وسائل الإعلام الأميركية تعيد تصاريح دخول البنتاغون وتتخلى عن الوصول بعد سريان قواعد جديدة

مراسلون من أكثر من ثلاثين وسيلة إعلامية يغادرون البنتاغون رفضًا لقيود جديدة على التغطية

نُشِر في 16 أكتوبر 2025

غادر الصجفيون مقر البنتاغون جماعياً بعد أن رفضوا الامتثال لمجموعة إرشادات جديدة تقيد بشكل حاد قدرتهم على التغطية الصحفية للجيش الأمريكي. فرضت وزارة الدفاع مهلة حتى ظهر الأربعاء على الصحفيين للموافقة على مجموعة جديدة مكونة من 21 صفحة من القواعد للحصول على بطاقات الاعتماد ودخول مرافق البنتاغون.

بين وسائل الإعلام التي رفضت التعاون كانت مؤسسات كبرى بينها: أسوشيتد برس، بلومبرغ، بوليتيكو، ذا أتلانتيك، الغارديان، نيويورك تايمز، وول ستريت جورنال، واشنطن بوست، رويترز، سي إن إن، وغيرها. كما امتنع عن التوقيع عدد من المنافذ المحافظة مثل فوكس نيوز ونيوزمكس، المحبّذتان لدى الرئيس السابق.

قالت رابطة مراسلي البنتاغون، التي تمثل أكثر من مئة وسيلة إعلامية، في بيان الثلاثاء إن وزارة الدفاع بدأت «مصادرة بطاقات الاعتماد الإعلامية من تقريبًا كلّ مؤسسة إعلامية في البلاد». وأضافت الرابطة أن السبب هو رفض الصحفيين التوقيع على سياسة إعلامية جديدة لاحتوائها تهديدًا ضمنيًّا بتجريم تقارير الأمن القومي وتعريض الموقِّعين لاحتمال الملاحقة الجنائية.

أعلنت وسائل الإعلام أنها ستستمر في تغطية شأن البنتاغون، لكن من دون الوصول المباشر إلى المبنى أو حضور الإيجازات الصحفية. وتنص القواعد الجديدة على تقييد حركة المراسلين داخل المبنى، وتقييد تواصلهم مع الموظفين، ومنع «طلب المعلومات» من المصادر، وفق مذكّرة للبنتاغون نُشِرت عبر الإنترنت. كما تسعى القواعد إلى الحدّ من قدرة الإعلام على نشر معلومات سرّية وحتى بعض المعلومات غير المصنفة، رغم أن حق النشر في حالات معيّنة تحمى بموجب حكم لمحكمة العدل العليا عام 1971 في قضية نيويورك تايمز ضد الولايات المتحدة، الذي أنصف نشر أوراق البنتاغون أثناء حرب فيتنام.

يقرأ  إسرائيل تقول إن مدينة غزة لا تزال «منطقة قتال» بعد دعوة ترامب إلى «وقف القصف»

كانت النسخة السابقة من إرشادات البنتاغون تقتصر على صفحة واحدة وتركز أساسًا على بروتوكولات الدخول إلى المبنى وحفظ الأغراض الشخصية، بحسب وثيقة أخرى نشرتها نيويورك تايمز.

التغييرات التي أدخلتها وزارة الدفاع أُعلن عنها أولاً في سبتمبر بمبادرة وزير الدفاع بيت هيغسث (نائب مُقدّم سابق في قناة فوكس). وأثارت القواعد انتقادات فورية لظهورها وكأنها تجعل الصحفيين عرضة لمسؤولية قانونية عن تغطيتهم للشئون العسكرية. جاءت نسخة منقحة لتلطيف بعض العبارات، لكن وسائل الإعلام تصرّ على أنها لا تزال تنتهك حقوقها الدستورية في حرية التعبير وحرية الصحافة.

قال الناطق باسم البنتاغون، شون بارنيل، في بيان مخفّف يوم الاثنين إن «السياسة لا تطلب منهم الموافقة، بل مجرد الإقرار بفهمهم لما تتضمّنه سياستنا. هذا أحدث انهيارًا درامياً لدى بعض الصحفيين الذين يبكون دور الضحية على الإنترنت. نحن نتمسّك بسياستنا لأنها الأفضل لقواتنا ولأمن هذا البلد».

أضف تعليق