أكدت وزيرة الخارجية الفنلندية إلينا فالتونن يوم الثلاثاء رفضها القاطع للتنازل عن أي جزء من الأراضي الأوكرانية لصالح روسيا في إطار أي صفقة سلام، وذلك خلال كلمة ألقتها أمام سفراء اجتمعوا في مقر وزارة الخارجية الالمانية ببرلين.
«التخلي عن الحق في السلامة الإقليمية يعني، بحلول عام 2025، أننا نعيد واقعنا إلى الوراء إلى زمن الحرب العالمية الثانية»، قالت فالتونن أمام مؤتمر السفراء.
وأضافت الوزيرة أن لهذا السيناريو عواقب كارثية ومروعة على مستوى العالم: «لن تحكم علاقة السُّيُد بين الأمم مجموعة من القواعد المتفق عليها، بل ستسود قسوة الأقوى»، مؤكدة أن ذلك لن يكون سلاماً لا على المدى القصير ولا الطويل.
ورأَت فالتونن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير مستعد للقبول بوقف لإطلاق النار ولا حتى للدخول في مفاوضات جادة.
«حتى لو ضُحِّي بأجزاء من أراضي أو سيادة أوكرانيا في مفاوضات، فلن نكون قد حللنا المشكلة الأساسية»، قالت، موضحة أن «مشكلة بوتين لا تُحل على حساب أوكرانيا».
ودعت الوزيرة العالم الحر إلى كبح طموحات روسيا استراتيجياً، مشددة على أن تحمل التكاليف يجب أن يكون على مستوى الاتحاد الأوروبي.
وأكَّدت أن هامش مناورة موسكو يجب تضييقه أكثر عبر تشديد العقوبات، وطالبت بفرض رسوم جمركية على أي صادرات روسية تصل إلى السوق الداخلية للاتحاد الأوروبي.
وأضافت أن موسكو يجب أن تُحمَّل مسؤولية الحرب وجرائمها العديدة في أوكرانيا، مشددة على أن «ضغط العقوبات لا يجوز أن يُرفع حتى تفي روسيا بالتزامها بدفع التعويضات».
ويجتمع سنوياً قادة أكثر من 220 بعثة دبلوماسية ألمانية حول العالم في مقر وزارة الخارجية ببرلين في مؤتمر يستمر أربعة أيام لمناقشة أولويات السياسة الخارجية والأمنية لألمانيا ودور البلاد في عالم يتغير.