وداع حافل لرايلا أودينغا: تشييع زعيم المعارضة الكيني الموقر

تُقام مراسم الدفن النهائية بعد أيام من فعاليات تأبينية شهدت تدافعاً أودى بحياة خمسة أشخاص وإصابة المئات.

نُشر في 19 أكتوبر 2025

يعبر الكينيون عن وداع أخير لزعيم المعارضة البارز رايلا اودينغا، بعد أيام من مقتل عدة أشخاص أثناء تجمعات لتقديم واجب العزاء في العاصمة نيروبي. وقد دفن جثمانه يوم الأحد في مسقط رأس عائلته في بوندو بغرب كينيا.

ستُمنح لجثمانه كامل الاعتبارات العسكرية إلى جانب الطقوس التقليدية في مراسم خاصة، عقب قداس جنازي أقيم صباحاً في جامعة قريبة، بحسب صحيفة The Star الكينية.

حضر آلاف الكينيين وشخصيات رفيعة من أنحاء أفريقيا مراسم الدفن النهائية لشخص وصف بـ«البان‑أفريقي المخلص». من الحضور رئيس كينيا ويليام روتو، والرئيس الأسبق أوهورو كينياتا، والرئيس النيجيري الأسبق أولوسيغون أوباسانجو.

وقال مراسلة الجزيرة كاثرين سوي من موقع التشييع في بوندو: «رايلا لم يكن مجرد شخصية وطنية محبوبة لدى الكينيين؛ بل كان محترماً على مستوى القارة وخارجها أيضاً. الناس هنا يريدون تكريمه على كل التضحيات التي قدمها لهذا البلد».

أحداث تأبينية متوترة

توفي اودينغا، عن عمر ناهز الثمانين عاماً، إثر أزمة قلبية مشتبه بها في عيادة صحية بجنوب الهند يوم الأربعاء، ووصلت جثته إلى نيروبي يوم الخميس لاستقبال المشيعين.

أُقيمت أربع فعاليات للعزاء خلال الأيام الثلاثة الماضية، جذبت ألوف المعزين وأسفرت عن تدافع أدى إلى وفاة خمسة أفراد وإصابة المئات. وأفادت تقارير الجزيرة بأن هناك «توتر بسيط» قبل دفنه يوم الأحد حيث حاول بعض الناس التقدم باتجاه موقع الدفن، لكن الأجهزة الأمنية «سرعان ما ضبطت» الحشود.

المعرف بمحبة الناس بلقب «بابا» (أي الأب بلغة السواحلية)، كان اودينغا يُعد أبرز شخصية سياسية في جيله داخل كينيا. رغم أنه عُرف بمعارضته في كثير من الأحيان، تقلّد منصب رئيس الوزراء بين 2008 و2013، وأبرم تحالفات سياسية مع الرئيس الأسبق كينياتا عام 2018 ومع الرئيس روتو العام الماضي، في مسيرة اتسمت بتحولات تحالفية مستمرة.

يقرأ  فرنسا تعيد جمجمة ملكٍ قُتل خلال الحقبة الاستعمارية

ورغم محاولاته المتكررة التي بلغت خمس مناسبات للفوز برئاسة الجمهورية دون نجاح، لعب دوراً مركزياً في إعادة البلاد إلى الديمقراطية الحزبية المتعددة في التسعينيات، ويُنسب إليه الفضل كقوة رئيسية وراء دستور 2010 الذي نال إشادة واسعة.

قال روتو يوم الجمعة إن اودينغا ساعد في «تثبيت البلاد» بعد توقيع اتفاق سياسي بينهما في مارس من هذا العام، عقب أشهر من الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي شهدت اقتحام وحرق بعض مباني البرلمان من قبل شباب محتجين.

ووصف نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الأسبق إيراستوس موينتشا تأثير اودينغا بأنه قاري، قائلاً إنه يرى فيه أحد الذين حاربوا من أجل «التحرير الثاني»، في إشارة إلى ادامه الكفاح من أجل الديمقراطية في بعض دول أفريقيا.

يترك رحيل اودينغا فراغاً قيادياً داخل صفوف المعارضة، مع غياب خليفة واضح، فيما تتجه البلاد نحو انتخابات قد تشهد توتّراً في عام 2027.

أضف تعليق