آخر فيه ثلاثة أشخاص. لم يتضح فورًا أيّ من الهجمات الثلاث خلّف ناجيًا، لكنه أضاف أن السلطات المكسيكّية تتولى عمليات البحث والإنقاذ.

لم يُكشف عن هويات الضحايا، ولا قُدِّمت دلائل علنية تثبت مزاعم تهريب المخدرات.

تزايد الهجمات

شكّلت سلسلة الهجمات يوم الإثنين أول مرة تُعلن فيها عدة غارات في يوم واحد، وكانت أيضًا المرة الثانية التي يُؤكَّد فيها وجود ناجٍ منذ بدء حملة القصف في الثاني من سبتمبر. في 16 أكتوبر، أبلغت تقارير عن وجود ناجيين اثنين أعيدا إلى بلديهما؛ أحدهما، ورد اسمه في وسائل الإعلام أندريس فرناندو تيفينو، أُفرِج عنه في الإكوادور دون توجيه تهم، والآخر جيسون أوباندو بيريز لا يزال يتلقى العلاج في مستشفى بكولومبيا.

ترفع ضربات الإثنين حصيلة الوفيات المعروفة إلى 57 قتيلًا. وجرى حتى الآن على الأقل 13 غارة جوية خلال الحملة التي استمرت شهرين، استهدفت 14 سفينة بحرية معظمها زوارق صغيرة. وسرعة الهجمات تبدو في ازدياد: ففي سبتمبر قصفت الولايات المتحدة ثلاث سفن، لكنها أعلنت عن 10 هجمات إضافية هذا الشهر. وتُعدّ هجمات الأسبوع الماضي — التي شملت تواريخ 21 و22 و24 أكتوبر — جزءًا من ست هجمات خلال سبعة أيام.

يقرأ  ترامب يعد بفرض رسوم جمركية مرتفعةعلى الأفلام الأجنبية والأثاث المستورد — أخبار دونالد ترامب

حكومة الرئيس دونالد ترامب تقول إن حملة القصف ضرورية لمنع وصول المخدرات إلى الأراضي الأمريكية، غير أن منظمات حقوق الإنسان وخبراء دوليون حذّروا من أن الضربات بالصواريخ تنتهك القانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة. فالدول مُلزَمة عمومًا بعدم استخدام القوة الفتاكة ضد مدنيين خارج نزاع معترف به، وانتقد البعض غياب الوضوح بشأن مقصد تلك القوارب وما إذا كانت متجهة الى الأراضي الأمريكية أصلاً.

قال ميروسلاف يينكا، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأمريكتين، أمام مجلس الأمن هذا الشهر: «نؤكد ضرورة أن تُنفَّذ كل الجهود لمواجهة الجريمة المنظمة عبر الحدود وفقًا للقانون الدولي».

في المقابل، تصاعدت لهجة الإدارة الأمريكية في توصيف عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية على أنها «منظمات إرهابية أجنبية». وفي سبتمبر أصدر الرئيس مذكرة إلى الكونغرس اعتبر فيها مهربي المخدرات «مقاتلين غير نظاميين» في «نزاع مسلح غير دولي». لكن خبراء قانونيين شككوا في هذا التبرير، مشيرين إلى أن تهريب المخدرات يُعَدّ جريمة جنائية لا فعل حرب.

توتر مع الكونغرس

أثارت حملة القصف وتصعيد الوجود العسكري في البحر الكاريبي قلقًا قانونيًا داخليًا في الولايات المتحدة. فبموجب المادة الأولى من الدستور تقع سلطة إعلان الحرب حصريًا على عاتق الكونغرس. وعلى الرغم من أن المشرّع سمح أحيانًا للرئيس باتخاذ إجراءات عسكرية محدودة، فإن قانون سلطات الحرب لعام 1973 يلزم بإخطار الكونغرس خلال 48 ساعة ويحد من مدة ونطاق هذه العمليات بدون تفويض تشريعي.

لا يزال قلق المنتقدين يتمحور حول احتمال انزلاق الإدارة نحو تدخل عسكري أوسع على سواحل كولومبيا وفنزويلا. وكرر ترامب تأكيده أنه لا يحتاج إلى تفويض من الكونغرس للشروع في مثل هذه الهجمات، قائلاً لمراسل في 23 أكتوبر: «لا أظن أننا سنطلب إعلان حرب بالضرورة. أعتقد أننا سنقتل الأشخاص الذين يأتون بالمخدرات إلى بلدنا. سنقتلهم».

يقرأ  مفرّجون من الأسر يكشفون عن تعذيبهم ويكافحون من أجل البقاء تحت الأرض في غزة

تزامنت الضربات الجوية على الزوارق في الكاريبي والهادي مع تحشيد عسكري إقليمي: أعلن البنتاغون الأسبوع الماضي نشر حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد ر. فورد ومرافقتها من المدمرات والجناح الجوي في مياه أمريكا الجنوبية.

أثارت تحركات ترامب قلقًا عبر الطيف الحزبي في الكونغرس. فسيناتور جمهوري مثل راند بول دانت مرارًا وضربات الجيش بأنها «قتل خارج نطاق القضاء»، بينما انتقد السيناتور الديمقراطي مارك كيلي الإدارة لفشلها في تبرير الشرعية القانونية للضربات خلال إحاطة برلمانية، وقال إن الأدلة التي قدّمتها البيت الأبيض ووزارة الدفاع لم تكن مقنعة ولا تغطي كل حالات تفجير الزوارق.

اتخذ الكونغرس خطوات محدودة لاحتواء سلسلة الضربات لكنها لم تُثمر كثيرًا حتى الآن. فقد قدم النائب الديمقراطي جيسون كراو في سبتمبر قرارًا في مجلس النواب يُلزِم الحصول على موافقة الكونغرس، لكنه لم يُعرض للتصويت، بينما رفض مجلس الشيوخ محاولات سابقة هذا الشهر لفرض تفويض تشريعي لاستمرار الضربات. وقال كراو إن «الرئيس ترامب لا يملك السلطة القانونية لإطلاق هجمات عسكرية في الكاريبي أو في أي مكان آخر دون موافقة الكونغرس».

وفي مقال لمركز العلاقات الخارجية كتب الخبير في السياسات الخارجية ماثيو ك. واسكمان هذا الشهر أن المشرعين لم يتخذوا بعد إجراءً حاسمًا لوقف حملة القصف. وأضاف: «يبقى الكونغرس أهم رادع للرئيس، ونرى بعض المقاومة من النواب تجاه إدارة ترامب في هذا الشأن، لكن حتى الآن أظهروا استعدادًا ضئيلاً للقيام بهذا الدور في فترة ترامب الثانية».

أضف تعليق