وزير الخارجية السوري يزور الصين ويتعهد بتعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب

لقاء في بكين: تعهد بتعميق التعاون الأمني والاقتصادي

التقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيّباني بمسؤول السياسة الخارجية الصيني وانغ يي في زيارة هي الأولى له إلى بكين منذ سقوط الاسد في العام الماضي، حيث جرى التأكيد على رغبة دمشق وبكين في توثيق التعاون خصوصاً في مجال «مكافحة الإرهاب» وقضايا الأمن.

ووفقاً لوكالة الأنباء السورية الرسمية، اتفق الجانبان خلال المحادثات على العمل المشترك لمنع استخدام أراضي سوريا لأي أنشطة تستهدف المصالح الصينية، مع تأكيد دمشق أنها ستتخذ كل التدابير اللازمة لمنع ذلك. من جهتها عبّرت الصين عن أملها في أن تتخذ سوريا «إجراءات فعّالة» لتنفيذ هذا الالتزام وإزالة العوائق الأمنية أمام تطور العلاقات الثنائية.

وكان مصير المقاتلين اليوغوريين الذين توجهوا إلى سوريا بعد اندلاع الحرب عام 2011 — والذين انخرط كثير منهم في حزب التحرير الإسلامي لتركستان المهيمن على عناصر في إدلب — من بين الملفات المتوقع بحثها خلال الزيارة. ونفت وزارة الخارجية والمغتربين في دمشق، في تصريح مقتضب لوكالة سانا، تقريراً لوكالة فرانس برس زعم أن الحكومة السورية تعتزم تسليم نحو 400 مقاتل فرّوا من الاضطهاد في الصين «بدفعات»، ووصفت ذلك بأنه «لا أساس له من الصحة».

خارجياً، جدد الشيّباني دعم بلاده لمبدأ «صين واحدة» وإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع حكومة بكين باعتبارها الممثل القانوني الوحيد للأراضي المعنية. من جانبه، أكد وانغ أن الصين تعتبر مرتفعات الجولان جزءاً من الأراضي السورية، مشدداً على أن الاحتلال الإسرائيلي لجزء من الجولان وضمّه لاحقاً يعد انتهاكاً للقانون الدولي.

منذ إسقاط النظام السابق في ديسمبر 2024، توسعت إسرائيل في تنفيذ عمليات احتلال جنوب سوريا، بما في ذلك التوغل داخل منطقة عازلة تراقبها الأمم المتحدة وأُنشئت بموجب اتفاق وقف إطلاق نار عام 1974. وفي بكين أعرب البلدان أيضاً عن اهتمام متزايد بتوسيع التعاون في مجالات التنمية الاقتصادية وإعادة إعمار سوريا ورفع مستويات المعيشة، مشيرين إلى منتدى التعاون الصينـالعربي كإطار للعمل الثنائي.

يقرأ  جي-١٠: ردّ الصين على إف-١٦كيف تتقارن المقاتلتان؟

زيارة الشيّباني تأتي في سياق جهود دمشق لإعادة بناء شبكة علاقاتها الدبلوماسية حول العالم، وقد حققت بعض النجاحات اللافتة مثل تخفيف عقوبات غربية وجذب استثمارات خليجية كبيرة، ما منح البلاد منفذاً اقتصادياً حيوياً. وفي مؤشر على تحولات دبلوماسية أوسع، زار الرئيس أحمد الشراء البيت الأبيض هذا الشهر، ليصبح أول زعيم سوري يزور واشنطن منذ استقلال البلاد عام 1946، كما انضمت سوريا إلى تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة لمكافحة تنظيم داعش.

وخلال زيارة إلى موسكو في أكتوبر، أبلغ الشراء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه يسعى إلى «استعادة وإعادة تعريف العلاقات» بين البلدين، لكن اللقاء لم يتضمن أي إشارة واضحة إلى تسليم الاسد الذي لجأ إلى روسيا بعد سقوط حكومته إثر هجوم قادته قوات معارضة بقيادة الشراء. ورغم التغيرات السياسية، حافظت روسيا على وجود عسكري في قواعدها الجوية والبحرية على الساحل السوري، وكانت من أبرز داعمي النظام السابق وقدمت دعمًا جوياً لقواته خلال الحرب.

في ملامح سياسة خارجية مرنة، تبدو حكومة الشراء مستعدة لإقامة علاقات مع حلفاء النظام السابق، وهو ما تجلّى في حوارات الشيّباني مع المسؤولين الصينيين، مع ترجمة هذا التقارب إلى اهتمام مشترك بإشراك بكين في عملية إعادة إعمار سوريا وتعزيز وصلات اقتصادية قد تؤمّن موارد لازمة للاستقرار إعادة الإعمار وتحسين معيشة المواطنين.

أضف تعليق