أعلنت وحدة «الشبح» الأوكرانية أنها دمّرت طائرتين روسيتين إضافيتين واستهدفت منظومات رادار، في عملية وصفتها الاستخبارات العسكرية الأوكرانية بأنها جزء من جهود مستمرة لتصفية أهداف روسية ذات قيمة عالية في شبه جزيرة القرم المحتلة.
وأوضح جهاز الاستخبارات العسكرية (HUR) أن الهجوم أحرق طائرتين من طراز أنتونوف أن‑26، كما ضرب محطة رصد سطحيًا ونظام رادار ساحلي من طراز MR‑10M1 «ميس M1». ولم تدلِ روسيا بتعليق رسمي بشأن الواقعة، ولم تتمكن وسائل إعلامية من تأكيد التفاصيل بشكل مستقل.
طائرة أن‑26 (المعروفة لدى الناتو باسم «Curl») هي ناقلة توربينية ثنائية المحرك صُممت في الحقبة السوفييتية ودخلت الخدمة عام 1970، وتوقفت صناعتها منذ ثمانينيات القرن الماضي. وذكر بيان الاستخبارات أن وزير الدفاع الأوكراني نشر لقطات فيديو تُظهر ضربة طائرة مسيّرة ومقاطع لطائرات محترقة، مشيرًا إلى أن الطائرات الروسية القديمة دُمّرت.
لم تُفصح كييف عن نوع الطائرات المسيّرة المستخدمة أو أسلوب التشغيل، لكن قوّات أوكرانيا استخدمت سابقًا طائرات مسيّرة هجومياً طويلة وقصيرة المدى لاستهداف طائرات روسية متوقفة في قواعد جوية داخل القرم وداخل الأراضي الروسية نفسها.
أساليب الهجوم هذه أثبتت فعاليتها في تقويض بعض قدرات روسيا، وأثارت مخاوف من أن قواعد جوية غربية قد تكون عرضة لنفس النمط من الهجمات وتحتاج إلى تعزيز دفاعاتها، بحسب مراقبين ومحللين دوليين.
ويأتي هذا الإعلان بعد أن قالت الاستخبارات الاثنين الماضي إن وحدة «الشبح» دمرت طائرتين روسيتين من طراز Be‑12 «تشايكا» في هجوم بالقرم، وتعدّ تلك المرة الأولى في التاريخ التي تُسقط فيها هذه الطائرات المُستعملة لمطاردة الطائرات البحرية المسيرة المعادية، بحسب البيان.
علاوة على ذلك، أعلنت الوحدة عن سلسلة من الضربات استهدفت معدات وقواعد روسية، معظمها في القرم، بما في ذلك مكونات نظام دفاع جوي من طراز S‑400 «Triumf» وبعض محطات الرادار والاتصالات، رغم أن التفاصيل الدقيقة غالبًا ما تبقى محدودة.
تُعتبر هذه الوحدة الخاصة جزءًا من جهاز الاستخبارات العسكرية الذي يعرّف مهمته بأنها «نزع السلاح عن القرم المحتل مؤقتًا». قامت الوحدة بعمليات ليلية وصفت بأنها صيد للأصول الروسية، واستهدفت بنى تحتية للرصد والدفاع الجوي، فضلاً عن الطائرات والقواعد.
منذ بدء الغزو الروسي على نطاق واسع، شنت أوكرانيا هجمات متكررة على أهداف عسكرية روسية في القرم وبحر آزوف وبحر الأسود باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ وزوارق مسيّرة بحرية. وساهمت هذه الضربات في إلحاق أضرار بمقارّ قيادية وأغراض بحرية روسية، مما دفع روسيا إلى نقل جزء كبير من أسطولها في البحر الأسود إلى مياه أبعد وأأمن.
تمثّل القرم رمزية استراتيجية كبيرة لأوكرانيا؛ فقد احتلّتها روسيا منذ 2014، وتستعادة السيطرة عليها أحد الأهداف الرئيسية لكييف. وفي الأسابيع الأخيرة لوحظ تزايد واضح في وتيرة الهجمات الأوكرانية على شبه الجزيرة.
وأشار جهاز الاستخبارات إلى أن وحدة «الشبح» نفّذت أيضاً ضربة أسفرت عن تدمير ثلاث مروحيّات Mi‑8 ورادار «نِبو‑U» في هجوم سابق بالقرم خلال عطلة نهاية الأسبوع.
كلا الطرفين يسعى إلى تحجيم قدرات الآخر الجوية لمنع القيام بعمليات استطلاع أو ضربات، لكن انتشار وسائل إسقاط الأهداف على الأرض وتكثيف الدفاعات الجوية حدّ من قدرة أي من الطرفين على تحقيق سيطرة جوية كاملة أو الطيران بحرية قرب خطوط الجبهات.
المقال الأصلي: بيزنس إنسايدر. (قد تحتوي السطور أعلاه على خطأ مطبعي بسيط في أحد الأسماء المسؤل عنه فريق التحرير)