وصول حاملة طائرات أميركية كبرى إلى منطقة الكاريبي فيما يضع ترامب فنزويلا في مرمى الاستهداف

وصول حاملة الطائرات «جيرالد ر. فورد» إلى البحر الكاريبي

وصلت إلى مياه البحر الكاريبي أكثر حاملة طائرات متطورة في الأسطول الأمريكي، في أداء عسكري استعراضي اتخذته إدارة دونالد ترامب بينما تشن واشنطن ضربات على ما تصفها بسفن تهريب مخدرات، أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص.

تأتي هذه الخطوة في وقت تصعّد فيه الولايات المتحدة ضغوطها على فنزويلا، ما أثار تساؤلات عن مغزى تزايد القوات والعتاد وما قد يشي به ذلك من نوايا مستقبلية. إعلان البحرية الأميركية عن وصول «جيرالد ر. فورد» وسفن حربية إضافية يوم الأحد قد يشكّل لحظة محورية في حملة تصفها الادارة بأنها عملية لمكافحة المخدرات، بينما يراها كثيرون دفعًا عدوانيًا تجاه حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.

خلال الأشهر الماضية نفّذت الولايات المتحدة، بحسب تصريحات رسمية، نحو عشرين ضربة في البحر الكاريبي وعلى السواحل الهادئة لأميركا اللاتينية استهدفت زوارق وصنّاع قوارب متهمة بنقل مخدرات، وأودت بحياة نحو ثمانين شخصًا. خبراء القانون الدولي وحقوق الإنسان كرّروا تحذيرهم من أن مثل هذه الهجمات ترقى إلى عمليات إعدام خارج نطاق القضاء، حتى لو كان المستهدفون يشتبه في صلتهم بتهريب المخدرات.

الإدارة تقول إن نشر القوات يهدف إلى قطع تدفّق المخدرات إلى الولايات المتحدة، لكنّها لم تقدّم دلائل مؤيدة لتأكيداتها بأن من لقوا حتفهم كانوا من الذين تصفهم بـ«الإرهابيين المخدرين». وكالة رويترز نقلت عن مسؤولين لم تسمّهم أن كبار مسؤولي الادارة عقدوا ثلاث لقاءات هذا الأسبوع في البيت الأبيض لبحث خيارات عمل عسكري محتمل ضد فنزويلا.

التوسّع العسكري الأميركي في المنطقة شمل طائرات من طراز F‑35 وسفن حربية وغواصة نووية. وقال البنتاغون في وقت سابق إن مجموعة ضربة حاملة الطائرات «جيرالد ر. فورد»، التي تضم أكبر حاملة طائرات في العالم، وصلت ومعها ما لا يقل عن أربعة آلاف بحار وعشرات الطائرات التكتيكية على متنها. وبمجموع القوات البحرية والبرمائية وصلت أعداد العاملين الأميركيين في المنطقة إلى نحو اثني عشر ألفًا، فيما أطلق وزير الدفاع بيت هيغسث تسميتها رسميًا «عملية الرمح الجنوبي».

يقرأ  أذكى، أسرع، أفضل٢٥ أداة ذكاء اصطناعي للتعلّم والتطوير

ينص الدستور الأميركي على أن الكونغرس وحده يملك سلطة إعلان الحرب، لكن ترامب صرّح بأنه لن «يطلب بالضرورة إعلان حرب» لمواصلة ضرب عناصر يزعم أنهم يجلبون المخدرات إلى البلاد. من جهته، قال الأدميرال بول لانزيلوتا، قائد مجموعة الضربات، إن وجود المجموعة سيعزّز قوة الأساطيل الأميركية لحماية أمن وازدهار البلاد ضد ما وصفه بـ«الإرهاب المخدراتي» في نصف الكرة الغربي.

في ترينيداد وتوباغو، التي تبعد نحو 11 كيلومترًا عن فنزويلا عند أقرب نقطة، أعلن مسؤولون حكوميون أن قواتهم بدأت تدريبات مشتركة مع الجيش الأميركي. وصف وزير الخارجية شون سوبرز التمرينات بأنها الثانية خلال أقل من شهر، وقال إنها تهدف إلى مواجهة الجريمة العنيفة في الدولة الجزرية التي أصبحت محطة عبور لشحنات مخدرات متجهة إلى أوروبا وأميركا الشمالية. وقد أبدى رئيس الوزراء تأييدًا علنيًا للضربات العسكرية الأميركية.

من جهتها، وصفت حكومة فنزويلا تلك التدريبات باعتداء عدائي. ولم يصدر تعليق فوري من كراكاس حول وصول حاملة الطائرات. ويواجه الرئيس مادورو اتهامات في المحاكم الأميركية تتعلق بـ«الإرهاب المخدراتي»، وقد اتهم الحكومة الأميركية بـ«اختلاق» حرب ضده؛ وكتب مادورو على صفحته في فيسبوك أن «الشعب الفنزويلي مستعد للدفاع عن وطنه ضد أي عدوان إجرامي». وفي الأيام الأخيرة دعت السلطات الفنزويلية إلى تعبئة واسعة للجنود والمدنيين تحسبًا لاحتمال وقوع هجمات أميركية.

أضف تعليق