وسط هجمات بطائراتٍ مُسيّرة: ناشطون يواجهون الخوف والأمل على أسطول غزة أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

على متن “ألما” — المياه الإقليمية اليونانبة

نشطاء “قافلة الصمود العالمية” يظلون في حالة تأهّب دائم. الهجوم بالطائرات المسيرة يوم الأربعاء على السفن المتجهة نحو غزه لكسر الحصار الإسرائيلي عن القطاع لا يُحتمل أن يكون الأخير.

هجوم بالطائرات المسيرة

مع اقتراب القافلة، التي تبحر حالياً في المياه الإقليمية، من شواطئ غزة، تترقّب المجموعة هجوماً إسرائيلياً أوسع. ياسيمين أكار، عضوة لجنة التسيير في القافلة (٣٨ عاماً، ألمانية-تركية)، قالت إن ما جرى كان “جريمة حرب جديدة ارتُكبت ضد مدنيين وضد مهمة إنسانية”. أكار تتمتّع بخبرة في رصد الطائرات المسيّرة وتقييم المخاطر الأمنية بعد مشاركتها السابقة في محاولة الوصول إلى غزة عبر قافلة “مادلين” في يونيو التي اعترضتها إسرائيل، حيث احتُجز طاقمها ثم طُردوا.

بحلول مساء الثلاثاء، لاحظت أكار انعكاسات ثلاثة أجسام غير معرّفة في سماء الغروب فأوصت المتطوعين بزيادة اليقظة مع حلول الظلام. في نحو الساعة الثامنة مساءً بدأت طائرات مسيرة بالاقتراب من “ألما”، ومنذ ذلك الحين أبلغ الحرس الليلي عن تزايد عدد الطائرات التي حلّقت فوق السفينة — بلغ عددها الإجمالي نحو ١٥ خلال الليل. قبل بدء الضربات أبلغ بعض المتطوعين عن تعطل في الاتصالات الراديوية والإنترنت، ما مثّل مقدمة للهجوم.

قرّر القادة إيقاظ جميع المتطوعين، وارتداء سترات النجاة، والتجمّع في نقاط محددة على السفينة لتلقي التعليمات، بينما تمايلت أضواء مراكب الإبحار الأخرى في القافلة أمام “ألما”. شوهدت ومسموعة وميض الانفجارات فوق المراكب، وتبعها انفجارات إضافية مع استمرار الطائرات في التحليق على ارتفاع منخفض ومهاجمة القوارب. أفادت القافلة بوقوع ١٣ انفجاراً طوال الليل، وتردّد أن مواداً كيميائية قد أُستخدمت في الهجمات، رغم أن معلومات الاتصال كانت شحيحة ومجزّأة.

المعنويات والأجندة الدولية

يقرأ  فنان من ميانمار يتّهم الصين بفرض رقابة على معرض فني في بانكوك

مع بزوغ الفجر استطاعت أكار إعطاء إشارة الأمان، لكن الخطر مرشح للتصاعد. إسرائيل كررت التهديدات بالمنع قائلة إنها “لن تسمح لأي مركب بدخول منطقة القتال النشطة”، ووصف مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية القافلة بأنها استفزازية وتخدم حركة حماس — اتهام ترفضه حركة الناشطين.

في المقابل، تلقّت القافلة دعماً عملياً بعد أن أرسلت إسبانيا وإيطاليا مدمرات وحاملات سفن لمرافقتها قرب السواحل، كما قبلت إسبانيا طلب بلجيكا تقديم مساعدة لرعاياها على متن القافلة، وتُجرى محادثات مماثلة مع إيرلندا. هذه الخطوات تأتي في ظل موجة دعم متصاعدة للحركة المؤيدة للفلسطينيين في أوروبا، شهدت احتجاجات حاشدة وإغلاق موانئ في إيطاليا خلال عطلة نهاية الأسبوع.

نحو خط النهاية

تبقى القافلة على مسافة أيام قليلة من غزة، وهي مرحلة أخيرة تثير مشاعر متضاربة لدى المتطوعين الذين غاب كثير منهم عن عائلاتهم ومنازلهم وأعمالهم لأكثر من شهر. في ظل المشهد الكارثي المتواصل في قطاع غزة — أكثر من ٦٥٬٠٠٠ قتيل، وآلاف ما زالوا تحت الأنقاض، ومئات يموتون من الجوع — تبدو مخاوفهم مبرّرة. ومع ذلك أعاد اللقاء برفقاء الرحلة ورؤية القوارب المتقاربة بعض الحيوية للمتطوعين، ومن بينها أغنية جديدة كتبوها بالإسبانية: “غزة، نحن قادمون”.

أضف تعليق