سبب الاجتماع المقرر يوم الثلاثاء المقبل لا يزال يكتنفه الغموض، فيما قلّل ترامب من حجم المخاوف واصفاً إياها بأنها «ليس أمراً كبيراً».
استدعى وزير الحرب بيت هيغستث كبار الضباط العسكريين الأميركيين من مراكز خدمتهم في شتى أنحاء العالم إلى اجتماع يُعقد الأسبوع المقبل في فيرجينيا، فيما يُتوقع أن يكون تجمعاً نادراً من نوعه.
أفادت وسائل إعلام أميركية الخميس بأن التبليغ عن الاستدعاء نُشر، ثم اعْلن لاحقاً في اليوم نفسه من قِبل متحدث باسم البنتاغون، شون بارنل.
لم يتضح على الفور لماذا أمر هيغستث الجنرالات والأدميرالات بالالتقاء في فيرجينيا بإشعار قصير إلى هذا الحد، ولا ما ستتضمنه جدول أعمال الاجتماع.
يوجد نحو ثمانمئة جنرال وأدميرال في القوات المسلحة الأميركية، وغالباً ما يقود مثل هؤلاء القادة تشكيلات تضم آلاف الجنود، بما في ذلك في مواقع حساسة خارج البلاد.
ومع أن لدى معظمهم جداول زمنية مفصّلة تُرتّب قبل أسابيع، أفاد مسؤول عسكري تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لوكالة رويترز بأن تلك الجداول انقلبت رأساً على عقب.
«الناس يتسرّبون لتغيير خططهم ومعرفة ما إذا كان عليهم الحضور»، قال المسؤول.
من جهته امتنع بارنل عن الإدلاء بتفاصيل حول الاجتماع، مكتفياً بالقول للصحفيين: «سيخاطب وزير الحرب قادته العسكريين الكبار في وقت مبكر من الأسبوع المقبل».
في مراسم توقيع داخل المكتب البيضاوي يوم الخميس، أبدى ترامب تفاؤله بشأن اجتماع هيغستث واصفاً إياه بالفكرة الجيدة.
«أحب ذلك. أظن أنه رائع»، قال ترامب. «ليتحلّ بالود مع الجنرالات والأدميرالات من كل أنحاء العالم».
كما حاول التهوين من شأن المخاوف القائلة إن الحدث قد يسحب القادة العسكريين من مواقع تعتبر حيوية للأمن القومي، معبّراً عن دهشته من الاهتمام الوطني الذي أثاره الاجتماع المقرر يوم الثلاثاء.
«لماذا يُعتبر هذا أمراً مهماً إلى هذا الحد؟» تساءل ترامب موجهاً سؤالاً إلى أحد الصحفيين. «حقيقة أننا نتفاهم مع الجنرالات والأدميرالات؟ تذكّروا أنني رئيس السلام. من الجيد أن نتفاهم. هذا أمر جيّد. تتصرفون كما لو أن هذا شيء سيئ».
نائب الرئيس جيه دي فانْس، الذي حضر لقاء المكتب البيضاوي، حاول بدوره التقليل من شأن الانتقادات المتوقعة.
قال فانْس: «ليس أمراً غير مألوف أن يقابل الجنرالات الذين يرفعون تقاريرهم إلى وزير الحرب ثم إلى رئيس الولايات المتحدة وزير الحرب»، مضيفاً أنه من الغريب أن يسأل الصحفيون عن ذلك.
منذ تولي ترامب ولاية ثانية في يناير، شرع هو وهيغستث في حملة لإعادة تصور وزارة الدفاع.
فصلوا، على سبيل المثال، قيادات عسكرية بارزة، من بينهم سي كيو براون، الجنرال السابق في القوات الجوية الذي كان يشغل منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة.
في مايو أصدر أمراً بتخفيض عدد الضباط من رتبة أربعة نجوم بنسبة عشرين في المئة، معلناً أيضاً عن تخفيض إضافي بنحو عشرة في المئة بين الضباط العامين وذوي الرتب العالية في الجيش.
ودعا هيغستث أيضاً إلى إنهاء مبادرات التنوع في المؤسسة العسكرية، وقد أُقيل بعض المسؤولين بتهم متعلقة بدورهم المفترض في هذه البرامج.
بدلاً من ذلك، حثّ هيغستث الجيش على تعزيز «الفتك» واستعادة «روح المحارب».
في وقت سابق من هذا الشهر، وقع ترامب أمراً جعل تسميته لوزارة الدفاع «وزارة الحرب» سياسة رسمية لديه، وذلك كما كانت تسمى حتى عام 1949.
لكن تغيير الاسم سيبقى إلى حد كبير محصوراً بالفرع التنفيذي؛ إذ أن أي تغيير دائم سيتطلب موافقة الكونغرس بتمرير تشريع يقر الاسم الجديد.