صرّح وزير الطاقة كريس رايت بأن الولايات المتحدة لا تعتزم إجراء تفجيرات نووية، مهدئاً بذلك المخاوف العالمية بعد دعوة الرئيس دونالد ترامب للجيش لاستئناف اختبارات الأسلحة.
«هذه ليست انفجارات نووية»، قال رايت في مقابلة مع فوكس نيوز يوم الأحد. «هذه ما نسميه انفجارات غير حرجة».
جاءت التصريحات بعد أيام من تغريدة لترامب على منصة تروث سوشال أشار فيها إلى أنه أوعز لمسؤولين في وزارة الدفاع «ببدء اختبار أسلحتنا النووية على قدم المساواة» مع قوى منافسة.
لكن رايت، الذي تُشرف وكالته على عمليات الاختبار، طمأن سكان صحراء نيفادا قائلاً إنه لا داعي لـ«القلق» من رؤية سحابة على شكل فطر.
«الأمريكيون القاطنون قرب مواقع الاختبارات التاريخية مثل موقع نيفادا للأمن القومي ليس لديهم ما يدعو للقلق»، قال رايت. «إنكم تختبرون جميع الأجزاء الأخرى لسلاح نووي للتأكد من أنها تنشئ الهندسة المناسبة وتؤدي إلى التفجير النووي.»
فسّر كثيرون تصريحات ترامب على تروث سوشال الأسبوع الماضي بأنها إشارة إلى أن واشنطن تستعد لاستئناف تفجيرات نووية شاملة للمرة الأولى منذ 1992.
في مقابلة مع برنامج 60 دقيقة على قناة سي بي إس، سُجلت يوم الجمعة وعُرضت الأحد، كرر ترامب موقفه.
«أقول إننا سنختبر الأسلحة النووية كما تفعل دول أخرى، نعم»، أجاب ترامب عندما سألته نورا أودونيل من سي بي إس إن كان يخطط لتفجير سلاح نووي للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثين عاماً.
«روسيا تختبر، والصين تختبر، لكنهما لا تتحدثان عن ذلك»، أضاف.
لم تُجرِ روسيا ولا الصين مثل هذه الاختبارات منذ عامي 1990 و1996 على التوالي.
وعندما واصل الإعلاميون الضغط في هذا الموضوع قال ترامب: «هم لا يأتون ويخبرونكم بذلك».
«لا أريد أن أكون الدولة الوحيدة التي لا تختبر»، قال، مضيفاً كوريا الشمالية وباكستان إلى قائمة الدول التي يُزعم أنها تختبر ترساناتها.
ونفت الصين يوم الاثنين إجراء أي اختبارات للأسلحة النووية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماو نينغ في مؤتمر صحفي دوري ببكين: بصفتها «دولة نووية مسؤولة، فإن الصين لطالما اتبعت استراتيجية نووية دفاعية والتمسكت بالتزامها بوقف التجارب النووية».
وأضافت أن الصين تأمل أن تتخذ الولايات المتحدة «إجراءات ملموسة للحفاظ على نظام نزع السلاح النووي وعدم الانتشار الدولي والحفاظ على التوازن الاستراتيجي والاستقرار العالميين».
ونفت روسيا أيضاً يوم الخميس أنها أجرَت اختبارات نووية.
وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، للصحفيين، في إشارة إلى أسماء أسلحة روسية: «فيما يتعلق باختبارات بوسيدون وبوريفيستنيك، نأمل أن المعلومات قد نُقلت بدقة إلى الرئيس ترامب. لا يمكن تفسير ذلك بأي حال من الأحوال على أنه اختبار نووي».
كوريا الشمالية هي الدولة الوحيدة التي أجرت اختبارات نووية منذ التسعينيات — وحتى بيونغ يانغ أعلنت وقفاً مؤقتاً للتجارب في 2018.
ويُحتفظ بالعدد الدقيق للرؤوس الحربية النووية التي تملكها كل دولة سراً في كل حالة — لكن من المُقدَّر أن روسيا تمتلك إجمالاً نحو 5,459 رأساً حربياً بينما تمتلك الولايات المتحدة نحو 5,177، وفقاً لاتحاد العلماء الأمريكيين (FAS).
وتعطي جمعية مراقبة الاسلحة في الولايات المتحدة (ACA) تقديرات أعلى قليلًا، فتقول إن مخزون الولايات المتحدة النووي يصل إلى نحو 5,225 رأساً حربياً، بينما لدى روسيا نحو 5,580 تقريباً.
وتأتي الصين في المرتبة الثالثة عالمياً من حيث القوة النووية بحوالي 600 رأس حربية، تليها فرنسا بـ290، والمملكة المتحدة 225، والهند 180، وباكستان 170، وإسرائيل 90، وكوريا الشمالية 50، بحسب اتحاد العلماء الأمريكيين.
ووفقاً لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الأميركي (CSIS)، فقد ضاعفت الصين ترسانتها النووية تقريباً خلال السنوات الخمس الماضية، ومن المتوقع أن تتجاوز 1,000 سلاح بحلول عام 2030.